يشكو أهالي مدينة الصنمين شمالي درعا، من ضيق سُبل العيش، وانقطاع المساعدات الإغاثية، ما يجعل توفير الاحتياجات أمراً صعباً للغاية، في ظل كثرة التحديات المعيشية من عدم توفر الخبز وندرة المياه وانقطاع التيار الكهربائي، وصولاً إلى محدودية الخدمات الطبية.
ولم يجنِ سكان الصنمين أي ثمرة من التسوية الأخيرة التي أنهت التوتر الذي ساد المدينة مطلع آذار/مارس، إثر محاولة النظام السوري اقتحام الأحياء الغربية التي كان يتحصن فيها مقاتلو المعارضة.
وعلى عكس المتوقع، لم تجد المساعدات الإغاثية طريقاً إلى الصنمين، رغم القدر الكبير من الهدوء الأمني الذي لا يعكره إلا مشاجرات مسلحة تنشب من حين لآخر، بين عائلات داخل المدينة.
وقال مصدر من الصنمين ل”المدن”، إن الأوضاع في المدينة تسير من سيء إلى أسوأ، لأن المدينة لا زالت تعيش ارتدادات فترة التوتر الماضية، فالنظام لا زال يعامل المدينة على أنها منطقة خارجة جزئياً عن سلطته.
وذهب المصدر إلى اعتبار أن التسوية الأخيرة كانت نقمة على المدينة، موضحاً أن “النظام بعد التسوية صار يلاحق الأهالي، ويعاقبهم جماعياً، ويطالبهم بدفع فواتير المياه والكهرباء وخطوط الهواتف الأرضية، وذلك بعد أن استتب له حكم الصنمين كاملاً، بعدما هجّر قسماً من المقاتلين السابقين بالجيش الحر، وسوّى أوضاع القسم الآخر”.
وحول المساعدات الإغاثية التي يوزعها “الهلال الأحمر السوري”، قال: “سيطرة المقاتلين على الأحياء الغربية القريبة من ثكنات النظام العسكرية وحواجزه والتي تُسجل تواجداً للمؤسسات (مركز الكهرباء، المؤسسة الاستهلاكية، مديرية الزراعة، الأفران)، كانت تُجبر النظام على إدخال كميات محدودة من المساعدات الإغاثية، غير أن الأمر اختلف الآن، ولم يعد هناك أي توازن في السيطرة على المدينة، وصار النظام يوجه المساعدات إلى مناطق موالية له”.
الأمر نفسه أكده أبو سارية الحوراني، أحد المقاتلين الذين هُجروا من الصنمين إلى الشمال السوري مؤخراً. وقال في حديث ل”المدن”: “رغم سيطرتنا سابقاً على قسم حيوي من المدينة، لم نتدخل يوماً في عمل المؤسسات المدنية، غير أن نقطة ضعف النظام هي الثكنات العسكرية والحواجز التابعة للفرقة التاسعة، والأمن العسكري”.
وحول الأوضاع المعيشية في الصنمين، قال: “عموماً الجنوب السوري يعاني من أوضاع اقتصادية متردية، والصنمين تعاني أكثر من غيرها، بسبب نقمة النظام وامتعاضه من احتضان الأهالي للثوار من أبنائها”.
وأردف الحوراني، أن الأزمة الأكثر إيلاماً للأهالي، هي فقدان مادة الخبز، نتيجة الآلية الجديدة التي اعتمدها النظام السوري في توزيع مادة الخبز، حيث أتاحت الآلية لثلة من الشبيحة التحكم في عمليات بيع الخبز بشكل مباشر إلى الأهالي.
وكحل بديل يضطر قسم كبير من الأهالي إلى صنع الخبز في المنازل، بوسائل بدائية، نظراً لارتفاع سعر الغاز المنزلي، وعدم توفرها بكميات كافية.
يذكر أن اتفاق الصنمين الأخير، الذي رعته روسيا في مطلع آذار/مارس الماضي، نص على تهجير مجموعة من مقاتلي الجيش الحر سابقاُ إلى الشمال السوري، وتسوية أوضاع البقية، بعد تسليم أسلحتهم.
المصدر: المدن