كثّف النظام السوري الإجراءات الوقائية لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد في حلب، لكن “حملة التصدي” المفترضة لمواجهة الوباء، تضمنت طرقاً بدائية للوقاية من الفيروس، فيما يكتم النظام على أكثر من 100 إصابة بالفيروس في المدينة.
وافتتح النظام المزيد من مراكز الحجر الصحي في المدينة، وتم اتخاذ إجراءات أمنية أكثر صرامة في مواقع الحجر والمشافي لمنع تسريب المعلومات حول أعداد الإصابات والوفيات.
المزيد من الإصابات والوفيات
يبدو أن الإجراءات الوقائية المكثفة في حلب أتت كرد فعل على الزيادة المفاجئة في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا المستجد، وعلى الرغم من ذلك ما تزال حلب خالية من الإصابات بالفيروس في النشرة التي أصدرتها وزارة الصحة في حكومة النظام أخيراً.
مصادر طبية خاصة قالت ل”المدن”، إن عدد الإصابات والحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد في حلب، “زاد عن 100 إصابة”، مضيفةً أن “الأرقام غير دقيقة بسبب التشديد الأمني الكبير، إذ يمنع على كوادر المشافي من أطباء وممرضين وعاملين الإفشاء بأي معلومات عن مراكز الحجر الصحي”.
وأوضحت المصادر أن “مشفى الجامعة في حلب يضم أكثر من 40 إصابة وحالة يشتبه بإصابتها بالفيروس، ومن بين الحالات أطفال ونساء وكبار في السن. أما الوفيات فوصل عددها لأربعة وتولى فريق من العاملين في مكتب دفن الموتى عمليات الدفن ومنع الأهالي من رؤيتهم على الرغم من أن التقارير الطبية المرفقة أكدت أن أسباب الوفاة لم تكن بسبب فيروس كورونا، وغالباً ما تم تسجيلها على أنها أزمات قلبية أو ذات رئة وغيرها من الأمراض المزمنة”.
وأضافت المصادر أن “الأعداد الأخرى من الإصابات والحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس تتركز في مشفى الرازي، والذي سجل فيه وفاة اثنين من المصابين على الأقل”. وأضافت أن “عدداً من الحالات المصابة قد تماثلت للشفاء من الفيروس بالفعل، وتم تخريج عدد كبير من الحالات المشتبه بإصابتها وأثبتت التحاليل أنها سلبية”.
وعن المعلومات المتداولة حول وجود إصابات في صفوف قوات النظام والمليشيات الموالية في حلب، قالت المصادر إن “اللجنة الأمنية والعسكرية في حلب أصدرت قراراً داخلياً يأمر المليشيات بتقليل حركتها ويمنع دخولها إلى المدينة إلا للحالات الطارئة، وذلك بعد أن سجلت عدداً من الإصابات في صفوف مليشيا لواء الباقر المدعومة من إيران”.
إجراءات بدائية
أنشأ مجلس المحافظة في حلب ثمانية أحواض مائية لتعقيم السيارات والشاحنات في المداخل والمخارج الرئيسية في أطراف المدينة، وقال المجلس إنها “خطوة متميزة وتجربة رائدة”، وشهدت الطرق الرئيسية في محيط المدينة ومداخلها انتشاراً لعدد من الفرق الطبية والعيادات المتنقلة لفحص الأشخاص.
مجلسا المحافظة والمدينة في حلب قالا إن “هناك العديد من الإجراءات الجديدة في سياق خطة متكاملة لتعقيم جميع أحياء المدينة، إلى جانب الحملات اليومية لتعزيز سلامة وصحة المواطنين”. في حين قلّل الحلبيون من أهمية الإجراءات التي بدت بدائية وعديمة الفائدة، ولا تعدو كونها محاولات دعائية ضمن “حملة التصدي” المفترضة التي تقودها حكومة الأسد في مواجهة الوباء.
حوض تعقيم السيارات في حلب
ومن المفترض أن تزيد أعداد أحواض التعقيم خلال الأيام القادمة، بسبب سهولة إنشائها، حيث يتم وضع حاجزين من الإسفلت “مطبين” على الطريق تفصل بينهما مسافة 10 إلى 15 متراً على الأقل، ويتم ملء الحوض بالماء، ويضاف إليه معقمات متنوعة، هي في الغالب باللون الأحمر كما بدا في الصور المتداولة بكثرة في أوساط الحلبيين مؤخراً، ويتوجب على صاحب المركبة التي تريد العبور ذهاباً أو إياباً أن يعبر بمركبته من الحوض المائي لتعقيمها.
توزعت أحواض التعقيم في المرحلة الأولى على مدخل حلب الغربي، عند طريق حلب-دمشق الدولي “إم5″، وفي دوار الراموسة، وعقدة الشيخ سعيد، وطريق المطار، ومدخل حلب الشرقي، ودوار الجندول شمالاً، ودوار الليرمون في الشمال الغربي، ومدخل المنصورة في الضواحي الغربية.
مراكز الحجر الصحي
افتتح في حلب مؤخراً المزيد من مراكز الحجر الصحي، وتم تحويل مدرستي، محمد حداد، وعدنان المالكي، إلى مراكز صحية، وجهزت المضافة التابعة لمعهد الاقتصاد المنزلي في حلب لتكون مركزاً للحجر أيضاَ، وهي مزودة ب 36 سريراً. مراكز الحجر الصحي المنشأة حديثاً تضاف إلى مجموعة من المراكز المنشأة خلال الأسبوعين الماضيين، أهمها، مركز مستشفى ابن خلدون ومشفى الرازي.
وقالت مصادر خاصة ل”المدن”، إن “مشفى الجامعة وسط المدينة حوله النظام الى مركز حجر صحي رئيسي وسط إجراءات أمنية مشددة. ويضم المشفى العدد الأكبر من الأسرة الموزعة على قسمين، الأول خصص للعزل، والقسم الثاني للعناية الفائقة. ويستقبل مشفى الجامعة جميع الحالات المشتبه بإصابتها بكورونا، والتي يتم تحويلها قسراً من المراكز الصحية في مختلف أحياء المدينة والريف والضواحي، وفي حال كانت الأعداد كبيرة يتم تحويل الإصابات الى مركز الحجر الصحي في مشفى الرازي الحكومي”.
وأضافت المصادر أن “مشفى الجامعة في حلب من أكثر المراكز الصحية رداءة في سوريا من حيث التجهيزات الطبية والنظافة ومختلف معايير العمل الطبي، لذا فإن احتمالات انتقال عدوى الفيروس للإصابات المشتبه بها كبيرة جداً، كذلك تقل فرص الشفاء من الفيروس في ظل الخدمات الصحية المتدهورة في مركز الحجر الرئيس ومختلف المراكز المعلن عنها حتى الآن”.
المصدر: المدن