بينما ينظم الاتحاد الأوروبي مؤتمر بروكسل السابع لإغاثة منكوبي الزلزال في سوريا ودول اللجوء، يوم 16 مارس /آذار الجاري، حذرت منظمة “منسقو استجابة سوريا”، من محاولة إقحام النظام السوري بالمؤتمر عبر منظمة الهلال الأحمر السوري، وذلك بعدما وجهت المفوضية الأوروبية دعوة إلى رئيس الهلال الأحمر السوري، التابع للنظام، خالد حبوباتي، ممثلاً عن مناطق سيطرة رأس النظام بشار الأسد.
وواجهت هذه الدعوة انتقادات لاذعة من جانب ناشطين حقوقيين ومؤسسات سورية معارضة، بسبب سجل هذه المنظمة في مجال دعم النظام السوري، معتبرين أن المؤتمر لن يكون سوى وسيلة جديدة ومتنفس للنظام السوري ومحاولة جديدة لإنقاذ هيكلية النظام والعمل على عودته إلى المجتمع الدولي من بوابة العمل الإنساني.
وفضل السوريون إلغاء أعمال المؤتمر طالما أن عملية التطبيع قائمة بشكل علني لدعم النظام بشكل مباشرة وترسيخ سياساته الرافضة للحل السياسي.
ودعا حقوقيون في فرنسا إلى توقيع مذكرة قانونية، موجهة إلى الجهات المعنية في أوروبا، تعارض التنسيق مع النظام السوري، عبر منظمة الهلال الأحمر التابعة له.
المحامي السوري زيد العظم، وهو أحد القائمين على هذه الحملة من باريس قال في تصريح لـ “القدس العربي”: قمنا نحن الحقوقيين السوريين في فرنسا بتشكيل مجموعة لكتابة مذكرة قانونية تعترض على حضور الهلال الأحمر لمؤتمر المانحين.
وعلل ذلك بأن “منظمة الهلال الأحمر، تابعة للنظام السوري وتعمل بتوجيه من مخابراته، حيث إنها متّهمة بالمساهمة في سفك دماء المدنيين وفق تقارير منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش”.
ووجه القائمون على هذه الحملة، دعوات إلى المراكز والشخصيات الحقوقية السورية عبر العالم للانضمام إليهم في مسعاهم لتوجيه مذكرة قانونية جماعية إلى البرلمان الفرنسي والبرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية، يحذرون فيها تلك المؤسسات من خطورة قبول مشاركة منظمة الهلال الأحمر السورية كممثل عن السوريين في مؤتمر المانحين المقرر عقده في بروكسل بتاريخ 16 آذار/مارس الجاري.
وجاء في نص الدعوة “تدعوكم مجموعة الحقوقيين السوريين في فرنسا والمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية لمشاركة أسمائكم على مذكرة سيتم توجيهها باللغة الإنكليزية إلى الاتحاد الأوروبي للمطالبة بعدم حضور منظمة الهلال الأحمر السورية في مؤتمر المانحين المقرر عقده يوم 16 آذار المقبل في بروكسل لإغاثة منكوبي الزلزال، بسبب تورط المنظمة بانتهاكات جسيمة حسب تقارير حقوقية دولية وشهادات من الداخل السوري”.
وتهدف مؤتمرات بروكسل إلى مواصلة دعم الشعب السوري في بلده ومناطق اللجوء، وحشد المجتمع الدولي لدعم حل سياسي شامل وموثوق للصراع السوري، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، حسب الاتحاد الأوروبي.
وفي موازاة ذلك، حذرت منظمة “منسقو استجابة سوريا”، من محاولة إقحام النظام السوري بمؤتمر بروكسل للمانحين، من خلال منظمة الهلال الأحمر السوري.
وقالت في بيان رسمي لها: نرفض بشكل قاطع حضور ممثلين عن النظام السوري وهو خطوة جديدة لإنقاذ هيكلية النظام السوري والعمل على عودته إلى المجتمع الدولي من جديد من بوابة العمل الإنساني.
ووفقاً للبيان فإنه: يفضل إلغاء أعمال المؤتمر الحالي طالما ان التطبيع قائم بشكل علني ولا يحتاج إلى التستر خلف اجتماعات لم تحقق أياً من أهدافها وهذا ما لوحظ خلال الأعوام السابقة من خلال تزايد عجز التمويل المستمر وهو ما تم توثيقه من صندوق التمويل الإنساني.
واعتبر البيان أن المؤتمر الذي سيعقده بعد عشرة أيام من الآن، لن يكون سوى وسيلة جديدة ومتنفس للنظام السوري ومحاولة جديدة للإبقاء على الوضع الحالي في سوريا عاماً جديداً، وذلك في ظل التغيرات الكثيرة في المنطقة بشكل عام.
وستعقد الدول الأوروبية بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة مؤتمر بروكسل للمانحين الخاص بدعم سوريا وذلك من خلال النسخة السابعة من المؤتمر الذي يعقد بشكل سنوي لدعم العمل الإنساني في سوريا.
وكانت قد أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومانحون دوليون عن تخصيص مساعدات بأكثر من 6 مليارات دولار لدعم الشعب السوري خلال مؤتمر بروكسل السادس الذي عقد في مايو/أيار الماضي، في العاصمة البلجيكية لجمع الدعم المالي لصالح سوريا والدول التي تستضيف اللاجئين السوريين.
وضمّ المؤتمر الذي نظم في العاصمة البلجيكية ممثلين عن 55 دولة و22 منظمة دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، بالإضافة إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، لكنه استبعد روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
كما تعهد المانحون الدوليون في مؤتمر بروكسل الخامس الذي عقد في أبريل/نيسان 2021 بتقديم 4.4 مليارات دولار مساعدات إنسانية للسوريين المقيمين داخل بلادهم، وللاجئين منهم والمجتمعات المضيفة في المناطق المجاورة.
ومنذ عام 2011 تشهد سوريا حرباً أهلية بدأت إثر قمع نظام بشار الأسد احتجاجات شعبية مناهضة له بدأت يوم 15 مارس/آذار من العام ذاته، مما دفع ملايين السوريين للنزوح أو اللجوء إلى دول مجاورة.
المصدر:«القدس العربي»