الرئيس الأوكراني يخاطب الكونغرس وإصابة مسؤولين كبيرين مواليين لروسيا في دونيتسك. أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب تاريخي ألقاه في واشنطن أمام الكونغرس الأميركي أن “أوكرانيا لن تستسلم أبداً” للقوات الروسية، وقال إن قواته “صامدة في مواقعها ولن تستسلم أبداً”.
ولفت زيلينسكي إلى أن المساعدة التي تقدمها الولايات المتّحدة لبلاده “ليست صدقة” بل هي “استثمار” في الأمن العالمي. وقال مخاطباً أعضاء الكونغرس بمجلسيه “أودّ أن أشكركم، أن أشكركم جزيل الشكر، على المساعدة المالية التي قدمتموها لنا والتي قد تقررون” تقديمها لاحقاً، مؤكداً أن “أموالكم ليست صدقة، إنها استثمار في الأمن العالمي والديموقراطية، ونحن نديرها بأكثر الطرق مسؤولية”.
علم أوكراني
وقدّم الرئيس الأوكراني إلى الكونغرس في ختام خطابه علماً أوكرانياً جلبه معه من أرض المعركة. وقال إن هذا العلم هو هدية من العسكريين الأوكرانيين الذين يقاتلون على خط الجبهة في باخموت، المدينة التي زارها عشية أول رحلة له إلى الخارج منذ بدأت القوات الروسية الهجوم على بلاده.
“هذه الحرب الوحشية”
في هذا الوقت، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين ليست لديه نية لوقف “هذه الحرب الوحشية” ضد أوكرانيا، واصفاً ما يفعله بوتين بأنه “مروع” إذ يستهدف دور الأيتام والمدارس هناك. وتابع بايدن مخاطباً الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض “إنك منفتح على السعي لتحقيق سلام عادل، لكن بوتين ليست لديه نية لوقف هذه الحرب الوحشية”.
“ليس قلقاً بتاتاً”
وأكّد الرئيس الأميركي أنّه واثق من أن التحالف الغربي سيظل موحداً وراء أوكرانيا. وقال “لست قلقاً بتاتاً بشأن صلابة الحلف”، وأضاف “أشعر بالرضا حيال التضامن والدعم لأوكرانيا”.
زيارة تاريخية
وأبلغ بايدن نظيره الأوكراني الذي يقوم بزيارة تاريخية إلى واشنطن هي الأولى له منذ بدء الهجوم الروسي على بلاده في 24 فبراير (شباط) بأن كييف “لن تكون أبداً لوحدها”، وقال “إن قتال أوكرانيا جزء من شيء أكبر بكثير” متعهداً أن تستمر الولايات المتحدة في تقديم الدعم لأوكرانيا ضد “العدوان الروسي طالما تطلّب الأمر ذلك”.
الوعد الأميركي
من جهته، قال الرئيس الأوكراني إن الوعد الأميركي بتقديم منظومة باتريوت للدفاع الصاروخي أرض-جو لكييف خطوة مهمة في إنشاء درع جوية فاعلة. وأضاف زيلينسكي “أنها الطريقة الوحيدة التي يمكننا بها حرمان الدولة الإرهابية من أداتها الرئيسة للإرهاب، من إمكانية ضرب مدننا، وطاقتنا”.
وأعلن زيلينسكي أن التوصل إلى “سلام عادل” ينهي الحرب لا يعني بأي شكل من الأشكال المساومة على وحدة أراضينا، وتابع “بالنسبة لي، بصفتي رئيساً، فإن “سلاماً عادلاً” لا ينطوي على أي مساومة على سيادة بلادي وحريتها وسلامة أراضيها، ويعني كذلك التعويض عن كل الأضرار التي سبّبها العدوان الروسي”.
ميدالية عسكرية أوكرانية
وكان بايدن استقبل نظيره الأوكراني في البيت الأبيض حيث أكد له مجدداً على مواصلة الدعم الأميركي لبلاده. وقال زيلينسكي للرئيس الأميركي في اجتماع بالمكتب البيضاوي “شكراً لك أولا وقبل كل شيء. إنه لشرف عظيم لي أن أكون هنا”، وعبّر الرئيس الأوكراني، الذي قال إنه كان يرغب في القدوم إلى الولايات المتحدة في وقت سابق، عن تقديره لبايدن والكونغرس الأميركي والشعب الأميركي على دعمهم جميعاً.
وقلّد زيلينسكي بايدن ميدالية أوكرانية للاستحقاق العسكري، قدمها قبطان كانت مُنحت له. وقال بايدن لزيلينسكي عن قرار مجلة “تايم” اختياره شخصية عام 2022 “أنت رجل العام”، وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “يصعد هجماته على المدنيين” ويحاول “استخدام الشتاء كسلاح”.
“سلام عادل”
ووعد الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني “بمواصلة تعزيز قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها”، مع التزام الولايات المتحدة بتزويدها بنظام الدفاع الجوي المتطور باتريوت.
وأعرب زيلينسكي الذي كان مرتدياً سترة عسكرية عن “امتنان من أعماق القلب” لدعم الولايات المتحدة الذي يُترجم مليارات الدولارات في المجال العسكري وحده، بينما شدد مضيفه على ضرورة تحقيق “سلام عادل” لأوكرانيا.
منظومة باتريوت
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إن “رزمة المساعدة اليوم تشمل للمرة الأولى منظومة باتريوت للدفاع الجوي القادرة على إسقاط صواريخ عابرة للقارات وصواريخ باليستية قصيرة المدى وطائرات تحلق على علو يتجاوز في شكل واضح قدرة المنظومات الدفاعية التي تم تسليمها الى الآن”.
وتجري هذه الرحلة التاريخية في ظلّ قيود أمنية استثنائية، كما ستستمر “بضع ساعات قصيرة”.
“زيركون”
في المقابل، وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمواصلة تطوير قدرات جيشه وقوته النووية، متنصلاً من اي مسؤولية له عن “المأساة المشتركة” في أوكرانيا. وفي مداخلة ألقاها خلال اجتماع موسع مع الضباط الكبار، أعلن أن صواريخ فرط صوتية جديدة عابرة للقارات طراز “زيركون” ستدخل الخدمة “بداية يناير (كانون الثاني)، مؤكداً عزمه على زيادة عديد الجيش الروسي إلى 1,5 مليون جندي.
واعتبر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنه في أوكرانيا “يواجه العسكريون الروس قوات الغرب المتضافرة”، كاشفاً أن موسكو تعتزم إقامة قواعد دعم لأسطولها في ماريوبول وبيرديانسك، وهما مدينتان محتلتان في جنوب أوكرانيا.
شحنات أسلحة أميركية
وقال الكرملين إن شحنات أسلحة أميركية جديدة إلى أوكرانيا لن تؤدي سوى إلى “تفاقم” النزاع مع روسيا، ولفت المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إلى أن “كل هذا يؤدي بالتأكيد إلى تفاقم النزاع ولا يبشر بالخير لأوكرانيا” في إشارة إلى شحنات أسلحة جديدة إلى كييف.
قصف أوكراني
ميدانياً، ذكرت وكالات أنباء روسية أن نائباً سابقاً لرئيس الوزراء الروسي ومسؤولاً موالياً لموسكو أصيبا عندما قصفت القوات الأوكرانية مدينة دونيتسك، الأربعاء.
وأحد المصابين هو دمتري روغوزين، الذي تولى في السابق منصب نائب رئيس الوزراء الروسي ويقدم المشورة العسكرية لمنطقتين محتلتين في أوكرانيا تقول موسكو إنهما تابعتان لها، لكن إصابته لا تهدد حياته، وذلك حسبما قال أحد مساعديه لوكالة “تاس” للأنباء.
كما أصيب فيتالي خوتسينكو، رئيس حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية التي نصبت نفسها بنفسها، وفقاً لما قاله سكرتيره الصحافي لوكالات أنباء روسية.
وقال مساعدون للوكالات الروسية إن الرجلين أصيبا عندما تعرض فندق في ضواحي دونيتسك لنيران أسلحة عالية الدقة. وأشار عضو بالبرلمان الروسي كان في الفندق أيضاً إلى أن المهاجمين تصرفوا بناء على معلومة تم تسريبها إليهم.
وكان روغوزين رئيساً لوكالة الفضاء الروسية لكنه استُبدل في يوليو (تموز).
ميدانياً أيضاً، استمر القتال، الأربعاء 21 ديسمبر (كانون الأول)، إذ تحدثت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عن هجمات وقصف روسي في الشرق والشمال الشرقي. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن “العدو يواصل تركيز جهوده على تنفيذ عمليات هجومية في اتجاهات باخموت (المدينة التي يحاول الروس الاستيلاء عليها منذ الصيف) وأفدييفكا”، في الشرق.
سلسلة من الانتكاسات العسكرية
من جهته، قال الجيش الروسي إنه استولى على “مرتفعات جديدة وخطوط أساسية” بالقرب من دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
وبعد سلسلة من الانتكاسات العسكرية الروسية في شمال شرق وجنوب أوكرانيا، يتركز الجزء الأكبر من القتال حالياً في الشرق. وتشن روسيا قصفاً مكثفاً للبنية التحتية الأوكرانية منذ أكتوبر (تشرين الأول)، ما تسبب في انقطاع الكهرباء والمياه.
المصدر: اندبندنت عربية