بقرار جديد عن المحاكم الألمانية حسب الصلاحية العالمية التي نص عليها الدستور الألماني، أصدرت المحكمة الإقليمية في برلين اليوم 23 شباط 2023 حكمها على المتهم موفق. د بالسجن المشدد مدى الحياة بجريمة حرب ارتكبها في سوريا وقد تم إلقاء القبض على المتهم ببرلين بتاريخ 4 آب 2021 وأصدر المدعي العام الألماني المختص قرار اتهام بحقه وأحال ملفه للمحكمة الإقليمية ببرلين بتاريخ 15.8.2022
قرار الاتهام الذي اعتمد على الأدلة وشهادات الضحايا المدعين والشهود/ات التي جمعها المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية (SCLSR) وبدعم كبير من المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان (ECCHR). أكد أن المتهم الذي كان عضوا في ميليشيات الجبهة الشعبية – القيادة العامة” وبعدها في ميليشيات ” فلسطين حرة” بقيادة المدعو ياسر قشلق التابعة للنظام السوري. وقد شارك منذ بداية المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في مخيم اليرموك، بقمع المظاهرات وضرب واعتقال المتظاهرين/ات السلميين/ات وبعدها شارك بالسيطرة على المخيم وإخضاع المدنيين كما شارك بحصار المخيم ومنع الدواء والغذاء عن سكانه، مما أدى لوفاة عشرات المدنيين/ات. وكان مسؤولا عن نقطة تفتيش في مدخل مخيم اليرموك، دوار “البطيخة” وبعد أن تم إقرار هدنة في بداية عام 2014 من أجل دخول بعض الأغذية والأدوية لسكان المخيم عبر منظمة ” الأونروا” التابعة للأمم المتحدة وبتاريخ 23 آذار 2014 استهدف عمدا تجمع لمدنيين/ات يحاولون استلام الدعم الغذائي منها، بإطلاق قذيفة سلاح مضاد للدبابات عليهم مما أدى لمقتل سبعة مدنيين/ات على الأقل وجرح العشرات.
وابتدأت محكمة برلين الإقليمية جلسات المحاكمة المفتوحة بتاريخ 25 آب 2022 وعبر ثلاثين جلسة علنية استمعت المحكمة لشهادات الضحايا المدعين والشهود وشهود الدفاع والخبراء واختتمت بمرافعات المدعي العام ومحامي الضحايا ومحامي الدفاع.
إننا في المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية نرحب بشدة بقرار المحكمة، ونقدر المعايير العالية لتطبيق العدالة المعروفة لدى القضاء الألماني، ونشكر مكتب الادعاء العام ووحدة البوليس الألماني المختص بالجرائم الدولية على الجهد الكبير الذي بذلوه لجمع وتدقيق الأدلة وشهادات الشهود وبناء الملف وخلال المحكمة.
كما نشكر بقوة المركز الأوروبي للدستور وحقوق الإنسان (ECCHR) وخاصة المحامي باتريك كروكر على جهودهم ودعمهم المستمر لقضية العدالة في سوريا.
الشكر الكبير للأبطال الحقيقين/ات من ضحايا مدعين وشهود الذين رغم كل المخاطر والتهديدات التي تعرضوا/ن لها والألم الكبير الذي عانوا/ين منه نتيجة غياب العدالة عنهم لفترة طويلة وتكرار ذكرى ما تعرضوا له، فإنهم تقدموا/ن بكل قوة ليقدموا/ن ما لديهم أملا بالوصول للعدالة ليس لهم فقط وإنما لكل ضحايا الإجرام في سوريا.
إن ألمانيا أثبتت للمرة الثانية أنها رائدة بالتمسك بمحاسبة مجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانية ليس في أوروبا وحسب، بل في العالم، وأنها ترسل رسالة قوية جدا للمجرمين بأنهم لن يجدوا هنا ملاذا آمنا لهم
لا سلام بوجود مجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانية، ولا مستقبل بدون عدالة
المصدر: المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية