“العامري شيخ الإطار”… || خيبة “التنسيقي” من المالكي وكوّة في جدار الأزمة مع الصدر

محمد الجبوري

يغرد قياديون في “الإطار التنسيقي” الشيعي في العراق ومناصرون له منذ يومين في “تويتر” تحت وسم “العامري شيخ الإطار”، والمقصود زعيم “تحالف الفتح” هادي العامري، في ظل واحدة من أشدّ مراحل الانقسام السياسي بين القوى الشيعية.

ومع احتلال الوسم المذكور مساحة واسعة من “تويتر العراق”، أفادت مصادر سياسية اليوم بتخويل “الإطار التنسيقي” للعامري بالحوار مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، رغم أن الأخير وضع شروطاً على زعيم “الفتح” لقبول الحوار معه، أبرزها الانسحاب من “الإطار” وإدانة التسريبات المنسوبة إلى رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، عنوان المواجهة القائمة حالياً مع الصدر.

ويتكون “الإطار التنسيقي” الشيعي من قوى سياسية مقربة من ايران أبرزها “ائتلاف دولة القانون” الذي يتزعمه المالكي.

وتعيش قوى “الإطار” عقب خسارتها في انتخابات تشرين الأول (أكتوبر) الماضي حتى هذه اللحظة، في خلافات حول ادارة الأزمة السياسية في المرحلة المقبلة.

وتقول مصادر مطلعة لـ”النهار العربي” أن “غالبية قوى الإطار غير متفقة على ترشيح الوزير الأسبق القريب إلى المالكي محمد شياع السوداني لرئاسة الحكومة”، لافتة الى ان “تلك القوى تبدو غير مرتاحة بسبب تفرد المالكي بالقرار، فهي تحاول التقرب الى مقتدى الصدر وتسوية الخلافات معه وتسهيل مهمة تشكيل الحكومة المقبلة”.

وتلفت المصادر إلى أن “الكتل السياسية التي تملك أجنحة مسلحة بالإضافة الى كتل أخرى تحاول تقديم العامري بديلاً من المالكي لإنهاء الأزمة الشيعية القائمة”.

شارعان

ويوم الثلاثاء الماضي، خرجت جماهير تحالف “الإطار التنسيقي” في تظاهرات مناوئة لاعتصامات أنصار التيار الصدري المتواصلة لليوم الخامس على التوالي في المنطقة الخضراء، وسط العاصمة بغداد، والتي أثارت المخاوف من انتقال الأزمة السياسية الى الشارع، بعدما بدا أن احتمال الصدام قائم لو نجح متظاهرو “الإطار” في دخول المنطقة الخضراء حيث يعتصم الصدريون.

واليوم زار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي العامري في مكتبه للبحث في “إيجاد السبل الكفيلة بالخروج من الأزمة الحالية والتوصل إلى حلول منطقية ترضي كل الأطراف”، وفق بيان عن مكتب العامري.

وغرّد زعيم “الفتح” لاحقاً: “نؤكد ما أكدناه سابقاً أن لا حل للأزمة الحالية إلا عبر تهدئة التشنجات وضبط النفس والجلوس إلى طاولة الحوار البنّاء الجاد”، معلناً تأييده ما ورد في بيان الكاظمي بتاريخ الأول من آب (أغسطس) “والذي دعا فيه إلى حوار شامل، ونشد على أيدي كل الخيّرين الساعين للوصول إلى مخرج لهذه الأزمة يرضي كل الأطراف”.

وكان العامري كرر في بيان آخر نداءه للحوار بين “التيار” و”الإطار”، وقال: “في أجواء التصعيد الإعلامي من خلال البيانات والبيانات المضادة، والتي تدعو إلى الحشد الجماهيري، وقد تخرج عن السيطرة وتفضي إلى العنف، أكرر ندائي مخلصاً إلى الإخوة في التيار الصدري وفي الإطار التنسيقي، إلى أن يغلبوا منطق العقل والحكمة وضبط النفس والتأني وتقديم مصلحة البلاد والعباد، من خلال الحوار الجاد والبنّاء، للتوصل إلى حلول لنقاط الاختلافات في ما بينهما”.

وأكد أن “الدماء العراقية عزيزة على الجميع، وقد قدم الشعب العراقي العزيز منذ سبعينات القرن الماضي إلى هذا اليوم دماء غزيرة وعزيزة”، مضيفاً: “كفى دماً، ورفقاً بالدم العراقي فهو أمانة في أعناق الجميع، ومسؤولية سفكه يتحملها الجميع”.

ورد المتحدث باسم الصدر، عبر حساب “وزير القائد صالح محمد العراقي” على “تويتر”، بتحديد شروط على العامري لقبول دعوته للحوار.

وقال بيان صاحب الحساب الذي يتولى نشر مواقف الصدر: “إننا لو تنزّلنا وقبلنا الحوار فذلك مشروط بانسحاب الأخ العامري وكتلته من الإطار، واستنكار صريح لكلام “سبايكر مان” الذي صرح به في التسريبات قبل أيام قلائل”، في إشارة إلى تسريبات نوري المالكي الأخيرة، و”ثالثاً: كنتَ أنت من ضمن الموقعين على وثيقة إصلاحية، ولم تنفذ… فمن الضامن لتطبيق الحوار الإصلاحي؟ عليك بتحديد ضامن لكي ننقذ العراق من أنياب الفساد”.

وعلى أثر بياني العامري والصدر، نشر قياديون في جماعة “عصائب أهل الحق” المسلحة وقادة في”الاطار التنسيقي”، تغريدات مذيلة بوسم “العامري شيخ الاطار”.

والبداية كانت مع تغريدة زعيم “العصائب” قيس الخزعلي، وفيها: “يبقى الحاج أبو حسن العامري شيخَ المجاهدين، الذي شهدت له ساحات البطولة بالمواقف المشرفة، ابتداءً من مقارعته للنظام العفلقي البائد، وصولاً إلى وقفته المعروفة في الدفاع عن العراق والعراقيين إبان الغزو الداعشي، فهو بقية السيف ورفيق الشهداء القادة، الذي سيبقى سائراً على دربهم في توحيد الكلمة ورصّ الصفوف”، وذيّل التغريدة بوسم #العامري_شيخ_الإطار.

وكتب القيادي أحمد الأسدي في تغريدة بالوسم ذاته، أن “الحاج العامري ابن الجهاد والهجرة والمعاناة… بقية السيف وشيخ المجاهدين… ممن يعرفون قيمة الوطن ويدركون معنى حبه… لم يلتفت يوماً لمصلحته على حساب أمته ووطنه… في كل مفترق طرق يكون له موقف يتذكره إخوته وأبناؤه بإكبار”.

وأضاف: “ما زلنا نؤمن بقدرته على صوغ حل يوصل سفينة الوطن الى شاطئ الأمان ويحفظ للعراق أمنه واستقراره… ندعم قراره ونقف معه ونتوجه حيث تشير بوصلته”.

كما كتب القيادي في “الحشد الشعبي” وعضو “الإطار” شبل الزيدي في تغريدة: “الحاج هادي العامري بقية السيف وسليل مدرسة الشهادة شيخ المجاهدين وراعي المقاومة… ثقتنا وقدوتنا (حكمة وشجاعة)… في الشدائد تعرف المعادن”.

وأضاف: “أطالبه بأخذ دوره الأبوي الراعي لجميع أبنائه وفتح حوار جدي جاد سقفه الوطن والمواطن وحماية مصالح الشعب والشرعية والشراكة وتغليب لغة العقل والمنطق”.

خيبة من المالكي

ويعلق المراقب السياسي العراقي هشام النجفي على وسم “العامري شيخ الاطار”، قائلا لـ”النهار العربي” إن “قيادات الإطار أخذت مواقف شعرت بها بخيبة أمل من المالكي بعد التسريبات المنسوبة اليه والتي تسببت بأزمة كبيرة مع التيار الصدري، ومن هذا المنطلق تريد قوى الاطار التنسيقي سحب البساط من المالكي وتصدير العامري لواجهة المباحثات والمفاوضات سواء مع التيار الصدري أو مع القوى السياسية الأخرى”.

ويرى أن “قوى الإطار باتت تبحث عن منافذ لتهدئة الوضع السياسي المتشنج مع التيار الصدري، فهي لا تريد أن يكون المالكي أعلى سلطة هرم الإطار تجنبا للمشاكل مع الصدريين، لذلك عبروا من خلال هذا الوسم عن دعمهم للعامري”.

ويشير النجفي إلى لقاء الكاظمي بالعامري اليوم، قائلاً إن “هذا اللقاء فيه رسالة ايجابية، كما فيه رسالة بأن العامري هو الشخص الوحيد من الإطار القابل للتفاوض لحل أزمة تشكيل الحكومة والخلاف مع التيار الصدري، لأن البلاد تمر الآن بتصعيد كبير ولن تحتمل التداعيات”.

المصدر: النهار العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى