إلى حكومة محاربة الفساد، يعلم الجميع أن الفساد يبدأ من الصراع الدولي والإقليمي في العراق ، وبالتالي ينعكس على مواقف وسياسات رؤوساء الكتل والأحزاب السياسية التي تمثلهم ، وهم الرؤوس الكبيرة للفساد ، وندرك جيداً انكم غير قادرين على المس بهؤلاء لأنهم خطوط حمراء ، سيما وهم من أمروا بتشكيل هذه الحكومة ، لكننا نتسائل من يحاسب الأدنى شئنا من هؤلاء والتي تبدأ القائمة برئيس وأعضاء البرلمان الذين يعيثون فساداً ، ويثرون أموالا وعقارات دون حساب ؟ .
كذلك نتسائل ، من يستطيع محاسبة الحكومات السابقة التي تعاقبت على إدارة البلاد منذ عام 2003 ، وآخرها حكومة مصطفى الكاظمي التي غرقت بدماء شبابنا الأبرياء ؟ .
من يحاسب الوزراء السابقين والحاليين الذين نهبوا المال العام واستولوا على ممتلكات الشعب وعلى حساب الفقراء والمعوزين ؟ .
إن رئيس الوزراء الذي وصل إلى مسامعه بفتح مزاد للوزارات أثناء تشكيل وزارته ولم يحقق بها ، لا يحق له الإدعاء أنه يحارب الفساد .
ما نطالب به الآن أن لا تضللوا الرأي العام وتشاغلوه بمواضيع صغيرة ، اسميتموها سرقة القرن ، وإعتقال مجموعة من الضباط الفاسدين في تهريب النفط ، وهذه لا تذكر شيئاً أمام السرقات الكبيرة في العقود الوهمية لمشاريع الاستثمار والتجهيز ومزاد بيع العملة والتحويلات والتفريط بممتلكات الدولة وآخرها ميناء الفاو ، والتي تمت دون إقرار الميزانية السنوية .
ما يحصل الآن هي مسرحية فاشلة وشبيهة بمسرحية (الو .. عماد) ، لكن طريقة إخراجها أكثر إحكاما .
أخيراً نقول لكم لا تتصوروا أن باستطاعتكم تمرير هكذا مسرحيات على الشعب ، فالمواطن العراقي أصبح يدرك ما يحاك له وكما يقول المثل الشعبي ( الناس مفتحه عيونها مو باللبن بالتيزاب ) ، وهو لكم بالمرصاد .
(وَلَا تَحْسَبَنَّ ٱللَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعْمَلُ ٱلظَّٰلِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍۢ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلْأَبْصَٰرُ) أية 42 سورة إبراهيم