في الوقت الذي تتزايد فيه المؤشرات على اقتراب موعد العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، أعلن قيادي بارز في حزب “الاتحاد الديمقراطي” الكردي عن إنهاء الحوار مع “المجلس الوطني الكردي” المتحالف مع المعارضة السياسية السورية المتمثلة بـ”الائتلاف”، وهو الحوار الذي ترعاه الولايات المتحدة.
وفي التفاصيل، أعلن عضو هيئة الرئاسة المشتركة لـ”الاتحاد الديمقراطي” آلدار خليل، عن إنهاء الحوارات مع المجلس الوطني الكردي، متهما الأخير بالتبعية لتركيا.
وفي تصريحات لموقع “باسنيوز” الكردي، قال خليل: “لم ينسحب المجلس الكردي من الائتلاف، وهم متحالفون مع تركيا، ولذلك أي طرف يتحالف مع الاحتلال التركي لا يمكن التفاوض والحوار معه”، وفق تعبيره.
وأضاف أن “المجلس لا يعترف بالإدارة الذاتية، ولا يعترف بالمؤسسات الموجودة على الأرض، ولذلك فإن الحوارات التي كانت مع المجلس توقفت”، متابعا بأنه “كانت لنا في البداية محاولات لإقناعهم بضرورة التراجع عن هذه المواقف، لكن تبين أنهم مصرون عليها، وهم أصبحوا أطرافا تابعة لتركيا، ويعملون وفق أجنداتهم”.
“تصريحات غير مدروسة”
وفي رد على تصريحات خليل، قال عضو “المجلس الوطني الكردي” علي تمي، في حديث خاص لـ”عربي21“، إن المطلب بانسحاب المجلس الوطني من الائتلاف، يخالف الوثيقة التي وقعت عليها الأطراف الكردية، والتي تنص على أن تكون كل الأحزاب الكردية ضمن المعارضة السورية، أي الائتلاف السوري.
ويرى تمي أنه من الواضح أن “هذه التصريحات غير المدروسة من جانب قيادات “الاتحاد الديمقراطي” إنما تعبر عن حالة التخبط بسبب التهديدات التركية، وربما هم يبحثون عن مبررات لتسليم المناطق الخاضعة لسيطرة الحزب إلى النظام السوري”.
وبحسب عضو المجلس الوطني الكردي، فإن النظام لن يقدم أي خدمة مجانية لـ”قسد” التي يقودها الحزب، موضحا أن “النظام لن يقوم بدور شرطي المرور في شرق سوريا، كما تريد “قسد”، وهو يطالب بتسلمه كل المناطق، وأهمها مناطق إنتاج النفط، لينشر قواته العسكرية في المنطقة، منعا لأي تقدم تركي محتمل”.
وأضاف تمي أن “الأيام القادمة ستشهد مزيدا من التصعيد، وهو ما قد يزيد من نبرة صراخ قيادات الحزب”، مؤكدا أن “إطلاق الاتهامات بهذه الطريقة لن يفيد “قسد”، وخاصة أن الحلقة تضيق عليهم تدريجياً”.
رسائل لواشنطن
من جانبه، قال المحلل السياسي فواز المفلح، إن الحوار بين الأطراف الكردية متوقف أساسا، والحديث الآن عن إنهاء الحوار في الوقت الذي تواصل فيه تحضيراتها لشن العملية، قد يكون الغرض منه إيصال رسائل لواشنطن الراعية.
وأضاف لـ”عربي21“، أن “قسد” تبدو في حالة استياء من عدم تدخل الولايات المتحدة بقوة لمنع تركيا من شن عملية عسكرية، وخاصة أن توقيت الإعلان عن إنهاء الحوار جاء بعد التقارب الأمريكي التركي الأخير.
وبحسب المفلح، فإن “قسد” تحاول الإيحاء لواشنطن بأنها لن تمضي في المشروع الأمريكي أي التحاور مع المجلس الوطني الكردي لتوحيد المكونات السياسية الكردية والانتقال بعد ذلك إلى حوار المكونات السورية الأخرى.
“تهرب” من الالتزامات السابقة
في المقابل، أشار الصحفي الكردي شيرزان علو، إلى انقسام داخل صفوف “قسد”، وقال لـ”عربي21“، إن خليل يمثل تيار “العمال الكردستاني” أو ما يسمى قيادات “جبال قنديل”، وهذا التيار لا يرغب بإجراء أي حوار مع الطرف الآخر، نزولا عند رغبة واشنطن.
وبحسب علو، فإن خليل كان قد وقع عند بداية الحوار مع “المجلس الكردي” على وثيقة تعطي الحق للأخير بالاستمرار في موقعه أي في الائتلاف السوري، ما يعني أن الإعلان في هذا التوقيت هو بغرض الانقلاب على التفاهمات السابقة، التي يبدو أن أمريكا قد ضغطت للتوصل إليها.
وعقدت أولى جولات الحوار بين الطرفين الكرديين في نيسان/ أبريل 2020، بهدف توحيد الصف الكردي، إلا أن هذا الحوار الذي ترعاه الولايات المتحدة لم يُسفر عن أي تفاهم معلن حتى الآن.
المصدر: عربي21