هذي دمشق بها الأعصاب ترتاح
وينجلي الهم عن قلبي وينزاح
وتخلد النفس في أحضان غوطتها
كأنها لخلود النفس مفتاح
نسيم هامتها عطر ومروحة
وماء فيجتها كأنه الراح
تغازل العين آيات الجمال بها
ويجذب العين رمان وتفاح
كجنة من جنان الكون رائعة
يزيد روعتها في الكون فلاح
ربيعها دائم خضراء وارفة
عبير غوطتها آت ورواح
تنسي الهموم وللمغتاظ منتزه
نأتي جداولها نلهو ونرتاح
الياسمين تعيد الروح ضوعته
وعطره ساحر عباق فواح
سماؤها رحبة زرقاء صافية
الطير في ظلها غريد صداح
تلقاك مثل عروس يوم زفتها
تشجيك فيها زغاريد وأفراح
كم شاغلتني بها عذراء فاتنة
جميلة وجهها في الليل مصباح
هدباء ناعمة كالثلج ناصعة
وطرفها جارح كالسيف ذباح
قد ابدع الله دون الخلق صورتها
تشد نظرتها قلبي وتجتاح
أحببتها والهوى أخاذ يأسرني
أبحرت في يمها للفلك ملاح
هذي دمشق التي هام الفؤاد بها
هل ياترى بعد ما لاقيت ارتاح