تحاول الدعاية الروسية إظهار القوات المسلحة الأوكرانية أنها تمارس التمييز والكراهية تجاه العرقيات الأخرى إلى جانب عدم التسامح مع الأديان الأخرى، وخاصة الإسلام. وهذه المرة عن طريق نشر مقطع فيديو مفبرك يزعم أن أفراد القوات الأوكرانية يقطعون شحم خنزير على نسخة من القرآن ويشعلون النار. لا ريب في أن ذلك المقطع جاء محاولة يائسة لإثارة الغضب واستياء ممثلي الدول الإسلامية تجاه أوكرانيا، وأن الدعاية الروسية ستبذل كل ما بوسعها لنشر ذلك المقطع في الدول التي يكون الإسلام ديانة رسمية فيها بأكبر قدر ممكن.
منذ بداية عام 2023 قام مراراً وتكراراً راسموس بالودان وهو زعيم حزب الخط المتشدد اليميني المتطرف الدانماركي بحرق مصحف علانية في ستوكهولم. ومن غرض تلك الأعمال الاستفزازية إحداث شقاق بين تركيا والسويد. لكن الشيء الأكثر إثارة للاهتمام هو من وقف وراء بالودان.
قام الصحفي السويدي المدعو تشانغ فريك، وهو صاحب المنشور على الإنترنت Nyheter idag ومقدم برامج في قناة SD Riks التلفزيونية، بالتغطية الإعلامية لأعمال التدنيس تلك. وسبق أن عمل في قناة “آر تي” الروسية وكتب تقارير لموقع Ruptly الدعائي الروسي.
سرعان ما ظهرت العلاقة بين المخرب من ستوكهولم وعملاء المخابرات الروسية. هكذا تحاول الدعاية الروسية ضرب عصفورين بحجر واحد: تشويه سمعة أوكرانيا في عيون المسلمين من جهة وصرف الانتباه عن تصرفات وكلائها في السويد من جهة أخرى.
إذن، أظهر الروس بتلك المسرحية مرة أخرى أنهم قادرون على اللجوء إلى الأساليب المتطرفة والمثيرة للاشمئزاز من أجل الاستفزاز.
المصدر: الخبير العسكري ألكسندر كوفالينكو