كشفت صحف غربية عما دار بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال جمع بينهما وأثار قلق القادة الغربيين، خصوصاً عندما أشار الأول إلى الهجومين النوويين على هيروشيما وناغازاكي، والرسالة التي أراد إيصالها.
ووفقاً لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية في تقرير نشرته، مساء السبت السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، فإن مصادر دبلوماسية قالت، “إن الرئيس الروسي أثار قلق القادة الغربيين بالإشارة إلى الهجومين النوويين على هيروشيما وناغازاكي في محادثة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.
وبحسب المصادر، أعرب بوتيـن عن رأي مفاده أن القصف النووي، الذي أدى إلى استسلام اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية، أظهر أنه “لا داعي لمهاجمة المدن الكبرى من أجل الانتصار”.
وكانت الولايات المتحدة فجرت قنبلتين ذريتين فوق مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين في السادس والتاسع من أغسطس (آب) 1945، وقتلت التفجيرات ما بين 129 ألفاً و226 ألف شخص معظمهم من المدنيين، استسلمت عقبها اليابان في 15 أغسطس.
تلميح قوي
وتأتي تسريبات حديث بوتين الهاتفي مع ماكرون وسط قلق متزايد من أن الزعيم الروسي قد يكون مستعداً لاستخدام سلاح نووي تكتيكي في أوكرانيا.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن المصدر قوله، “إن ماكرون انزعج بشكل واضح، بدا الأمر وكأنه تلميح قوي للغاية إلى أن بوتين قد يفجر سلاحاً نووياً تكتيكياً في شرق أوكرانيا، بينما يترك كييف سليمة”. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا بدا فحوى كلامه.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصدر في الحكومة الفرنسية قوله إن “الرئيسان ناقشا بلا شك مخاطر استخدام الأسلحة النووية، ويريد بوتين إيصال رسالة مفادها أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بما يتماشى مع العقيدة الروسية المتعلقة بالأسلحة النووية” .
وجاء الكشف عن تعليقات هيروشيما وناغازاكي في الوقت الذي حذر فيه بوتين سكان مدينة خيرسون الأوكرانية من المغادرة أو مواجهة الترحيل القسري إلى الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
ونوهت الصحيفة البريطانية إلى أن متحدثاً باسم الحكومة الفرنسية امتنع عن التعليق، خلال الاتصال بالسفارة الروسية في لندن للتعليق.
التهديد ليس الأول
وكان بوتين لمح إلى القنبلة النووية في خطاب متلفز أجراه خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، قائلاً إنه مستعد لاستخدام “كل الوسائل” في ترسانته ضد الغرب الذي اتهمه بأنه يريد “تدمير” روسيا، فيما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبرنامج “واجه الأمة”، أن تهديد بوتين النووي المستتر “يمكن أن يكون حقيقة”، مشيراً إلى أن النشاط العسكري الروسي في محطات الطاقة النووية في أوكرانيا هو “الخطوات الأولى لابتزازه النووي”.
وقال زيلينسكي، الذي قلل في السابق من أهمية مثل هذه التحذيرات باعتبارها ابتزازاً نووياً، لشبكة “سي بي أس نيوز”، الأحد 25 سبتمبر، “ربما كان الأمر بالأمس خدعة، الآن يمكن أن يكون حقيقة”، وأضاف عن بوتين “إنه يريد تخويف العالم بأسره”، وتابع “لا أعتقد أنه يخادع، أعتقد أن العالم يردعه ويحتوي هذا التهديد، نحن بحاجة إلى مواصلة الضغط عليه وعدم السماح له بالاستمرار” في ذلك.
تحذيرات سرية أميركية لروسيا
وفي السياق أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده أرسلت تحذيرات سرية إلى روسيا لثنيها عن خيار الحرب النووي، وصرح لبرنامج “60 دقيقة” عبر شبكة “سي بي أس” الإخبارية في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، “كنا واضحين جداً مع الروس، علناً وسراً، من أجل وقف الحديث الفضفاض عن الأسلحة النووية”.
وقال بلينكن “مهم جداً أن تسمع موسكو منا وتعلم منا أن العواقب ستكون مروعة، وقد أوضحنا ذلك جيداً”، مشدداً على أن “أي استخدام للأسلحة النووية سيكون له آثار كارثية، بالطبع على الدولة التي تستخدمها، ولكن على دول عدة أخرى أيضاً”.
من جهته، قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة “أن بي سي”، إن الولايات المتحدة تعتزم أن تجعل روسيا تفهم بوضوح “ما ستكون عليه العواقب إذا ما سلكت الطريق المظلم لاستخدام الأسلحة النووية”، مشدداً على أن هذه العواقب “ستكون كارثية”.
وأضاف “لدينا القدرة على التحدث مباشرة على مستوى عال (مع الروس) لنقول لهم بوضوح ما هي رسالتنا والاستماع إلى رسالتهم”، وأوضح سوليفان “لقد حدث ذلك في شكل متكرر خلال الأشهر الماضية، بل إنه حدث في الأيام الفائتة”.
وقال سوليفان عبر برنامج “واجه الأمة” على شبكة “سي بي أس” إن الولايات المتحدة وحلفاءها “سيردون بشكل حاسم، لقد كنا واضحين ومحددين في شأن ما سيترتب على ذلك”.
المصدر: اندبندنت عربية