جدّد الطيران الحربي الروسي، صباح اليوم الاثنين، قصفه على إدلب شمال غربي سورية، فيما نشر موقع تلفزيون سورية تسجيلاً مصوراً، يوثق لحظة إصابة عائلة سورية بقصف من طائرة أميركية للتحالف الدولي، كان يستهدف شخصاً مجهول الهوية على طريق المسطومة أريحا في ريف إدلب الجنوبي، بينما قُتل طفل جراء انفجار مخلفات حربية من قصف النظام على جبل الزاوية.
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ”العربي الجديد”، إن الطيران الحربي الروسي جدّد اليوم خرق وقف إطلاق النار، مستهدفاً منطقة بمحيط قرية البارة في جبل الزاوية، موقعاً أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.
وتُعدّ هذه الغارة الروسية الأولى منذ بداية الشهر الجاري، في وقت كانت فيه قوات النظام تقصف المنطقة بشكل يومي بالمدفعية والصواريخ.
وقالت مصادر أخرى، لـ”العربي الجديد”، إن طفلاً قُتل جراء انفجار مقذوف من مخلفات قصف النظام السوري على قرية فيلون في جبل الزاوية جنوبي إدلب.
لحظة إصابة عائلة سورية بقصف للتحالف
من جانب آخر، نشر موقع تلفزيون سورية تسجيلاً مصوراً، قال إنه سُجل لحظة إصابة عائلة سورية بقصف من طائرة مسيّرة للتحالف الدولي، كانت تستهدف شخصاً يستقل دراجة نارية على طريق المسطومة أريحا في ريف إدلب الجنوبي.
وذكر موقع تلفزيون سورية أن المقطع صُوّر “من داخل سيارة العائلة التي أصيبت بصاروخ للجيش الأميركي يوم الجمعة الفائت، وقُتل فيه قيادي من تنظيم (حراس الدين)، وتظهر فيه لحظة الانفجار وإصابة عائلة أحمد قسوم بالصاروخ”.
وبحسب موقع تلفزيون سورية، “تظهر في الفيديو الذي كانت تصوّره العائلة من داخل السيارة لحظات ما قبل الاستهداف، حيث كان رب الأسرة أحمد قسوم (53 عاماً) يشغل أغنية لأطفاله، لكنه تجاوز دراجة نارية قبل ثانية من وصول الصاروخ إلى الأرض، وكان المستهدف بالصاروخ يقود الدراجة على طريق أريحا بالقرب من معسكر المسطومة”.
وأجرى الموقع لقاءً مع رب العائلة المصابة والمؤلفة من 6 أشخاص، هم أحمد قسوم (53 عاماً) وفاطمة قرقور (48 عاماً) والأبناء محمود قسوم (15 عاماً) وهبة قسوم (30 عاماً) وبتول قسوم (20 عاماً) ووليد قسوم (10 أعوام).
ووقعت الغارة يوم الجمعة الماضي. وبعد تقارير إعلامية عن إصابة مدنيين، أعلن المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية بيل أوربان أن الجيش الأميركي شن غارة بطائرة مسيرة في سورية، استهدفت زعيماً ومخططاً بارزاً في تنظيم “القاعدة”، مضيفاً في تصريح لشبكة “فوكس نيوز” أن المراجعة الأولية للضربة تشير إلى احتمالية وقوع إصابات بين المدنيين.
وزعم المسؤول الأميركي أن إدارة بلاده تتخذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع استهداف المدنيين، وأنهم يبغضون إصابة المدنيين أو استهدافهم، مؤكداً أنهم سيجرون تحقيقاً كاملاً في الحادثة.
ويذكر أن القوات الأميركية العاملة ضمن التحالف الدولي ضد “داعش” تواجه اتهاماً بارتكاب جرائم ترتقي إلى جرائم حرب، وفق ما أظهره تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” نهاية الشهر الماضي. وتتهم الصحيفة القوات الجوية الأميركية بالتسبب، في مارس/آذار 2019، بمقتل 64 مدنياً على الأقل بغارة على فارين من القصف في منطقة الباغوز شرقي سورية.
الطيران الروسي يواصل غاراته على البادية
إلى ذلك، واصل الطيران الحربي الروسي، اليوم الاثنين، غاراته على مناطق متفرقة في البادية السورية، حيث شنّ منذ الصباح أكثر من 15 غارة على أهداف غير واضحة، بحسب ما نقلته مصادر لـ”العربي الجديد”. وذكرت المصادر أن معظم الغارات كانت في بادية الشولا جنوب غرب دير الزور، وترافقت مع عمليات تمشيط بري تجريها قوات النظام ومليشيات الدفاع الوطني ضد خلايا تنظيم “داعش”.
تظاهرات ضد “قسد” في ريف دير الزور
من جهة أخرى، تظاهر مئات من الأهالي، اليوم الاثنين، في قرية أبو حمام وبلدة غرانيج ومدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، شمال شرقي سورية، احتجاجاً على إدارة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) المنطقة، في حين اقتحم مسلحون مجهولون مقر بلدية البصيرة وطردوا الموظفين منه وحطموا محتوياته، واعتقلت “قسد” مجموعة من الشباب في مناطق متفرقة بهدف التجنيد الإجباري.
وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد” إنّ الأهالي في قرية أبو حمام خرجوا بمظاهرة، طالبوا فيها “قسد” بتحسين الواقع المعيشي والإفراج عن المعتقلين من أبناء عشيرة الشعيطات، كما تظاهر آخرون في بلدة غرانيج ومدينة البصيرة للسبب ذاته وطالبوا “قسد” بمغادرة المنطقة.
وشددت المصادر على أنّ المتظاهرين حمّلوا التحالف الدولي مسؤولية الفساد المستشري ضمن إدارات “قسد”، كون الأخيرة تتلقى كافة الدعم المالي من دول التحالف، ومعظم إدارات “قسد” متهمة بالفساد والسرقة والتمييز بين مكونات وأبناء المناطق الخاضعة لسيطرتها.
اعتقالات لـ”قسد” واقتحامات خلايا “داعش”
من جانبها، اعتقلت “قسد” مجموعة من الشباب في ناحية البصيرة ومحيطها، وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أنّ “قسد” نصبت عشرات الحواجز في ريف دير الزور الشرقي، وتلاحق الشباب بهدف التجنيد الإجباري في صفوفها، مؤكدة أن الأخيرة تلاحق الشباب تحديدا من مواليد 1998 وحتى 2003.
وتحدثت المصادر عن اقتحام مسلحين مجهولين مبنى مجلس مدينة البصيرة وبلدية البصيرة التابع لـ”قسد”، حيث طردوا الموظفين منه وقاموا بتحطيم محتويات المبنى من دون التعرض للموظفين بأذى. من جانبه، زعم “المرصد السوري لحقوق الإنسان” أن مقتحمي المبنى هم من خلايا تنظيم “داعش” الذين هددوا الموظفين في حال عادوا للدوام بالقتل.
وفي الشأن ذاته، اتهمت وكالة “سانا” التابعة للنظام السوري “قسد” باعتقال عشرات العمال في العديد من المواقع الإنشائية بمدينة القامشلي في ريف الحسكة، مضيفة أنه جرى اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
ويذكر أن قوات النظام تشنّ، منذ أشهر كثيرة، حملة تمشيط تقول إنها ضد خلايا تنظيم “داعش”، إلا أن هذه الحملة لم توقف الهجمات التي تسفر بشكل متكرر عن مقتل وجرح عناصر من النظام، إضافة لمدنيين.
المصدر: العربي الجديد