تمكنت إسرائيل و”حماس” من التوصّل إلى اتفاق هدنة وتبادل أسرى، سيجري تنفيذه يوم الخميس المقبل، بعد 46 يوماً من القتال إثر عملية “طوفان الأقصى”.
فقد أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحكومة، أن القبول باتفاق للإفراج عن الرهائن كان “قراراً صعباً لكنّه القرار الصحيح”.
وقال نتنياهو خلال اجتماع للحكومة هدف الى اتخاذ قرار في شأن الاتفاق، إنّ الرئيس الاميركي جو بايدن ساعد “في تحسين الخطوط العريضة المعروضة أمامكم (…) بحيث يشمل (الاتفاق) عدداً أكبر من الرهائن بثمن أقل”.
وأفادت “القناة 13” العبرية، اليوم بأنّ الجانبين توصلا لاتفاق برعاية قطرية سيُنفّذ الخميس.
وتحدّث القناة “12” العبرية عن جدول زمنيّ لتطبيق الاتّفاق يتضمّن 3 مراحل: “موافقة الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها مساء اليوم على الاتّفاق، تقديم الالتماسات إلى المحكمة العليا غداً، ووقف إطلاق النار والإفراج عن أوّل عشرة محتجزين الخميس”.
أضافت: “من المقرر أن يتم نشر أسماء الأسرى الذين سيتم الإفراج عنهم على موقع إلكتروني مخصص، وبعد ذلك سيتم منح يوم لتقديم التماس إلى محكمة العدل العليا”.
كما ذكرت أنّ “حكومة نتنياهو ستصادق الليلة على اتفاق يتضمّن وقف إطلاق نار لمدّة 5 أيام، الإفراج عن 53 أسيراً إسرائيلياً لدى حركة حماس (أمهات وأطفال على 4 دفعات). وفي المقابل، ستُفرج إسرائيل عن 150 أسيراً فلسطينياً من النساء والقاصرين الذين لم تتم إدانة أي منهم بقتل إسرائيليين، وسيتم أيضاً إدخال 300 شاحنة محمّلة بالوقود والأدوية إلى غزة”.
وفي السياق نفسه، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ المستشفيات التي ستستقبل الأسرى المطلق سراحهم هي: شيبا، إيخيلوف، سوروكا، ولفسون، شنايدر وأساف هروفيه.
وأوضحت أنّ “الأشخاص الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة يحملون الجنسية الإسرائيلية فقط”.
ووفق صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإنّ الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم “سيُنقلون إلى مصر، عبر معبر رفح، ثم من هناك إلى إسرائيل”.
وأضافت: “حماس ستكون ملزمة بإعطاء إسرائيل أسماء الأسرى الذين سيتم إلافراج عنهم في اليوم السابق”.
أمّا صحيفة “معاريف”، فقالت إنّ “ساعات مصيرية. الكابينت الحربي سيجتمع للمصادقة على صفقة التبادل، يليه مجلس الوزراء السياسي الأمني، ثم الحكومة الموسعة للمصادقة على النص الذي وقعته حركة حماس”.
وفي غضون ذلك، كشف شبكة CNN الأميركية مساء اليوم أيضاً، أن مدة الصفقة ممكن ان تُمدّد لأكثر من 5 أيام في حال سارت الأمور كما هو مرسوم.
تأييد أمني للصفقة
في السياق، كشف مسؤول إسرائيلي كبير خلال إيجاز للصحافيين عن أن “كافة الأجهزة الأمنية والشاباك والموساد تؤيد صفقة إطلاق سراح الأسرى وكذلك أعضاء حكومة الحرب”، مضيفاً أن “الإصرار الإسرائيلي في الأسبوعين الماضيين ساعد على تحسين شروط الاتفاق سواء في تقليل عدد أيام وقف إطلاق النار أو في زيادة عدد النساء والأطفال الذين سيتم إطلاق سراحهم”.
وقال، وفق ما نقل موقع “واللاه نيوز” العبري: “ضمن الاتفاق، سيتم إطلاق سراح 50 امرأة وطفل خلال 4 أيام من وقف إطلاق النار”، متابعاً: “المختطفون الذين سيتم إطلاق سراحهم سيكونون إسرائيليين أو مزدوجي الجنسية. إذا تم إطلاق سراح مواطنين أجانب، فسيكون ذلك تحرّكاً مستقلاً من جانب حماس بغض النظر عن الصفقة”.
وذكر أنّه “إذا أطلقت حماس مختطفين إضافيين خلال الهدنة، فسوف تتمكّن من الحصول على يوم إضافي من الهدنة مقابل كل عشرة مختطفين إضافيين تطلق سراحهم بعد الخمسين الأصلية. يمكن أن يصل العدد إلى 70-80”.
وتابع “حماس، بالنسبة لنا، تحتاج إلى إعادة المختطفين بما في ذلك من الجهاد الإسلامي والأحزاب الأخرى”.
ولفت إلى أن “إسرائيل تصر على عدم إطلاق سراح الأسرى المدانين بجرائم القتل من السجون الإسرائيلية. سيتم نشر قائمة السجناء الذين سيتم إطلاق سراحهم وإتاحة 24 ساعة يمكن خلالها للجمهور تقديم الالتماسات”.
وأردف المسؤول الإسرائيلي: “في ما يتعلّق بمطالبة حماس بوقف تشغيل الطائرات بدون طيار في سماء غزة لمدة ست ساعات في كل يوم من أيام وقف إطلاق النار – أوضح الجيش الإسرائيلي والشاباك أن لديهما قدرات أخرى لجمع المعلومات الاستخبارية حتى خلال أيام وقف إطلاق النار خلال الساعات التي لن يكون فيها تجمع بمساعدة الطائرات بدون طيار”، وقال: “لن نعمى ونعلم ما يحدث على الأرض”.
وختم: “إسرائيل رفضت السماح بعودة المواطنين الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله خلال أيام التهدئة. وإلا فإن كل ما قمنا به لتشجيع السكّان على النزوح إلى الجنوب سيذهب هباء. إن الجيش الإسرائيلي سيواصل اجتياح شمال قطاع غزة وسيواصل القتال في الشمال والجنوب فور انتهاء وقف إطلاق النار”.
مسؤول أميركي: اتّفاق مبدئي
في الموازاة، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن اتّفاقاً لإطلاق سراح بعض من أكثر من 200 أسير تحتجزهم حركة “حماس” في غزة “قريب للغاية”.
وقال للصحافيين في البيت الأبيض “فريقي يتنقل بين عواصم المنطقة. نحن الآن قريبون جدّاً من إعادة بعض هؤلاء الأسرى إلى وطنهم قريباً جدّاً. لكنّني لا أريد الخوض في التفاصيل لحين الانتهاء من الأمر”.
وأضاف “عندما يكون لدينا المزيد لنقوله، سنفعل”.
أمّا المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أوضح أن الصفقة مع “حماس” أصبحت قريبة لكنّها ليست نهائية، مضيفاً أن تسليم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين لا يتوقّف على صفقة الأسرى.
وقال ميلر للصحافيين إنّه كان من الواضح منذ بعض الوقت أن إطلاق سراح الأسرى سيفتح إمكانية توصيل المزيد من المساعدات الإنسانية.
من جهة أخرى، أعلن مسؤول أميركي أنّ “حماس وإسرائيل تقتربان من التوصّل إلى اتفاق يتضمّن إطلاق الحركة سراح 50 رهينة، معظمهم من النساء والأطفال، مقابل إطلاق سراح 150 سجيناً فلسطينياً وهدنة لأربعة أو خمسة أيام”.
وقال المسؤول إنّ هناك اتفاقاً مبدئياً لكنّه ليس نهائياً حتى يتم الاتفاق على كل شيء.
وأضاف لـ”رويترز”: “نعتقد أنّنا قريبون للغاية من التوصّل إلى اتفاق… لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به، وما زال يتعيّن الحصول على موافقة. لكنّنا نعتقد أنّنا قريبون للغاية”.
تفاؤل فرنسي
بدوره، أعلن وزير القوّات المسلّحة الفرنسي سيباستيان لوكورنو على قناة “بي أف أم تي في” أن “هناك حقاً أسباباً تدفع للأمل” في الإفراج الوشيك عن أسرى.
وقال الوزير الذي زار الشرق الأوسط من 14 إلى 18 تشرين الثاني (نوفمبر) “لقد ألقينا بكل ثقلنا وسنواصل ذلك في هذه المفاوضات لتحرير أسرانا”.
وأكد وزير الجيوش أن الوضع “هش للغاية”، متابعاً “هناك أمل كبير كذلك في باريس، بما في ذلك داخل المستشاريات وأجهزة الاستخبارات لإنجاح عملية الإفراج عن أسرى (…). ومع ذلك، فإنني أدعو إلى الحذر لأنّنا واجهنا خيبات منذ أكثر من 40 يوماً”.
وأردف “حتى لو سيتم الإفراج عن أسرى قريباً فلن يتم إطلاق سراح جميع الأسرى الـ240”.
اجتماع للحكومة الإسرائيلية
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ تقدّماً يحرز بشأن إعادة الأسرى.
وقال خلال تفقده قاعدة عسكرية في شمال إسرائيل: “إنّنا نحرز تقدّماً. آمل أن تكون هناك أخبار سارة قريباً”.
إلى ذلك، يعقد مجلس الحرب الإسرائيلي المصغر (الكابينت) اجتماعاً عند السادسة مساءً، يليه اجتماعاً لمجلس وزراء الحرب عند السابعة مساءً ثم مجلس الوزراء كاملاً الساعة الثامنة مساءً، بحسب مكتب نتنياهو.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنّ “الاجتماعات ستركز على الموافقة على صفقة الأسرى”.
رسالة هنيّة
وفي وقت سابق، أعلن رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” إسماعيل هنية أنّ الحركة “تقترب من التوصل لاتفاق” على هدنة مع إسرائيل.
وقال هنية في رسالة مقتضبة نشرها حساب “حماس” على تطبيق تلغرام إن “الحركة سلمت ردها للإخوة المصريين والقطريين، ونحن نقترب من التوصل لاتفاق الهدنة”.
وأيضاً، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أنّ المفاوضات بوساطة قطرية بشأن المحتجزين لدى “حماس” بلغت “أقرب نقطة” من التوصل إلى اتفاق.
المصدر: النهار العربي
هدنة لمدة أربعة أيام ، تتوقف فيها القتل والتدمير والتهجير وسيل الدماء ، الجميع يعتبر نفسه منتصر ، بالرغم من أن الطرفين تراجعا عن الشعارات التي تم رفعها بسقف عالي للوصول للاتفاق ، ولكن من هو المنتصر ؟ الإنسانية وشعبنا ،