تشهد العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل فترة توتر في الاقتراب من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران. ونقل موقع “أكسيوس” عن مصادر مطلعة، قولها إن إسرائيل تعارض بشدة العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، مشيراً الى أن التقدم الذي تم إحرازه في الأسابيع الأخيرة في المفاوضات حول هذه القضية، يجعل تل أبيب تشعر بالقلق من أن الولايات المتحدة يمكن أن تقدم تنازلات لطهران ليست في مصلحة إسرائيل.
ونقل الموقع عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سعت في الأيام الأخيرة إلى طمأنة إسرائيل بأنها لم توافق على تنازلات جديدة مع إيران، وأن الاتفاق النووي ليس وشيكاً.
وأضاف الموقع نقلا عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله إن اتفاقاً نووياً مع إيران قد يكون أقرب مما كان عليه قبل أسبوعين، لكن النتيجة لا تزال غير مؤكدة مع استمرار بعض الفجوات.
وأفاد موقع “أكسيوس” بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد لا ينوي شن حملة علنية ضد بايدن بشأن الاتفاق النووي المزمع مع إيران، رغم أن المناقشات مع واشنطن بشأن إيران أصبحت أكثر صرامة أخيراً، وذلك كما جاء على لسان مسؤولين إسرائيليين.
وقدمت إيران رداً رسمياً هذا الأسبوع على اقتراح “نهائي” من الاتحاد الأوروبي الذي يتوسط بين الولايات المتحدة وإيران، وزاد ذلك من التكهنات بأن اتفاقاً يمكن أن يكون قريباً، وأدى إلى خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التي تعارض استعادة الاتفاق النووي.
قلق إسرائيلي
وبحسب موقع “معاريف”، فإنه منذ أن أعلنت إيران قبل 12 يوماً عن تلقيها المسودة الأوروبية، زاد القلق في إسرائيل وارتفعت حدة التوتر مع واشنطن وتجلى ذلك في احتكاكات علنية بين الجانبين.
وبلغ هذا التوتر أوجه بشكل علني عندما دعا رئيس الحكومة الإسرائيلي الخميس، في لقاء مع المراسلين الأجانب في إسرائيل، الولايات المتحدة والدول الأوروبية إلى ترك طاولة المفاوضات مع إيران، معتبراً أن المسودة الأوروبية تبيّن تراجع إدارة الرئيس الأميركي عن الخطوط الحمراء التي وضعتها والتزمت بشأنها أمام إسرائيل.
من جهتها أشارت صحيفة “هآرتس”، إلى أن المستوى السياسي في إسرائيل غير قادر على تحديد مدى قدرته على التأثير في القرار الأميركي وخفض مدى استعداد البيت الأبيض للعودة للاتفاق النووي. وأضاف أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، أيال حولتا سيحاول خلال زيارته الى واشنطن هذا الأسبوع جسّ النبض، ومطالبة البيت الأبيض بعدم الاستجابة للطلب الإيراني بوقف التحقيقات التي تجريها وكالة الطاقة الذرية الدولية ضد إيران.
انتقادات
وانتقدت “هآرتس” في افتتاحيتها الأحد، موقف لبيد من المسودة المتبلورة بالاتفاق النووي المتوقع التوقيع عليه بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت الصحيفة أن “لبيد لا ييأس من جهوده لإقناع الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي بالانصراف عن المفاوضات على الاتفاق النووي مع إيران”، مشيرةً الى أن لبيد ذكر خلال محادثاته مع كبار رجالات الإدارة الأميركية أنه “حان الوقت للنهوض والرحيل”.
ورأت الصحيفة أن مزاعم لبيد “غريبة”، متسائلة: “هل إسرائيل التي عارضت الاتفاق النووي، كانت ستؤيد اتفاقاً جديداً لو كانت إيران قبلت بالمسودة حرفياً؟”
ونبهت الى أن “موقف لابيد ليس جديداً، فقد تبلور منذ عهد بنيامين نتنياهو، الذي ساهم مساهمة ذات مغزى في قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق في 2018، ويبدو أن لبيد كسلفه نفتالي بينيت، قاما بنسخ هذه السياسة حرفياً، علماً بأن ثلاثتهم أوضحوا أن إسرائيل لن تكون ملزمة بأي اتفاق مع إيران، وستكون مستعدة للعمل بشكل مستقل ضد التهديد النووي”.
وبناء على ما سبق، قالت “هآرتس”: “غريب الموقف الذي يعارض الاتفاق، إذا كانت إسرائيل على أي حال لا تعتزم العمل بموجبه أو أن يلزمها”.
وذكرت أن “الاتفاق النووي الأصلي الذي وقع في 2015، قضى بترتيبات رقابة متشددة غير مسبوقة، قلص بشكل كبير وملموس حجم تخصيب اليورانيوم وأجّل لسنوات طويلة قدرة إيران على اجتياز حافة “الاقتحام النووي”.
وأشارت الصحيفة الى أن “طهران في عامين للاتفاق، حرصت على تطبيق الاتفاق بتفاصيله وحتى بعد انسحاب الولايات المتحدة منه قبل أن تبدأ بسلسلة خروق تستهدف الضغط على واشنطن للعودة إلى الاتفاق”.
وبينت أنه مما عرف عن مضمون مسودة الاتفاق الجديد، أنها “تتضمن كامل القيود والشروط التي فرضت على إيران في الاتفاق الأصلي، وهذا يضمن تقليص الضرر الشديد الذي تسبب به انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق”، مشددةً على أنه “لا يحق لإسرائيل أن تقطع نفسها عن الجهد الدولي لتقييد قدرات إيران النووية، كما لا يحق لها العمل ضده”.
المصدر: المدن