الإيرانيون ومنذ أيام الصفويين هم الخنجر المسموم في ظهر العرب والمسلمين جميعا وكذلك بكل من يخالف فكرهم ، وليومنا هذا هم الخنجر المسموم وان تم إخفاء الخنجر ببعض الفترات ولكنه جاهز للاستخدام دوماً .
إيران منذ يومين أرسلت وزير خارجيتها عبد اللهيان الى المنطقة وزار انقرة ومن ثم نظام دمشق المجرم بذريعة تحقيق مصالحة بين نظام دمشق والنظام التركي مرتكزا على العلاقات الودية التي كانت سائدة قبل انطلاق الثورة السورية بين النظامين لمصالح اقتصادية وأمنية مشتركة بعد تسليم عبد الله اوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني الـ PKK وتوقيعه اتفاقية أضنة واعترافه بالحدود الحالية .
طبعا هناك من يظن أن إيران تعمل لمصلحة شعوب المنطقة وهذا مخالف لطبيعتها بالغدر والخيانة ولكن السؤال لماذا أطلقت هذه المبادرة لإعادة العلاقات بين نظام دمشق وتركيا ؟
السبب الأول أن عودة العلاقات بين تركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة جعلت إيران تتململ من هذه العلاقة التي تضر بمصالحها في كل المجالات واهمها الاقتصادية والعسكرية .
السبب الثاني انطلاق مسيرة عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وتركيا وخاصة بعد زيارة الرئيس التركي الطيب رجب اردوغان للمملكة واجتماعه مع الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان وطي الملفات الخلافية . وتحسس إيران الخطر القادم اليها من هذه العلاقات العربية الخليجية مع تركيا وهي تعلم ماذا يعني التقارب التركي السعودي بكافة المجالات وأثره على المجتمع الدولي والإقليمي والمحلي وخاصة إيران تغوص بمستنقعات عربية عديدة من لبنان واليمن والعراق ، والمملكة العربية السعودية تعتبر تلك المناطق من اهتماماتها الأساسية بشكل كبير .
السبب الثالث تصريحات الملك ومسؤولين أردنيين الأخيرة ضد إيران وبأن هناك محاولات لأذرع نظام ملالي طهران لغزو الأردن وزعزعة الأمن والاستقرار بالأردن بشتى الطرق والأساليب مما جعل الأردن يتحسب ويرتاب من تصرفات إيران ودعوته لتشكيل ناتو شرق أوسطي وإنه جزء من هذا الحلف ومع بوادر لانضمام مصر للحلف برعاية سعودية مع عودة العلاقات المصرية التركية بعد طي ملف حزب الإخوان المسلمين قياداته المصريين المتواجدين بتركيا واستخدام المنصات الإعلامية انطلاقاً من تركيا .
إن تحقيق هذا الحلف الكبير والذي يملك قوة اقتصادية كبيرة وقوة عسكرية قوية ومتطورة سيكون له انعكاسات إيجابية على المنطقة بشكل عام وانعكاسات سلبية كبيرة على النظام الإيراني وخاصة أن إيران تعاني حصارا دولياً تقوده الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية ، ومباحثات فيينا للملف النووي حتى الآن لم تأت بأي تقدم وخاصة بعد الجولة الأخيرة في الدوحة .
إيران تحسست الخطر القادم اليها وبشكل كبير سيجعلها في حصار قادم خطير يزيد من معاناتها الداخلية ومشاريعها في المنطقة ، هذا الذي جعل ايران تتسارع بتحرك لكسب موقف الشريك في الملف السوري والشريك الاقتصادي بتجاوز العقوبات الأمريكية الأوروبية “تركيا” لإفشال هذا الحلف العربي التركي القادم على كل المجالات ، لترسل وزير خارجيتها عبد اللهيان الى أنقرة ومن ثم الى دمشق لإعطاء الأوامر لنظام دمشق التابع لإيران بالتخلي عن بعض المواقف لصالح تركيا ولتكون هذه المواقف الجائزة التي ستجعل تركيا تنسحب من هذا الحلف الذي يطوق رقبة إيران وقد يسبب لها الاختناق السريع والموت .
لكن تركيا تعي ما تخطط له ايران وتعي كذلك ان ايران تبحث عن طوق نجاة لها من تلك التحالفات القادمة وتعي سعي ايران لإنقاذ نظام دمشق ، لذلك يبدو بأن إيران لم تجد أي أذن صاغية لها من القيادة التركية وبرفضها للمبادرة الإيرانية بعودة العلاقات بينها وبين نظام دمشق إلا ضمن شروطها ومتطلبات أمنها القومي .
مما تقدم نأمل أن يكون الحلف العربي التركي القادم هو بداية جيدة لصالح الحلف المعادي للخنجر الإيراني الفارسي بظهر شعبنا العربي في المنطقة والذي فيه كل الخير للمنطقة عموماً.