تتجه المفوضية الأوروبية لدعوة شخصية تمثل المناطق المتضررة التي يسيطر عليها النظام السوري، إلى جانب دعوة شخصيات تمثل المناطق المنكوبة الواقعة تحت سيطرة عليها المعارضة السورية في شمال غرب سوريا، وذلك خلال مؤتمر المانحين المزمع عقده في 16 آذار/مارس، في العاصمة البلجيكية بروكسل، من أجل دعم المنكوبين من الزلزال في سوريا وتركيا.
ووقع اختيار المفوضية لتمثيل مناطق النظام على رئيس الهلال الأحمر السوري التابع للنظام، خالد حبوباتي بينما ستتم دعوة ممثلين عن إدارة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) وشخصيات معارضة لتمثيل المناطق المتضررة بالزلزال ضمن سيطرة المعارضة شمال غرب سوريا، بحسب موقع “كلنا شركاء”.
وأدّت الأخبار الواردة عن دعوة حبوباتي إلى تحرك من قبل حقوقيين معارضين للنظام في فرنسا والولايات المتحدة، لمنع دعوته بسبب ارتباطه والمنظمة بالكامل بالنظام، وتوضيح مدى خطورة تسليم الهلال السوري المساعدات النقدية لأنها ستقوم بدورها بتسليمها للنظام الذي سيسرقها للاستفادة منها في دعم قواته وآلته الحربية ضد السوريين.
حراك فرنسا
ودعت مجموعة “الحقوقيون السوريون في فرنسا” جميع الحقوقيين المتواجدين في المدن الفرنسية للانضمام إليها في مسعى توجيه مذكرة قانونية جماعية إلى البرلمان الفرنسي والبرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية، من أجل “تحذير تلك المؤسسات من خطورة قبول مشاركة منظمة الهلال الأحمر السوري كممثل عن السوريين في مؤتمر المانحين”.
وقالت المجموعة في بيان الأربعاء، إن تحذير تلك المؤسسات يتضمن توضيح خطورة تسليم الهلال السوري أي مساعدات مخصصة للسوريين المنكوبين، باعتبارها منظمة تتبع لنظام الأسد، وتعمل بتوجيهات المخابرات السورية، ومتهمة بالمساهمة في سفك دماء السوريين، وفق تقارير منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش”.
وأكدت المجموعة أن المنظمة “ستقوم بسرقة المساعدات وحرمان المنكوبين وتحويلها لتمويل المجهود الحربي الذي يقوم به النظام ضد شعبه”.
وقال الحقوقي السوري في فرنسا زيد العظم ل”المدن”، إن المذكرة القانونية تحذيرية وتوضيحية لخطورة تسليم أي منظمة تتبع لنظام الأسد أي مساعدات نقدية وليست مختزلة بالهلال السوري، موضحاً أن البديل الذي سيطرحونه هو توزيع المساعدات عن طريق المنظمات غير الحكومية أو الأمم المتحدة.
وأضاف العظم، وهو واحد من عشرين حقوقياً سورياً قائمين على توجيه الدعوة، إنهم حصلوا على شهادات من داخل سوريا، تثبت تورط الهلال السوري بتمويل النظام من المساعدات، مبيناً أنه سيتم تضمينها بالمذكرة إلى جانب تقارير المنظمات الحقوقية في هذا السياق.
وتوقع أن تستجيب المفوضية الأوروبية لهذه المذكرة، لأن المجموعة “ستلاحق الدول قانونياً بتهمة تمويل الإرهاب والنظام في حال قدمت المساعدات للهلال السوري”.
حراك واشنطن
وفي واشنطن، قال المعارض السوري أيمن عبد النور إن عدداً من أعضاء اللقاء التشاوري الأول الذي يضم أرفع الشخصيات السورية السياسية الموجودة في الولايات المتحدة، تحركوا مع شخصيات أوروبية- سورية لها الخبرة في مثل هذه الحالات، موضحاً أنهم سيصدرون تقريراً للواقع القانوني ونشره على الإعلام لمنع دعوة الهلال السوري ورئيسه حبوباتي.
وأضاف عبد النور في منشور على “فايسبوك”، أن الفريق “سيتواصل مع قيادات بالاتحاد الأوروبي كما سيتابع الملف سواء مع المفوضية الاوروبية وايضاً مع الدول النافذة بالاتحاد”.
واعتبر أن التحدي المستعجل الأبرز الآن أمام قيادات المعارضة هو “منع دعوة ممثل عن نظام الأسد لحضور اجتماع المانحين لما سيشكله ذلك من فتح الطريق ولأول مرة منذ سنوات طويلة، للتواصل المباشر بين المسؤولين الاوروبيين والنظام” فضلاً عن “خطورة التبرع النقدي للنظام، والذي سيقوم بسرقة ذلك التبرع كعادته، في دعم جيشه الذي يستخدمه بقتل الشعب السوري”.
المصدر: المدن