رمضان جاء
مثل كل عام
و لكن نحن لسنا نحن
هم على هم
و حزن فوقه حزن
و جرح بعد جرح
و رمح تكسر
فوق سابقيه
و قد أثخن طعن
لحن على وتر يتيم
كله آهات.. و آهات
ليس مثله لحن
وطن أصبح مأوى
حقل رماية.. أو مبغى
أو مكب نفايات…
و لم يبق لي وطن
مشرد بين المنافي
أسأل الناس إلحاحا
عن ورق يثبتني
أو يعرف من نحن
نحن من صمنا النهار
و قمنا الليل..
و سبحنا في الأسحار
عدد الكواكب و النجوم
و كل ما في الكون
و فوق الكون كون
امتنعنا عن الطعام والشراب..
و هم يشربون دمنا كل يوم
لا شهر صيام
و لا أشهر حرم
أكلوا لحمنا أحياء و أمواتا
ليلا و نهارا
و لم يتبين لهم الخيط الأبيض
من الخيط الأسود
و لا رف لهم جفن
و ذهبوا يصلون العيد
قبل اكتمال العدة
و ظنوا أن لهم الجنة
خالصة دون الناس!!
و لا يغن شيئا من الحق الظن
رغم عقود من مساكنة
عقدها جبر
شرعها صفر
صمتها قهر
و صبرها مر
مازلوا لا يعرفون
من نحن!!
نحن من اخترعنا النار
و نقشنا الحرف
و ركبنا البحر
و زرعنا القمح
و الزيتون…
و زهر يزهو به اللون
كم مر فوق سفوحنا سفاح!
كم كسرى كسرنا!
كم جلس فوق غزلنا غزاة!
كم سكن قصرنا قصر!
وكم اعتلى العرش عبد قن!
كلهم رحلوا…
و لم يتركوا أثرا
فلم يبق سوى نحن
و نحن.. نحن
ما ضر الرغيف
بقعة كلها عفن
ستزول و نبقى
نحن.. نحن