منذ بداية الثورة السورية وإملاءات الغرب تُقرِع وتُصدِع رؤوس السوريين الثائرين وتُصدِع رؤوسهم بمثاليات التسامح مع قاتليهم من الشبيحة والإيرانيين والأفغان والزينبيون والفاطميون والنجبا …و تطالبهم بأن يكونوا كالحمل الوديع مع قاتلهم وأن يلاطفوه وألا ينعتوهم بألفاظ طائفية…كون أن معظم الميلشيات والمرتزقة التي تساند بشار هم من شيعة إيران والعراق ولبنان وأفغانستان وباكستان …و يريدون من السوريين أن لا يتظلموا لأحد نتيجة ما أصابهم وأن يحتسبوا ويلملموا جراحهم ويَشرَعوا بتشكيل الأحزاب ويُحضروا لحياة ديمقراطية في الوقت الذي تسقط فوق رؤوسهم الصواريخ والمدفعية والبراميل المتفجرة وصواريخ سكود البالستية
كل هذه الإملاءات الخارجية على السوريين وكأنهم كانوا قبائل متناحرة ومتقاتلة وكانوا يعيشون صراع يومي مع بعضهم البعض.
إن من يعرف النسيج الاجتماعي السوري يدرك أن جبل العرب (السويداء)و قرى جبل الشيخ هي موطن بني معروف وأن درعا وريفها يتعايش فيها المسيحيون والمسلمون وصولاً إلى العاصمة دمشق التي يقطنها كل أطياف السوريين إمتداداً للسلمية والقدموس حيث السمعوليين ووادي النضارى حيث حضارة المسيحيين إلى الحسكة و القامشلي حيث الكرد والارمن والاشور والكلدانيين يعيشون جنبا إلى جنب بكل أمان وإطمئنان .
لابد أن نفرق بين أهلنا من كل الطوائف الذين يشكلون نسيج المجتمع السوري وفسيفسائه وبين وحركة الشبيحة الإستيطانية التي أسسها ووضع حجرالأساس لها رفعت الأسد قائد سرايا الدفاع في قلب العاصمة الأموية دمشق ،عندما أسس أول تشكيل مدرع نخبوي على أساس طائفي جُلً ضباطهِ وصف ضباطهِ وجنودهِ من الشبيحةِ المتعطشين لنهب خيرات أهل الشام والمعبأين إيديولوجياً بالحقدِ على مواطنيها مستندين إلى خرافات دينية غرسها في عقولهم مجموعة من المشعوذين وشيوخ جبال النصيرية . إن فكرة تشكيل منظومات النخبة من سرايا الدفاع هي بالأصل مستوحاة بممونها من المنظمات الصهيونية كالتي أسسها أسحق شامير وموشي دايان والتي يرمز لهابــ (الوحدة 569) وأعطى الضوء الأخضر لقطعانها بإستباحة الشام وأهلها وضخ في أفكارهم أيديولوجية معادية لكل الشعب السوري وأغتصب عقارات الوقف الحكومية في حي المزة جبل وبنى أول مستوطنة على سفح جبل المزة وأسماها مزة جبل 86 نسبة إلى الكتيبة 586 التي تم ترحيلها لمعسكر آخر لنفس غاية التوطين .وذلك بمباركة الحاخام الأكبر حافظ الأسد. ويتوالى نشاطُ حركةِ التشبيحِ الاستيطانية التي تشبه إلى حد كبير منظمات الناحال وهاغانا وشتيرن وكيبوتسات الصهيونية وأنشأ ما يقابلها حركات تشبيحيه أمثالها كـــ ( دورات القفز المظلي- الفرسان الحمر-القوات الخاصة – وسرايا الدفاع- والحرس الجمهوري -المجلس الأعلى للتشبيح).كما أن فكرة المظليين والمظليات ماهي سوى إبداع حافظ الأسد التي سخر لها ذراعه الأيمن شقيقه رفعت ، والذين عاثوا فساداً في سوريا وأهانوا من خلالهن نساء أهل الشام في قلب العاصمة دمشق ونزعوا الحجاب عن رؤوسهن.لقد كانت مشروع المظليين مشروع توسعي ،سعت من خلاله حركة الشبيحة الإستيطانية للسيطرة على كل مفاصل الدولة وإحتكارها لكل مؤسسات الدولة بأمر من الحاخام الأكبر حافظ الأسد الذي كان يهدف إلى دخول أكبر قدر من الشبيحة إلى الجامعات وحرمان باقي فئات الشعب من تكافؤ الفرص في أخذ حقهم في فروع الجامعة وخاصة الطب والهندسة .ليسيطروا بعدها على المشافي والانشاءات ومن ثم على مفاصل البلد من إقتصاد وتعليم وفن وإعلام وصحافة وغيرها، ووصل بهم الحد لحرمان بنات الشعب السوري من التعليم بحجة منع الطالبات المحجاب في المدارسإن الخطر الكبير الذي مارسته الحركة الإستيطانية من إغتصاب دمشق ومصادرة عقاراتها وبناء المستوطنات الواحدة تلوى الأخرى من السومرية التابعة لسرايا الدفاع من النخبة الخالصة من الشبيحة الخاصة بحماية القصر الجمهوري وحكم الأسد وصولاً إلى مستوطنة الصبورة ويعفور وجديدة الشيباني وقطنا ودمر والهامة ، وإلى كل المستوطنات التي بناها حافظ الأسد بأموال المساعدات الخليجية تحت مسمى مساكن الجاهزية للجيش السوري الذي يشكل نسبته 97%من ضباط وصف ضباط وجنوده المحترفين، واستبدلوا سكان دمشق الأصليين بقطعان المستوطنين من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والوحدات الخاصة وبقية تشكيلات الجيش. أما المجندين المكلفين بالخدمة الإلزامية فنسبتهم 100%من أبناء الشعب السوري الفقير من سنة دروز وأرمن وإسماعيليين كورد وشركس .إن هذه الحركة الاستيطانية التي شكل السواد الأعظم من الشبيحة أصبحت مجتمع عسكرة شوهت سوريا بتوجيهات المنظومة الكلبتوقراطية من آل الأسد الذين اعتمدوا البناء العشوائي العشوائيات إبتداءا”من ركن الدين إلى عش الورور وال86وبرزة جبل الرز وبناية الكويتي وصحنايا والمعضمية. فالسائح القادم إلى مدينة دمشق من الجهة الجنوبية تقابله مباشرة عشوائيات القدم والدحاديل وبناية الكويتي ، كي تصبح العاصمة الأكثر بناءً عشوائياً في دول العالم بعد أن كانت منارة العواصم العربية.كل ما ذكرته في سردي هذا لا يشكل 5%من هيمنة هذه الحركة الاستيطانية التي يطالبنا بطمأنتهم الغرب ، في كل إملاءاتهم كما أصبحت أيضاً المحاضرات الإسبوعية لبعض المحاضرين والتي أصبحت منبرا” لتسويق هواجس شبيحة الأسد وأفكار ديمستورا التي صدعوا بها رؤوسنا.السؤال هنا مِن مَن يطلبون الشبيحة التطمينات، هل من النازحين المهجرين في الخيام وفي دول الشتات ، أم مِن أبناء الخيام الذين يرتجفون بردا في مخيمات اللجوء ، أم من أهالي الأطفال الذين يموتون كل يوم من البرد في الخيام. أم من أهالي الأطفال الذين ماتوا خنقا”بالكيماوي في الغوطة أم من أولياء الدم اهالي الموتى الذين تم حرقهم بالأسيد في صهاريج الأسيد المسماة (أبو علي صهريج )نسبة لسائقه ، أم من أهالي الضحايا الذين قضوا بالبراميل المتفجرة ، وصواريخ سكود التي دمرت احياء بكاملها في حلب ، أم مِن أهالي شهداء نهر قويق الذي سمي فيما بعد نهر الشهداء الذي قتلهم الشبيحة وألقوهم في النهر ليستقبلوهم أهاليهم في حي القصر عند جسر السنديان مكبلي الأيدي ومقتولين بطلقة في الرأس وفي العينيين في أبشع رسالة حقد من الشبيحة إلى أهليهم الذين أنتفضوا ضد رئيس وريث قاصر،أم يطلبون ضمانات مِن أهالي المعتقلات والمعتقلين القابعون تحت سياط حقد نظام بشار أسد وحلفائه من حزب الله وكل المرتزقة وشذاذ الافاق شيعة أحباب الولي الفقيه في طهران ،أم من النازحين المساكين الذين سقطت خيامهم فوق رؤوسهم المساكين ونخر البرد أجسام أطفالهم الغضة ومات منهم من مات و تشرد منهم من بقي. فالمعذرة لمن يطالبنا بالطمأنة للشبيحة نقول إن دمشق أصبحت عاصمة بنكهة فارسية و أحياء القيمرية والشاغور والميدان و السيدة زينب و الزبداني ومحافظاتها من دير الزور إلى الساحل إلى حمص وصولاً الى حلب لم تعد ذات طابع سوري بل أصبحت محميات إيرانية. إن تجارب التاريخ و على مدى الأزمان والعصور فإن كل من فروا من المذابح في العالم هل عاد أحد منهم إلى بلاده من الشركس والأرناؤوط والأشور والكلدان وغيرهم إلى بلادهم ، ليس من باب القنوط ولكن طالما فرص عودة السوريين إلى بلادهم اصبحت ضئيلة وضحلة فلماذا لا يكون لنا موقف ممن إغتصب أرضنا ومقدساتنا ومساجدنا وحولها الى حسينيات. وغَير جامعنا الأموي إلى مركز لّلطميات والندبيات. نحن مذبحون بوطنيتنا وبديموغرافيتنا من قبل وريث قاصر أرعن ورث السلطة عن أبيه ، إستعان علينا بعدو همجي ايراني حاقد هل المطلوب من السوريين الذين تدمرت بيوتهم وممتلكاتهم وتعفشت بيوتهم أن يعطوا ضمانات لأهالي الشبيحة ساكني مزارع يعفور والديماس والصبورة ، ولمن أبناءهم أصبحوا قادة فيالق فرق والوية وأفرع مخابرات.أم هل مطلوب من الذين لايسمح بدخول وطنهم السوري دون تصريف مائة دولار أمريكي كي يكونوا عوائد لشراء الأسلحة للمرتزقة الأفغان والباكستان والحشد الشيعي وحزب الله التابع لإيران والفاطميون والزينبيون. في الواقع إن ثورة الكرامة السورية لم تقوم ضد أي مكون من مكونات السوريين ،او أهالي الساحل الذين يخسرون في كل عام محاصيل مواسم الليمون ومحاصيل بيوتهم البلاستيكية .وليس ضد أبناء اللاذقية من ضحايا آل الأسد من هلال وشيخ الجبل وهارون وليس ضد الأمهات المظلومين من العلويين اللواتي يُقتَل أبنائِهن في أحضانهن كما قُتل الشاب المغدور من آل محلا في حضن امه لأنه لم يعطه دراجته النارية الجبلية ( متور) جبلي ضخم (متوسكل) فأجهزعليه بين يدي امه وسال دمه على ثوبها، وليس ضد اهل العقيد حسان الشيخ المغدور الذي قُتل بيد سليمان الأسد وهو أبن عم بشار الاسد وذلك بسبب خلاف على أفضلية المرور. يبقى الشعب السوري الأصيل أكثر الشعوب إنفتاحا حيث كان قبل عام 2011يعمل أكثر من عشرة ساعات من أجل لقمة العيش وأبناءهم يحملون أعلى الشهادات العلمية ويعملون في دول الخليج لأن أبناء و بنات الضباط الشبيحة ، وأبناء وبنات الوزراء المسؤولين أخذوا مكانهم في وظائف الدولة. وأصبحت سوريا في مهب الريح.
المصدر: سوريا الأمل