دفعت القوات التركية، مساء الإثنين، بتعزيزات عسكرية ثقيلة إلى منطقة جبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها).
وقالت مصادر عسكرية عاملة في غرفة عمليات “الفتح المبين” في حديث لـ “العربي الجديد”، إن “رتلاً عسكرياً يتبع للقوات التركية دخل مساء اليوم الإثنين من بوابة باب الهوى الحدودية شمال محافظة إدلب، واتجه إلى منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب”، مؤكدةً أن “الرتل تألف من قرابة 50 آلية عسكرية غالبيتها مدافع ودبابات، بالإضافة إلى مدرعات تحتوي على عناصر وشاحنات تحمل ذخائر ومواد لوجستية”.
وأوضحت المصادر، التي اشترطت عدم ذكر هويتها، أن “جزءا كبيرا من الرتل تمركز في نقطة عسكرية تركية على أطراف بلدة بليون جنوب منطقة جبل الزاوية”، لافتةً إلى أن “هناك تعزيزات عسكرية أخرى سوف تدخل منطقة جبل الزاوية خلال الساعات القادمة، لتعزيز بعض النقاط التركية القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام في منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب”.
وأشارت المصادر إلى أن فرق هندسة تابعة للجيش التركي انتشرت اليوم الإثنين على الطريق الدولي المعروف بـ” أم 4″ في محيط مدينة أريحا ومنطقة المسطومة التي تضم أكبر قاعدة عسكرية تركية في محافظة إدلب، ومشطت الطريق من جانبيه تمهيداً لإدخال تعزيزات عسكرية إلى جنوب المحافظة، وذلك خشية استهدافها بعبوات ناسفة أو ألغام.
وكانت “منطقة خفض التصعيد الرابعة” (إدلب وما حولها) قد شهدت خلال الشهرين الفائتين عدة محاولات تسلل وتقدم لقوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بروسيا وإيران على محاور القتال في أرياف حلب وحماة وإدلب، ما أدى لوقوع خسائر بشرية في صفوف قوات النظام وتلك المليشيات، دون إحراز أي تقدم يذكر، في حين يرى قادة عسكريون عاملون في المعارضة السورية أن هذه المحاولات تأتي في إطار جس نبض لمدى فاعلية الفصائل وقدرتها العسكرية وتجهيزاتها على خطوط التماس.
من جهة أخرى، قتل أربعة أشخاص برصاص مجموعة مُسلحة محلية في مدينة طفس غربي درعا، جنوب سورية، يوم الإثنين، وذلك عقب استدعائهم للاجتماع في أحد المنازل جنوبي مشفى طفس.
وقال “تجمع أحرار حوران”، إن “عملية القتل نفذها قيادي يلقب بـ (عبيدة) يتحدر من مدينة الشيخ مسكين، وهو قيادي في هيئة تحرير الشام قبل أن يتم فصله منها عام 2017″، موضحاً أن “القتلى هم محمد حسين الرواشدة، وخضر الحايك، وأحمد الحايك، ومحمد المساد، وجميعهم عناصر سابقون في الجيش الحر، ولم ينضموا لأي تشكيل عسكري بعد التسوية”، منوهاً إلى أن “الحادثة وقعت بعد خلاف شخصي بين القتلى وعبيدة الأمر الذي أدى لقيام الأخير بإشهار مسدسه وإطلاق النار على الأشخاص الأربعة، ثم غادر المنطقة”.
إلى ذلك، أُصيب 5 أشخاص بينهم طفل بجروح متفاوتة يوم الإثنين، إثر اندلاع اشتباكات بالأسلحة الرشاشة في بلدة معربة شرقي درعا، بين مجموعة مسلحة تابعة لـ “اللواء الثامن” التابع لـ “الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا، والذي تبع مؤخراً لشعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري، مع شبان من البلدة.
وأكد “تجمع أحرار حوران” أن “عناصر تابعين للواء الثامن قدموا من مدينة بصرى الشام ومعهم أشخاص من بلدة معربة، دهموا صالون حلاقة للشاب محمد خالد عبد الرحيم المصلح في البلدة بهدف إلقاء القبض عليه”، مضيفاً أن “اشتباكات اندلعت بين الطرفين أدت إلى إصابة طفل كان متواجداً في منزله بجانب صالون الحلاقة، وشاب آخر كان متواجداً داخل محل الحلاقة، بالإضافة إلى إصابة 3 عناصر من اللواء”.
ولفت “التجمع” إلى أن “خلافاً حصل بين المصلح وزوجته التي تتحدر من مدينة بصرى الشام منذ مدة، ووصل إلى الطلاق، ودخل اللواء الثامن كوسيط للحصول على مستحقات الزوجة بعد الطلاق”، موضحاً أن “المصلح رفض دفع ما طلب منه وهو عبارة عن مبلغ مالي وعدد محدد من غرامات الذهب، على الرغم من تلقيه تهديدات من بعض القيادات في اللواء للضغط عليه”.
المقداد إلى طهران بالتزامن مع انعقاد اجتماع أستانة
من جانب آخر، قالت جريدة “الوطن” الموالية للنظام السوري، يوم الإثنين، إن “وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد يصل إلى العاصمة الإيرانية طهران يوم غد الثلاثاء للقاء نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان”، دون ذكر تفاصيل أخرى حول الهدف من الزيارة.
لكن الزيارة تتزامن مع انعقاد القمة الثلاثية بين الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ونظيريه التركي، رجب طيب أردوغان، والروسي، فلاديمير بوتين، في طهران في إطار اجتماع قادة الدول الضامنة لمسار عملية “أستانة” بشأن سورية.
ومن المتوقع أن تركز القمة الثلاثية على بحث العملية العسكرية التركية ضد “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في شمال سورية، وملفات أخرى تتعلق بالحرب الروسية على أوكرانيا.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني إن “عودة اللاجئين السوريين إلى بيوتهم ومدنهم والمساعدة على استتباب السلام والاستقرار والأمن في سورية من أجندة الاجتماع الثلاثي لزعماء مسار أستانة في طهران”، وفق وكالة “فارس” الإيرانية.
وأكد عبد اللهيان أنه “يجب إدارة الأزمة الأمنية الجديدة بين سورية وتركيا”، مضيفاً “زيارتي إلى أنقرة ودمشق حملت رسالة الرئيس الإيراني بهذا الصدد”، منوهاً إلى أن “الجانب التركي يتحدث عن احتمال شن عمليات عسكرية داخل العمق السوري لمسافة 30 كيلومتراً، ونحن نحاول حل هذه الأزمة بالطرق السياسية”.
المصدر: العربي الجديد