توعد المتحدث باسم «المصالحة السورية» التابعة للنظام، عمر رحمون، قوات الجيش التركي، بقصف نقاط المراقبة التركية من جانب روسيا وقوات النظام، على أي هجوم جديد بالمسيرات على قاعدة حميميم الروسية في الساحل السوري.
وأشار لـ«القدس العربي» إلى استهداف الطائرات الروسية لمواقع ملاصقة للقاعدة التركية بمحيط بلدة البارة بجبل الزاوية جنوب إدلب، وقال «الرسالة الروسية وصلت لتركيا». وأضاف أن لدى روسيا قناعة كاملة بوقوف تركيا وراء الهجمات بالمسيرات على قاعدة حميميم، قائلاً «أي تهديد للقاعدة الروسية، يعني أن النقاط التركية لن تكون بمأمن».
وعن القصف المدفعي الذي تعرضت له أريحا، الذي خلف عشرات القتلى والجرحى، غالبيتهم من الأطفال، قال رحمون «بدأ الجيش منذ أيام بتمهيد مدفعي وجوي، لعمل عسكري قادم يهدف إلى السيطرة على الطريق الدولي حلب اللاذقية، المعروف باسم (M4) والقصف يأتي في هذا الإطار». وعن المجزرة في أريحا، قال رحمون «لا تفاصيل لدي حول المجزرة، لكن الواضح لي أن روسيا اتفقت مع تركيا في العام 2020، على فتح الطريق الدولي، وروسيا تريد تنفيذ الاتفاق».
وتشكل مدينة أريحا الواقعة على الطريق الدولي، مركز ثقل سكاني كبير ويعيش فيها عشرات الآلاف من المدنيين، والتصعيد فيها ينذر بموجة نزوح كبيرة. وحسب مصادر «القدس العربي» من أريحا، أدى القصف إلى مقتل 13، بينهم عدد من الطلاب، وأكثر من 30 جريحاً، ما أدى إلى موجة ذعر بين صفوف السكان. وإلى جانب حالة الذعر، بدأت الأوساط الشعبية بمطالبة الجانب التركي بتحمل مسؤولياته التي يحتمها عليها دوره «الضامن» عن مسار «أستانة» ومناطق خفض التصعيد.
الصحافي مصطفى النعيمي من إدلب، قال لـ«القدس العربي» إن هدف النظام وروسيا من استهداف مناطق إدلب، هو رفع مستوى التوتر في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية. كذلك، لفت إلى دور إيراني، موضحاً أن «المليشيات المدعومة من إيران، تعتبر أن مشغلها لم يشارك في المسار التفاوضي في مباحثات سوتشي الروسية لذلك تلجأ إلى استهداف المنطقة بشكل مستمر لغاية إيصال رسالة بأن المنطقة ستبقى رهينة القذائف الصاروخية».
وأشار النعيمي إلى تزامن القصف، مع انعقاد جولات المحادثات الدستورية في جنيف، وقال «منذ عقد ويستخدم النظام التصعيد العسكري المتدرج بالتزامن مع مسارات الحل الدولية بداية في جنيف 1، وصولاً إلى مسارات أستانة، حيث يعمد النظام إلى افتعال تفجيرات وهذا ما حدث اليوم في تفجير عبوتين ناسفتين بحافلة مبيت تقل جنود لقوات النظام وتزامن ذلك مع القصف المدفعي والصاروخي الذي تتعرض له مدينة أريحا، بمعنى أن النظام يخلط الأوراق مع البدء بأعمال أي مسار سياسي أو عسكري، وذلك لغاية رفع سقف التفاوض وإضاعة الوقت وتحويل مطالب الشعب المحقة إلى مسار مكافحة الإرهاب والذي بموجبه يبقيه أطول فترة ممكنة على سدة السلطة».
وعن مسؤولية الضامن التركي، قال الصحافي، إن التواجد التركي منذ أن بدأ بنقاط المراقبة وصولاً إلى النقاط العسكرية جاء نتاج تفاهمات سياسية وعسكرية مع الجانب الروسي. وأضاف أن «القوات التركية ترد فقط على الضربات التي تهدد نقاط تمركزها، ويكون الرد وفقاً لقواعد الاشتباك العسكرية المتبعة بين الدول وسبق وأن رأينا الكثير من الردود على قوات النظام والمليشيات الرديفة في جبل الزاوية ومحيط مدينة سراقب وصولاً إلى منطقة الفوج 46 التي تسيطر عليها المليشيات». وحسب النعيمي، فإن الرد جاء من قبل فصائل «الجيش الوطني» المتمثلة بـ»الجبهة الوطنية للتحرير» حيث قصفت الأخيرة مرابض المدفعية التي انطلقت منها القذائف على أريحا.
المصدر: «القدس العربي»