يعاني السّكّان في مدينة الباب بريف حلب شمالي سورية، من أزمة مياه تفاقمت مؤخراً، مع خروج 10 آبار مياه تغذّي المدينة عن الخدمة بسبب الجفاف من أصل 13 بئرا، هي المصدر الرئيسي لهذه المادة الحيوية.
وسعياً للتوصل إلى حل لهذا المشكل، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، بدأ المجلس المحلي خطّة إسعافيّة بحفر آبار جديدة لكنها حتى الوقت الحالي غير مجدية، وفق ما أكد نشطاء.
أزمة المياه في مدينة الباب، بدأت بعد سيطرة النظام على محطة ضخّ المياه الرئيسية في ريف حلب الشرقي، وهي محطة “الخفسة” في أواخر عام 2016، والسيطرة أيضاً على المحطة الثانية عين البيضاء القريبة من مدينة الباب، ثم قطع المياه المغذية للمدينة التي تضخ من المحطة، لتصبح الآبار هي المصدر الرئيسي للمياه بعد أن كانت مصدراً ثانوياً مسانداً للمياه الواصلة للمدينة من نهر الفرات عبر المحطتين المذكورتين.
وفي سبتمبر/ أيلول 2022، زار وفد أوروبي محطة مياه الخفسة، وهي محطة تغذي مدينة حلب ومناطق منها منطقة الباب بالمياه، وأشار الوفد إلى أن الاتحاد الأوروبي ولجنة الصليب الأحمر الدولي ترعى مشروعا لإعادة تأهيل المحطة، دون التطرق للمناطق التي تغذيها المحطة والتي قطع النظام عنها المياه.
زادت حدة المشكلة مع مطلع الشهر الحالي، إذ بات من الصعب على الأهالي الحصول على المياه حتى من الصهاريج التي يتوجب على أصحابها الانتظار لتعبئة المياه، كما أوضح ممدوح حسن الحسين الذي يعمل في نقل المياه لـ”العربي الجديد” قائلا: “الأزمة كبيرة، أتمكن من نقل المياه مرة واحدة في النهار، البلد كبير وفيه الكثير من الناس، الوضع سيئ للغاية ونحن بالكاد نستطيع إيصال دفعة واحدة من المياه للأهالي، نرجو أن يكون هناك مساعدة، بسبب الضغط والطلب على المياه. دفعة أو دفعتين في أفضل الأحوال”.
مصطفى ربيع مصلاوي من سكان مدينة الباب قال لـ”العربي الجديد”: “نعاني من أزمة المياه، نتصل بالمسؤولين عن الصهاريج يخبروننا بأن هناك دورا، نتواصل مع أكثر من شخص لكن دون جدوى، ونذهب لتعبئة مياه غير صالحة للشرب لا تصلح سوى للتنظيف والغسيل.
وأضاف: “الدور على الصهاريج قد يستمر حتى المساء، أضطر للجوء لمياه الري. في كل عام تزيد الأزمة أكثر وتقل المياه، في العام الماضي كان هناك 13 بئر مياه هذا العام انخفض العدد، ما يزيد من تعميق معاناة السكان”.
بدوره أوضح مصطفى عثمان مدير “خدمات البلدية في منطقة الباب” خلال حديثه لـ”العربي الجديد” أن الأزمة الحالية سببها خروج 10 آبار عن الخدمة مؤخراً من أصل 13 بئرا تغذي مدينة الباب، مشيرا إلى لجوء المجلس المحلي لحل إسعافي بحفر آبار جديدة، لكنها لم تصل للعمق المطلوب للوصول إلى المياه، مناشدا المنظمات الإنسانية بحلّ الأزمة التي تهدد السكان في المدينة.
المصدر: العربي الجديد