شدّد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث في إحاطتين لمجلس الأمن الدولي ليل الأربعاء، على أهمية الحل السياسي الشامل في سوريا وفق القرار 2254 الذي يلبي وحدة وسلامة أراضيها وتطلعات السوريين المشروعة.
وأوضح بيدرسن إن زيارته الأخيرة إلى دمشق، كانت من أجل مواصلة المحادثات مع النظام السوري لدفع عملية الحل السياسي وفق القرار الأممي 2254، مشيراً إلى أن الظروف على الأرض تشير إلى “اتجاهات مقلقة”.
وقال إن السوريين يواجهون “أزمة إنسانية واقتصادية متفاقمة داخل وخارج البلاد” وفي كل المناطق سواء التي يسيطر عليها النظام او الخارجة عن سيطرته، مؤكداً أن “الوضع الأكثر خطورة هو في مخيمات النازحين”.
وأضاف أن “الديناميات الخطيرة” تؤثر على المدنيين بما في ذلك التقارير التي تتحدث عن غارات من قبل النظام السوري في شمال غرب سوريا، وغارات تركية في شمالها، فضلاً عن الغارات المنسوبة إلى إسرائيل على دمشق.
ومن أجل تغيير تلك الديناميات، وضع بيدرسن 6 أولويات يجب أن يتم التركيز عليها هي: التراجع عن التصعيد واستعادة الهدوء النسبي على الأرض وتجديد إطار عمل مجلس الأمن على الصعيد الإنساني، معتبراً أن الوصول غير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى جميع السوريين المحتاجين في جميع أنحاء البلاد، بجميع السبل، لا يزال أمراً ضرورياً.
وتابع بيدرسن أن الأولوية الثالثة هي الحاجة إلى استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية وجعلها أكثر موضوعية في جنيف، مكرراً “استعداد الأمم المتحدة لاستئناف اجتماعات اللجنة في جنيف بمجرد أن يكون هناك استعداد للقيام بذلك من قبل الآخرين”، في حين يشكّل العمل على قضية المحتجزين والمختفين والمفقودين الأولوية الرابعة، مشيراً إلى أنه شدد في دمشق على ضرورة تبادل المعلومات حول المعتقلين والإفراج عنهم.
أما الخامسة فهي وفق بيدرسن “تعزيز الحوار من أجل تحديد وتنفيذ تدابير بناء الثقة الأولية خطوة مقابل خطوة”، موضحاً أنه سيعود إلى دمشق في العام 2023 لإجراء جولة جديدة من المحادثات، بينما الأولوية السادسة هي الاعتماد على مشورة ورؤى المجلس الاستشاري النسائي وإدماج المنظور النسائي في كامل عمله.
من جهته، قال غريفيثس في إحاطته إن الأرقام الواردة من سوريا كانت سلبية جداً وقياسية، موضحاً أن ما لا يقل عن 138 مدنياً قتلوا و249 أصيبوا جرّاء الأعمال العدائية في منطقة إدلب وحدها. وأضاف أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية ارتفع إلى 14.6 مليون شخص، بزيادة قدرها 1.2 مليون عن العام 2021، متوقعاً أن يصل هذا الرقم إلى 15.3 مليون شخص في العام2023.
وأكد غريفيث أنه منذ بداية الأزمة في سوريا عام 2011، “لم نرَ تلك الأرقام”، مشدداً على أن أكثر من نصف السكان “يكافحون من أجل وضع الطعام على المائدة”، ومحذراً من إمكانية أن ينزلق ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص إلى حالة انعدام الأمن الغذائي.
كما أكد على أن التدهور الاجتماعي والاقتصادي هو الأسوأ منذ بداية الأزمة، قائلاً إنه “يخشى ألا يوفر عام 2023 الكثير من الراحة للشعب السوري”.
المصدر: المدن