شهدت محافظة السويداء 11 عملية اختطاف واعتقال تعسفي، خلال شهر نيسان/إبريل الفائت، لا يزال 4 منهم مجهولي المصير. وسجلت شبكة «السويداء 24» المحلية، عمليات اختطاف عصابات منظمة لمدنيين اثنين، طمعاً بالفدية المالية، لكنها فشلت في تحقيق هدفها نتيجة ضغوط تعرضت لها تلك العصابات، أجبرتها على إطلاق سراحهما. كما سجلت الشبكة اختطاف جهات مجهولة 3 مدنيين، لا يزال 2 منهم مجهولي المصير.
ووثق فريق الرصد اعتقال الأجهزة الأمنية السورية 4 مدنيين من أهالي السويداء، ضمن إجراءات تعسفية، في نيسان الماضي، مع إطلاق سراحهم خلال الشهر نفسه، كذلك اعتقلت مخابرات الجيش اللبناني مدنيين 2 من أهالي السويداء في لبنان، بحجة عدم حيازتهما للإقامة، وقامت بترحيلهما إلى الأراضي السورية حيث اعتقلتهما السلطات الأمنية بسبب تخلفهما عن الخدمة الاحتياطية. كما وثّقت الشبكة عمليات دهم ونهب ممتلكات، تعرض لها مهجرون من أهالي محافظة السويداء، يعيشون في السهول الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء. ونفذت تلك العمليات قوات من الجيش السوري، بمؤازرة من فصائل التسوية في درعا -المعارضة المسلحة – سابقاً.
وكانت أول الانتهاكات التي وثقت مطلع الشهر الفائت، عندما اعتقلت إدارة الأمن الجنائي في دمشق، المواطن نبيه أبو ترابي، من أهالي مدينة السويداء، أثناء مراجعته للإدارة، لتسوية قضية تتعلق بعقار. حيث اعتقل بسبب مشاركته في مظاهرة احتجاجية عام 2017، وقد تسبب اعتقاله بتوتر في مدينة السويداء، وتهديدات من فصائل محلية بالتصعيد، ما دفع الأجهزة الأمنية لإطلاق سراحه، بعد ثلاثة أيام من اعتقاله. كما خطف مسلحون مجهولون المواطن مجد فضلو حمزة، من أهالي قرية صلخد في ريف السويداء الغربي، أثناء تواجده في منطقة وادي خالد في لبنان، وقالت العائلة إن الخاطفين أرسلوا مشاهد فيديو لتعذيبه، ويطلبون فدية مالية مقابل الإفراج عنه. ولا يزال مجد حمزة محتجزاً إلى غاية تاريخ يوم إعداد التقرير.
واعتقلت دورية جمارك في العاصمة دمشق، المواطنين سلامة شقير وفراس زيتونة، من أهالي بلدة القريّا جنوب السويداء، كما احتجزت سيارتهما التي كانا ينقلان فيها طيور راماج بغرض تسويقها، رغم حيازتهما كل الأوراق القانونية اللازمة لنقل الطيور. ونتيجة تصعيد من أهالي بلدة القريا، تمثل بقطع شباب البلدة للطرقات بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على اعتقالهما، أطلقت الجمارك سراحهما بعد يوم واحد من اعتقالهما. ومنتصف الشهر الفائت، خطف مسلحون مجهولون، المواطن هاني خالد العلي من أهالي محافظة حلب، بعد استدراجه إلى مدخل مدينة السويداء عبر الإنترنت. وطلب الخاطفون فدية مالية لإطلاق سراحه، كما أرسلوا مقاطع فيديو لتعذيبه. ولم يمض أسبوع على اختطافه، حتى أطلق الخاطفون سراحه بدون مقابل، إذ أخلوا سبيله قرب حاجز تابع للأجهزة الأمنية.
كما اعتقلت دورية تابعة لمخابرات الجيش اللبناني، المواطنين نادر نادر، وإيهاب نادر، من أهالي بلدة الغارية في ريف السويداء الجنوبي، بعد مداهمة مكان إقامتهما في منطقة قرنايل اللبنانية بسبب عدم حيازتهما أوراق إقامة قانونية في لبنان. وقامت السلطات اللبنانية بترحيلهما قسراً إلى سوريا، لتعتقلهما دورية أمن سوريّة، بسبب تخلفهما عن الخدمة الاحتياطية. ولا يزال مصير نادر وإيهاب مجهولاً إلى غاية اليوم، ويقول مقربون منهما إنهما محتجزان في أحد مراكز الشرطة العسكرية بدمشق.
وفي 17 من الشهر، خطف مسلحون المواطن محمد جمال جمعة، في مدينة السويداء. والضحية من أهالي دمشق ويقيم مع عائلته في السويداء، منذ سنوات. استدرجه المسلحون إلى محيط فوج الإطفاء في مدينة السويداء، وقاموا بخطفه هناك، ثم تواصلوا مع عائلته وطلبوا فدية مالية لإطلاق سراحه. وفي يوم الأحد، أطلق الخاطفون سراحه، بعد احتجاز فصائل مسلحة لشخصين متهمين بالتورط في عملية الخطف في مدينة السويداء.
كما داهمت قوات النظام برفقة فصائل التسوية، مخيماً للمهجرين من عشائر بدو السويداء، في السهول الممتدة بين محافظتي درعا والسويداء، غربي قرية صما الهنيدات، بذريعة البحث عن مطلوبين بقضايا تهريب المخدرات. واعتقلت القوات المقتحمة شخصين تمكّنا من توثيق اسم واحد منهما، وهو المواطن حسان الحوساني، من عشائر بلدة عريقة، وقد تم إطلاق سراحه بعد ساعات على اعتقاله. كما نفذ المقتحمون عمليات سلب لممتلكات النازحين واعتدوا على العشرات منهم بالضرب، قبل أن ينسحبوا من المنطقة ويعودوا إلى قواعدهم العسكرية.
وفي 21 من الشهر نفسه، خطف مسلحون مجهولون المواطن فؤاد قرموشي، من أبناء بلدة القريّا، وذلك على طريق قنوات في مدينة السويداء. عملية الخطف كانت بهدف الضغط على السيد قرموشي نتيجة نزاع مادي بينه وبين الخاطفين، وبعد يوم واحد أطلقوا سراحه، نتيجة ضغوط من فصائل مسلحة في بلدة القريّا. ولم يفصح أقارب قرموشي عن الجهة التي خطفته.
وكان آخر الانتهاكات التي وثقتها السويداء 24، يوم السبت الماضي، عندما اختفى المواطن إبراهيم الريشاني، من سكان مدينة جرمانة، وذلك بعد وصوله إلى مدينة السويداء، قادماً بقصد التفاوض مع مكتب سفريات لدواعي السفر، حسبما أبلغ عائلته قبل المغادرة، دون أن يذكر اي تفاصيل عن المكتب. ومنذ وصوله إلى السويداء، انقطع الاتصال معه، ولا يزال مصيره غامضاً.
المصدر: «القدس العربي»