بدأ النظام السوري، السبت، تسوية أمنية في بلدة كناكر الواقعة في ريف دمشق الغربي، بعد يومين من تسوية مماثلة في القطيفة في القلمون الشرقي. وأدت اشتباكات في السويداء جنوبي البلاد إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى.
وبحسب موقع “صوت العاصمة” المحلي، جرت تسوية، السبت، بحضور ضباط من مرتبات الأمن العسكري، وآخرين من ضباط “الفرقة السابعة”، إلى جانب مندوبين من القضاء العسكري.
وتجري التسوية على دفعات لتشمل 100 شاب من أبناء البلدة أدرجت أسماؤهم ضمن قوائم جديدة، بعد أن دعت لجنة المصالحة في البلدة الراغبين من الأهالي بالخضوع إلى التسوية ممن لم يسجلوا أسماءهم سابقاً للتوجه إلى مبنى المجلس البلدي وتسجيل أسمائهم هذا اليوم.
وشهدت كناكر، الأسبوع الماضي، تظاهرة طالبت النظام السوري بالإفراج عن المعتقلين من أبناء البلدة، وتنفيذ بنود المصالحات التي أبرمت سابقاً.
وسبق أن اتفق وجهاء من بلدة كناكر، في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، على تسوية أمنية في البلدة مع رئيس الفرع 220 التابع للأمن العسكري، والمعروف باسم “فرع سعسع”، العميد طلال العلي، يقضي بإخضاع مجموعة من أبناء البلدة لعملية تسوية أمنية جديدة.
ويأتي تطبيق عملية التسوية الأمنية في بلدة كناكر، بعد يومين على إطلاق التسوية في مدينة القطيفة بمنطقة القلمون الشرقي.
وفي هذا الصدد قال الناشط الإعلامي المنحدر من ريف دمشق والمقيم في الشمال السوري، يامن عبد الرحمن، لـ “العربي الجديد”، إنّ النظام السوري يُغري الشباب بالتسجيل في قوائم التسوية الجديدة، مقابل وعود خُلّبية بتأجيل خدماتهم الإلزامية ومنحهم أذونات سفر، ولكن “جميع تلك الوعود من النظام مخادعة ولا تحصل أبداً”.
وأضاف أنّ التسويات مجرد دعاية من النظام لتجنيد مزيد من الشبان في صفوف قواته، مذكّراً بأنّ وعود النظام السابقة في المصالحات الأولى لم تنفّذ، خصوصاً فيما يتعلق بالإفراج عن المعتقلين.
السويداء: اشتباكات وعمليات خطف متبادلة
في سياق منفصل قُتل ثلاثة أشخاص، وأصيب أربعة آخرون، أحدهم بحالة حرجة، كحصيلة أولية، للاشتباكات في حي المقوس بالسويداء جنوبي سورية، وسط معلومات عن عمليات خطف متبادلة.
وبحسب موقع “السويداء 24” تعيش المدينة، منذ ساعات، حالة من التوتر، على إثر اقتحام مجموعة محلية مسلحة، يقودها راجي فلحوط، المعروف بتبعيته لشعبة المخابرات العسكرية، مسبحاً في حي المقوس، شرقي مدينة السويداء، واختطاف عدة أشخاص كانوا داخله، بذريعة أنهم مطلوبون للأجهزة الأمنية.
مداهمة المسبح حصلت ظهيرة السبت، وقتلت خلالها المجموعة المسلحة شخصين من أبناء حي المقوس، هما أسامة العليان وصقر البداح. وأثناء انسحابها من المنطقة، أطلقت النار على رعاة المواشي، واقتادت معها المخطوفين، الذين لا يزال مصيرهم غامضاً، إلى جهة مجهولة.
وكرد فعل على الحادثة، تجمع أقارب القتيلين، والمفقودين، على الطريق المؤدي من ظهر الجبل، إلى مدينة السويداء، الذي يمر وسط حي المقوس، ثم قطعوه بالإطارات المشتعلة، وحاولوا اعتراض سيارات المارة، مطلقين النار بشكل عشوائي، مما أدى إلى مقتل راغب جدعان السيد، الذي كان عابراً بالصدفة، يستقل دراجة نارية.
وأضاف الموقع أنّ حالة الفوضى والاشتباكات وإطلاق النار العشوائي، أدت إلى إصابة أربعة مدنيين على الأقل بجروح، كما تضررت عشرات المنازل في حي المقوس، والأحياء القريبة منه، نتيجة تساقط الرصاص.
وأشار “السويداء 24” إلى مساعٍ يبذلها وجهاء المحافظة لتدارك الموقف، ووقف الاشتباكات.
وبحسب الموقع، أطلقت شعبة المخابرات العسكرية يد مجموعات محلية مسلحة، في محافظة السويداء، لتنفذ عمليات أمنية، من خطف وقتل واعتقالات، بعد أن دعمتها بالسلاح والعتاد، وحتى العناصر والبطاقات الأمنية، حولت المحافظة إلى ساحة صراع.
المصدر: العربي الجديد