قرّرت المؤسسات الفلسطينية العاملة في مجال دعم ومناصرة ومتابعة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، أن يتم إيقاد “شعلة الحرية” هذا العام عشية يوم الأسير الفلسطيني في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، في ظل العدوان الإسرائيلي الذي تتعرض له، وتكريماً لأسرى محافظة جنين، بالتزامن مع مرور 20 عاماً على معركة مخيم جنين.
وخلال مؤتمر صحافي عقدته المؤسسات، اليوم الثلاثاء، أمام مقر مكتب الأمم المتحدة في رام الله لإعلان برنامج فعاليات يوم الأسير، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس: “إن ذكرى يوم الأسير التي تصادف الـ17 من إبريل/ نيسان الجاري، ذات الدلالات السياسية والوطنية والكفاحية، تأتي بينما تتكثف حملات الاعتقال المحمومة التي تقوم بها سلطات الاحتلال، وارتفاع وتيرتها، وعمليات قتل بدم بارد تتم في وضح النهار”، مؤكداً أن تلك العمليات تتركز في مدينة القدس، وفي جنين ومخيمها.
وتابع فارس أن “فعاليات هذا العام ستنطلق من جنين في السادس عشر من الشهر الجاري، أي ليلة يوم الأسير عند الساعة التاسعة والنصف ليلاً من مركز مدينة جنين، قرب ضريح الشهداء، والأحد (يوم الأسير) ستنطلق الفعاليات والمسيرات في كل المحافظات الساعة 12 ظهراً”، مطالبا الفلسطينيين بالمشاركة.
من جانبه، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدري أبو بكر: “إن جامعة الدول العربية اعتمدت يوم الأسير الفلسطيني يوماً عربياً لدعم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال”، مؤكداً أن وفداً فلسطينياً من كل المؤسسات التي تُعنى بشؤون الأسرى في الضفة الغربية وقطاع غزة شارك في قمة في الجامعة العربية، واستطاع إدخال قضية الأسرى على جدول أعمال الجامعة العربية، حيث من المقرر أن يتطوع محامون عرب للترافع بقضايا تخص الأسرى أمام مؤسسات دولية، لا سيما محكمة الجنايات الدولية”.
وإلى جانب الفعاليات الميدانية التي من المقرر أن تكون في مراكز المدن وعلى نقاط التماس مع قوات الاحتلال؛ ستنطلق حملة في يوم الأسير الفلسطيني تحت شعار “#إلى_متى؟”، وتهدف إلى تسليط الضوء على أبرز القضايا الراهنة المتعلقة بواقع الحركة الأسيرة، وإيصال رسالة بأنه “آن الأوان أن ينعموا بالحرّية التي لطالما انتظروها على مدار عقود مضت”، كما جاء في بيان مؤسسات الأسرى.
وحول مكان عقد المؤتمر الصحافي أمام مكتب الأمم المتحدة، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى أمين شومان: “إن في ذلك رسالة إلى الأمم المتحدة كي تتحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري من جرائم وانتهاكات وعقوبات جماعية وسياسات مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية، تمارسها إدارة سجون الاحتلال بحق آلاف الأسرى”، محملاً كل المؤسسات الحقوقية العاملة في فلسطين أو المؤسسات الدولية المسؤولية عما يجري بحق الحركة الأسيرة الفلسطينية.
من جانبه، دعا مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” حلمي الأعرج إلى “تحويل قضية الأسرى إلى قضية عربية ودولية، من أجل الرد وصفع الرواية الإسرائيلية التي تحاول وصم النضال الفلسطيني بالإرهاب”، قائلاً: ” نؤكد أن أسرانا أسرى حرية، وأسرى حرب، ويجب النضال من أجل هذا الشعار، ومن أجل حريتهم بالأساس، باعتبارهم مناضلين من أجل حرية شعبهم واستقلاله”.
وبهذه المناسبة، دعا قدورة فارس إلى تكثيف الجهود للضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسير أحمد مناصرة الذي اعتقل طفلاً، وتعقد له غداً الأربعاء، محاكمة في محاكم الاحتلال.
وقال فارس: “هذا الطفل الذي بات شاباً تعرض لتنكيل وتعذيب وقهر مستمر ومتواصل، بما يعكس الجريمة الكبرى المركبة التي يمارسها الاحتلال بحق الطفولة الفلسطينية وبحق أطفال فلسطين، وهو يمثل عينة تعكس تورط كل مؤسسات دولة الاحتلال بهذه الجريمة، ابتداء ممن أطلق عليه النار، ومن حقق معه، ومن عذبه، ومن عزله في الانفرادي، ومن أصدر حكما جائرا بحقه بالسجن 12 سنة ثم خفضت لـ9 سنوات، آمل أن تكثف الجهود لإنقاذ حياته، فهو يعاني العديد من الأمراض التي ترتبت من عمليات القهر التي تعرض لها”.
وبحسب المعطيات التي أعلنتها المؤسسات في بيان صحافي على هامش المؤتمر، فقد بلغ إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر مارس/ آذار 2022 نحو 4450 أسيراً، منهم 32 أسيرة، بينهن فتاة قاصر، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو 160 طفلاً، وعدد المعتقلين الإداريين بلا تهمة نحو 530 معتقلًا.
ومنذ مطلع العام الجاري اعتقل الاحتلال نحو 1500 فلسطيني وتصاعدت عمليات الاعتقال خلال شهر مارس/آذار ومع بداية شهر رمضان.
ووصل عدد الأسرى المرضى إلى أكثر من 600 أسير ممن تم تشخيصهم، من بينهم 200 حالة مرضية مزمنة، بينهم 20 أسيرا مصابون بالسّرطان وأورام بدرجات متفاوتة.
ووصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 227 شهيداً، نتيجة التعذيب والإهمال الطبّي، أو ما تسميه المؤسسات الفلسطينية القتل البطيء، ومنهم سامي العمور الذي استشهد أواخر العام الماضي، إضافة إلى المئات من الأسرى المحرّرين الذين استشهدوا نتيجة أمراض ورثوها من السّجن، ومنهم الشّهيد حسين مسالمة العام الماضي بعد أن واجه الإهمال الطبيّ قبل قرار الاحتلال بالإفراج عنه.
ووصل عدد الأسرى الذين يقضون أحكاما بالسّجن المؤبد إلى 549 أسيراً، وأعلاهم حكماً الأسير عبد الله البرغوثي، المحكوم لـ67 مؤبّداً.
ويواصل الاحتلال احتجاز جثامين 8 أسرى استشهدوا داخل السّجون، وهم أنيس دولة الذي استشهد في سجن عسقلان عام 1980، وعزيز عويسات في العام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السّايح، وأربعتهم استشهدوا خلال العام 2019، وسعدي الغرابلي، وكمال أبو وعر اللّذان اُستشهدا عام 2020، وآخرهم سامي العمور خلال 2021.
وبلغ عدد الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو 25 أسيراً، أقدمهم الأسيران كريم يونس وماهر يونس المعتقلان منذ يناير/ كانون الأول عام 1983 بشكل متواصل، والأسير نائل البرغوثي، الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، الذي دخل عامه الـ42 في سجون الاحتلال، حيث قضى منها 34 عاماً بشكل متواصل، قبل تحرّره عام 2011 في صفقة (وفاء الأحرار)، إلى أن أُعيد اعتقاله عام 2014 إلى جانب مجموعة من العشرات من المحررين في الصفقة.
وبلغ عدد النواب المعتقلين في سجون الاحتلال 8، من بينهم الأسيران مروان البرغوثي، وأحمد سعدات. وعدد الصحافيين المعتقلين في سجون الاحتلال 11 صحافيا.
المصدر: العربي الجديد