رغم انهيار الاتفاق وتعثر المفاوضات، وصلت حافلة تقل 8 مهجرين من أحياء درعا البلد جنوب سوريا، أمس الأربعاء، إلى مناطق سيطرة فصائل الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية المسلحة في مدينة الباب في ريف حلب شمالاً.
وقال عضو لجنة التفاوض وأحد وجهاء مدينة درعا، أبو علي المحاميد لـ «القدس العربي» إن مهجري درعا وصلوا، الأربعاء، إلى معبر «أبو الزندين» الفاصل بين مناطق سيطرة قوات النظام وفصائل المعارضة قرب مدينة الباب في ريف حلب الشرقي.
واستقبل المهجرون الشرطة العسكرية التابعة للجيش الوطني حيث نقلوا إلى المستشفى لإجراء الفحوص الطبية اللازمة وأخذ مسحات للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا. وذكر «تجمّع أحرار حوران» أن خمسة من المهجّرين الثمانية يتحدرون من خارج محافظة درعا، بينهم عناصر منشقين عن قوات نظام السوري.
وسعياً من لجنة التفاوض لإيجاد حل وتجنب الخيار العسكري، قال المحاميد «ما زلنا نسعى لإعادة إحياء الاتفاق، حيث تشهد درعا اليوم اجتماعاً موسعاً مع الجانب الروسي لمحاولة العودة إلى الاتفاق».
وشرح المتحدث باسم لجنة التفاوض المحامي عدنان المسالمة أسباب انهيار الاتفاق مع النظامين السوري والروسي، حيث كتب على صفحته الشخصية عبر موقع فيسبوك «كنا بصدد اتفاق يجنّبنا الحصار والحرب ويحفظ كرامتنا وأمننا يقتضي بدخول الفيلق مع الشرطة الروسية إلى محيط درعا وبهذا يتوقف القصف نهائياً ثم يتم فتح حاجز السرايا لدخول الناس والخروج منها ويدخل بعدها مخفر الشرطة كما كان سابقا وننتهي من الحالة التي كنا فيها».
واشترط النظام وفق المسالمة مقابل ذلك «أن يخرج شخصان متهمان من قبل النظام بأنهما يشكّلان مجموعة غير منضبطة وبعد وساطة وجهاء عشائر لدى هذين الشخصين وأخذ موافقتهما على الرحيل الطوعي إلا أنهما رفضا الخروج بعد ذلك مما أدى إلى انهيار الاتفاق». وتضمن الاتفاق الذي توصل إليه اللواء الثامن المدعوم روسيا بقيادة أحمد العودة مع النظام السوري في درعا البلد بوساطة روسية، عدة بنود في مقدمتها تهجير عدد من الشبان وعلى رأسهم قياديان نحو الشمال السوري.
وضم البند الأول من الاتفاق نص دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى درعا البلد ووضع نقطة عسكرية تفصل ما بين الأهالي وقوات النظام، ووقف إطلاق النار، وانسحاب قوات الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية التي تحاصر درعا من المنطقة.
وتضمنت المرحلة الثانية، وفقاً للمحاميد، فتح طريق السرايا، حيث تم بالفعل «فتح الطريق وتحضير نحو 10 شباب مطلوبين للتهجير نحو إدلب، عدا شخصين كان النظام قد أصر عليهما بالذات، الأول محمد مسالمة الملقب بـ«الهفو» والثاني مؤيد حرفوش، حيث رفضا التهجير».
وأضاف أن رفض الهفو وحرفوش التهجير أدى إلى توقف الاتفاق ومنع الحافلة من الخروج من درعا، وانسحاب النقطة العسكرية الروسية من موقع تمركزهم». مضيفاً أن «درعا البلد عادت إلى المربع الأول».
تزامناً، رصد تجمع أحرار حوران، استمرار قوات النظام والميليشيات الداعمة لها في استقدام التعزيزات العسكرية إلى مدينة درعا، «حيث شوهد رتل عسكري على أوتوستراد دمشق الدولي يضم 6 دبابات و8 سيارات مزوّدة بمضادات و 4 حافلات تقل عناصر من قوات النظام» وذلك وسط تحليق لطيران الاستطلاع التابع لقوات النظام بأجواء الأحياء المحاصرة في مدينة درعا، واستهداف قوات الفرقة الرابعة أحياء مدينة درعا المحاصرة بقذائف الدبابات.
المصدر: «القدس العربي»