قُتل عدد من الأشخاص جراء اشتباكات وانفجار ألغام في سورية، الأربعاء، فيما قضى ضابط كبير سابق لدى قوات النظام متورط في جرائم حرب في ظروف غامضة.
وذكرت مصادر إعلامية مقربة من فصائل المعارضة في الشمال السوري أنّ عنصراً من قوات النظام قُتل اليوم بعد قنصه من جانب غرفة عمليات “الفتح المبين” على محور ريف اللاذقية الشمالي. وأوضحت أنّ القتيل هو عمر محمد الغوران، وينحدر من بلدة المليحة بريف دمشق.
كما استهدفت الفصائل اليوم دبابة لقوات النظام بصاروخ مضاد للدروع على محور الفوج 46 في ريف حلب الغربي، ما أدى لتدميرها. وذكرت “كتائب ثوار الشام” التابعة لـ”فيلق الشام” في “الجيش الوطني السوري” المعارض والمدعوم من تركيا، أنها استهدفت بصاروخ مضاد للدروع دبابة لقوات النظام على محور “الفوج 46” غربي حلب، ما أسفر عن تدمير الدبابة ومقتل من فيها.
وكانت شبكة “أمجاد” المقربة من “هيئة تحرير الشام” قد نشرت، أمس الثلاثاء، مقطع فيديو يُظهر استهداف شاحنة عسكرية تقل عناصر لقوات النظام بصاروخ مضاد للدروع، على محور “الفوج 46” غربي حلب. وأشارت إلى أنّ الاستهداف أسفر عن مقتل عنصر واحد على الأقل من قوات النظام يدعى لقمان عبد الكريم العبيد، والذي ينحدر من قرية معرزاف غربي حماة.
من جهتها، قصفت قوات النظام بالمدفعية الثقيلة محاور جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي.
وفي شرقي البلاد، قُتل عنصر من “الدفاع الوطني” التابع للنظام السوري إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب، أثناء حملة تمشيط بادية دير الزور، بحثاً عن خلايا تنظيم “داعش” التي كثفت أخيراً من عملياتها في البادية السورية.
كما قُتل شاب اليوم، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، أثناء ذهابه لجلب بقايا سيارة انفجرت بالباحثين عن نبات الكمأة بتاريخ 9 أبريل/ نيسان الجاري في قرية طريف بريف دير الزور الغربي.
وذكر مصدر محلي لـ”العربي الجديد” أنّ حسين الملحان قضى بانفجار لغم أرضي في بادية البشري عندما انفجر لغم أرضي بسيارة رافعة كانت ذاهبة لسحب سيارة “فان” انفجر بها لغم منذ أيام.
وفاة ضابط كبير في قوات النظام
إلى ذلك، نعت صفحات مقربة من النظام السوري اللواء المتقاعد علي أحمد عباس، دون أن تشير إلى ظروف وفاته، واكتفت بالقول إنه توفي عن عمر يناهز 66 عاماً.
ويعتبر عباس شخصية جدلية، وفي حين تتهمه مصادر معارضة بارتكاب العديد من الجرائم خلال قيادة عمليات عسكرية لصالح النظام، خاصة في غوطة دمشق الشرقية، أطلق عليه بعض الموالين لقب “أسد الغوطة”، فيما اتهمه آخرون بالخيانة، والتسبب في مقتل العشرات من قوات النظام في الغوطة الشرقية عام 2016.
وأُصيب عباس بطلقة في وجهه بعد أيام على موجة من الانتقادات والتخوين التي طاولته عام 2016 بسبب إعطائه أوامر للعناصر بالتقدم في منطقة تل الصوان بريف دمشق دون تغطية نارية، ما أسفر عن مقتل نحو 180 منهم، بينهم ضباط على يد فصيل “جيش الإسلام” المعارض الذي كان يسيطر على المنطقة حينذاك.
ويشير النعي الخاص به إلى وفاته يوم أمس الثلاثاء، ومن المقرر تشييعه اليوم الأربعاء من مستشفى تشرين العسكري بدمشق، إلى مسقط رأسه في قرية تل صارم في ريف منطقة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية غربي سورية.
وشغل عباس سابقاً منصب مدير إدارة الحرب الكيميائية في قوات النظام السوري، وتسلم قيادة لواء الكيمياء 139 في دمشق، وهو ينحدر من قرية تل صارم في مدينة جبلة، وينتمي إلى عائلة عسكرية، منها ابنه وأبناء عمومته.
العريدي على قوائم الإرهاب الأميركية
من جانب آخر، صنفت الولايات المتحدة القيادي في تنظيم “حراس الدين” سامي محمود محمد العريدي على أنه “إرهابي عالمي” بالنظر إلى “دوره القيادي في التنظيم”، في حين وضع برنامج “مكافآت من أجل العدالة” مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن العريدي أو مكانه.
وسامي محمود محمد العريدي أردني الجنسية، ويشغل منصب القائد الشرعي لتنظيم “حراس الدين”، وكان قيادياً سابقاً في “جبهة النصرة”.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، ليل الثلاثاء-الأربعاء “صنفت وزارة الخارجية اليوم زعيم حراس الدين سامي العريدي كإرهابي عالمي محدد بشكل خاص”.
وتنظيم “حراس الدين” هو جماعة مسلحة مرتبطة بتنظيم “القاعدة” وتقاتل في سورية.
وفي بيان لها، قالت الخارجية الأميركية إنّ الولايات المتحدة “لا تزال ملتزمة بعرقلة المنتسبين إلى القاعدة، الذين يستغلون مناطق الصراع ومناطق المعارضة في سورية”.
وتشكل تنظيم “حراس الدين” في فبراير/ شباط 2018، باندماج مجموعات وقياديين وشرعيين انشقوا عن “هيئة تحرير الشام” لمعارضتهم قرار الهيئة فك ارتباطها عن تنظيم “القاعدة”، في يونيو/ حزيران 2016، ويضم مئات العناصر، ينتشرون في أرياف إدلب وحماة واللاذقية.
المصدر: العربي الجديد