لدى واشنطن 900 جندي يتمركزون بقاعدة التنف العسكرية على حدود العراق
اتهم مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، الولايات المتحدة بتعزيز وحدتها العسكرية في شمال شرقي سوريا.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن لافرنتييف قوله اليوم الخميس “هناك معلومات… عن أن الولايات المتحدة تعزز وحدتها العسكرية في شمال شرقي سوريا، وكذلك في التنف التي تحتلها بشكل غير قانوني منذ فترة طويلة”.
وتأتي اتهامات روسيا بعد أيام من حادثة طائرة الهليكوبتر الأميركية التي أصيب خلالها 22 جندياً، مع اكتفاء واشنطن بالحديث عن تحقيقات تجرى للوقوف على سبب الحادثة.
جبهة أميركية
ويدعم الجيش الأميركي “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) التي تسيطر بدورها على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، وتتلقى عوناً من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن وتنتشر بموجبه القوات الأميركية في المنطقة.
ويوجد نحو 900 جندي أميركي في سوريا معظمهم بالشرق، في إطار مهمة لقتال فلول تنظيم “داعش” الإرهابي. وتعرضت القوات الأميركية هناك لهجمات متكررة خلال السنوات الماضية من جانب مسلحين مدعومين من إيران.
وترتكز القوات داخل قاعدة أميركية في منطقة التنف بالريف الشرقي لمحافظة حمص على الحدود السورية العراقية، ونفذت من خلالها عدة عمليات عسكرية في الداخل السوري.
وكان 25 عسكرياً أميركياً أصيبوا في ضربات وضربات مضادة بسوريا في مارس (آذار) الماضي، أسفرت أيضاً عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة آخر.
وجرى نشر قوات أميركية للمرة الأولى في سوريا خلال مهمة أطلقتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما ضد “داعش”، بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.
وعلى رغم أن التنظيم الإرهابي بات الآن ظلاً بعد سيطرته على أكثر من ثلث سوريا والعراق حين أعلن ما سماه “دولة الخلافة” عام 2014، فلا يزال مئات المسلحين المنتمين له يخيمون في مناطق قاحلة، لا وجود فيها للتحالف بقيادة الولايات المتحدة أو للجيش السوري المدعوم من روسيا وميليشيات تدعمها إيران، ويسيطرون عليها بشكل كامل.
ويحتجز آلاف من مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي في مراكز تتولى حراستها قوات سوريا الديمقراطية، الحليف الرئيس للولايات المتحدة في البلاد. ويقول المسؤولون الأميركيون إن تنظيم “داعش” الإرهابي لا يزال قادراً على إعادة إنتاج نفسه ليصبح تهديداً كبيراً.
القوة الروسية
وتذكر تهديدات الميليشيات المدعومة من إيران للقوات الأميركية بالوضع الجيوسياسي المعقد في سوريا، إذ يعتمد الرئيس بشار الأسد على دعم طهران وموسكو ويعتبر القوات الأميركية محتلة.
وقبل أيام أيضاً تعرضت دورية روسية إلى قصف خلال جولة ضمن أراضٍ فاصلة في ريف حلب الشمالي، لتتيقن موسكو أن المنطقة ذاتها لم تعد باردة كما هي الحال بعد توقف الاقتتال بين الفصائل الكردية والأتراك لفترة وجيزة، وأن خطوط التماس في طريقها إلى الاندلاع، ويمكن أن تلتهب أرض الشمال خلال فترة الصيف إذا ما استمرت الأوضاع الأمنية متأزمة.
تقارير إعلامية كردية تحدثت وقتها عن مقتل جندي روسي وإصابة ثلاثة آخرين جراء قصف من أراض تتبع لفصائل المعارضة السورية المسلحة والمدعومة تركياً، لكن معلومات متضاربة أشارت إلى قصف المركبة عبر مدفعية أو طائرة مسيرة.
ووقع قصف دورية الشرطة العسكرية الروسية في منطقة بين قريتي حربل وأم حواش في ريف حلب الشمالي، وبمناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وبعد ساعات من استهداف قاعدة جبرين العسكرية التركية، إضافة إلى مركز شرطة بمنطقة أونجوبنار في جنوب تركيا عبر قذائف مدفعية من الحدود المحاذية.
حينها اعتبر مراقبون أن حادثة استهداف الدورية الروسية تحمل تطوراً خطراً بعودة الأجواء الساخنة التي اندلعت بشكل متسارع بعد انتهاء الانتخابات التركية وفوز الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة، وهذا يصب بكل الأحوال نحو الإصرار باتجاه الضغط لإزاحة خطر المقاتلين الأكراد من حدود بلاده الجنوبية تهيئة لولادة منطقة آمنة، ومن المتوقع وفق المخطط له إعادة جميع اللاجئين السوريين إليها، وهو ما رفضته الإدارة الذاتية الكردية وحكومة دمشق وتصفه بـ”تغيير ديموغرافي” للبلاد.
سخونة الأوضاع هذه تزامنت مع مناورات مشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي بمشاركة جيش سوريا الحرة شرق سوريا، بهدف تعزيز قدراتهم الدفاعية والهجومية بالتوازي مع استخدامهم أسلحة متطورة وحديثة إلى جانب مشاركة الطيران الأميركي.
المصدر: اندبندنت عربية