صحيفة “كوميرسانت” تؤكد أن الجانبين التقيا في أنقرة والكرملين قال إنه لا يمكنه التأكيد أو النفي. في ظل الخلاف بين روسيا وأميركا على خلفية الحرب في أوكرانيا وما خلفته من أزمات على رأسها مشكلة الطاقة، ترددت أنباء عن لقاء يجمع مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة في العاصمة التركية أنقرة.
ذكرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية الإثنين، 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، نقلاً عن مصدر لم تكشف عنه، أن مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة يجرون محادثات في العاصمة التركية أنقرة.
ويأتي ذلك وسط استمرار حالة من التوتر الشديد بين موسكو وواشنطن بشأن الحرب في أوكرانيا، وأحجم مسؤول تركي عن التعليق عما إذا كانت المحادثات جارية في حين قال الكرملين إنه لا يمكنه تأكيد أو نفي التقرير.
ولم تقدم “كوميرسانت” تفاصيل عن الغرض من المحادثات، لكنها قالت إن الاجتماع لم يتم الإعلان عنه مسبقاً.
وأضافت أن سيرجي ناريشكين مدير جهاز المخابرات الخارجية الروسية، ضمن وفد موسكو.
يأتي التقرير في الوقت الذي تحتفل فيه أوكرانيا باستعادة مدينة خيرسون الجنوبية، وهي أكبر جائزة تظفر بها قواتها حتى الآن بعد انسحاب القوات الروسية من المنطقة.
ودأبت تركيا على تقديم نفسها كوسيط بين موسكو والغرب منذ بداية الهجوم العسكري الروسي لأوكرانيا.
وساعدت أنقرة في التوسط باتفاق بين موسكو وكييف بشأن تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية المحاصرة على البحر الأسود في يوليو (تموز).
البيت الأبيض يوضح
من جانبه، قال مسؤول في البيت الأبيض، الإثنين، إن وليام بيرنز مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) موجود في أنقرة لنقل رسالة إلى نظيره في المخابرات الروسية بشأن عواقب استخدام روسيا للأسلحة النووية.
وأفاد المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، بأن بيرنز “لا يجري مفاوضات من أي نوع، إنه لا يبحث تسوية للحرب في أوكرانيا”، مضيفاً أنه سيثير أيضاً قضايا الأمريكيين المحتجزين في روسيا.
وتراجعت العلاقات بين واشنطن وموسكو إلى أسوأ حالاتها في عقود منذ أن غزت روسيا أوكرانيا في فبراير (شباط)، وأثارت تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام أسلحة نووية في حرب أوكرانيا مخاوف بشأن التصعيد.
وقال مسؤول البيت الأبيض “كنا منفتحين للغاية بشأن حقيقة أن لدينا قنوات للتواصل مع روسيا بخصوص إدارة المخاطر، لا سيما المخاطر النووية والمخاطر على الاستقرار الاستراتيجي”، مضيفاً أنه تم إطلاع أوكرانيا على الرحلة مسبقا.
ووردت أنباء الشهر الحالي عن انخراط مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في محادثات سرية مع مسؤولين روس كبار بهدف تقليل مخاطر اندلاع حرب أوسع على أوكرانيا.
وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أيضاً أن من المتوقع أن يجتمع الجانبان قريبا ويناقشان استئناف عمليات التفتيش بموجب معاهدة ستارت الجديدة لخفض الأسلحة النووية التي توقفت منذ ما قبل الغزو الروسي.
أوكرانيا التي تقرر
من ناحية أخرى، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الإثنين، إن الأمر متروك لأوكرانيا لتقرير الشروط المقبولة للمفاوضات لإنهاء الحرب التي تشنها روسيا عليها، مضيفاً أن دور الحلف يتمثل في دعم كييف.
وأضاف ستولتنبرغ، خلال مؤتمر صحافي عقده مع أعضاء بالحكومة الهولندية في لاهاي “على أوكرانيا أن تقرر ما هي الشروط المقبولة، وعلينا أن ندعمها”.
وأشار إلى أنه “يجب ألا نرتكب خطأ الاستخفاف بروسيا، فهم ما زالوا يسيطرون على أجزاء كبيرة من أوكرانيا، ما يجب أن نفعله هو دعم أوكرانيا”.
المصدر: اندبندنت عربية