أغلق النظام السوري آخر المعابر باتجاه أحياء درعا البلد، بالتزامن مع استهداف المنطقة بقذائف الدبابات والمضادات الأرضية من قبل قوات الفرقة الرابعة.
ونقل “تجمع أحرار حوران” عن مصدر مطلع قوله إن قوات تابعة لفرع الأمن العسكري في درعا، وأخرى تابعة للفرقة 15، أغلقت حاجز “السرايا” بشكل نهائي أمام الأهالي الراغبين بالخروج من الأحياء المحاصرة (درعا البلد، طريق السد، ومخيمات اللاجئين).
وأضاف أن “الإغلاق يشير إلى نية النظام بالتصعيد العسكري، إذ تعتبر هذه الخطوة هي آخر الإجراءات قبيل تنفيذ أي هجمة عسكرية”، معتبراً أن توقيت الإغلاق جاء للضغط على اللجان المفاوضة للقبول بشروط النظام.
ونفى المصدر ادعاءات النظام بالسعي نحو حل سلمي في المنطقة، مؤكداً أن إغلاق المعبر يثبت سوء نيته، فضلاً عن استمراره في قصف الأحياء السكنية داخل المناطق المحاصرة بقذائف الهاون والدبابات والمضادات الأرضية.
ويأتي تصعيد النظام قبيل ساعات من اجتماع مرتقب بين ضباط روس وممثلين عن لجنة التفاوض في درعا للاستماع إلى مطالب اللجنة، والبحث في إمكانية التوصل لاتفاق مع النظام بشأنه إنهاء التصعيد.
مقترح روسي
ونقلت وكالة “سبوتنيك”عن مصادر مطلعة أن قوات النظام السوري أوقفت عملية عسكرية مرتقبة بأحياء درعا وذلك “استجابة لمبادرة روسية”.
وقالت المصادر إن النظام “أقر وقفاً تاماً وفورياً لإطلاق النار، عقب ورود المقترح الروسي”، مشيرة إلى أن المقترح “محاولة أخيرة للحلول السلمية والحيلولة دون إطلاق عملية عسكرية قد تكون مكلفة، دون الإخلال بحق الرد الحازم على أي اعتداء يستهدف أحياء المدينة أو النقاط الأمنية والعسكرية المنتشرة في ريف المحافظة”.
وأضافت أن المقترح الروسي “يتضمن وضع آلية لحل سلمي لملف المسلحين المتحصنين في حي درعا البلد، وفق برنامج زمني محدد”.
ووفق المصدر، يتضمن المقترح بنوداً عديدة، منها تسليم أبناء الحي أسلحتهم وفق بنود اتفاق المصالحة الذي عقد عام 2018، وخروج المسلحين الرافضين للاتفاق إلى شمالي سوريا.
وأكدت المصادر أن المقترح الروسي “هو آخر الحلول السلمية التي يمكن العمل عليها تفادياً للحل العسكري الذي قد يفرض نفسه في حال عدم امتثال المجموعات المسلحة لبنوده”، مضيفةً أنه “خلال الأيام القليلة القادمة، سيتم اعتماد الحل المتاح لملف درعا البلد بشكل كامل”.
وكان المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن أعرب عن قلقه المتزايد بشأن التطورات في الجنوب السوري. وقال خلال اجتماع مجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية التابعة للمجموعة الدولية لدعم لسوريا، والذي عقد في جنيف، “إن تصعيد وتيرة الأعمال القتالية تسببت في وقوع إصابات بين المدنيين وإلحاق أضرار بالبُنى التحتية المدنية، كما اضُطر آلاف المدنيين للفرار من درعا البلد. كما يُعاني المدنيون من نقصٍ حاد في الوقود وغاز الطهي والمياه والخبز. وهناك نقص في المساعدات الطبية اللازمة لمعالجة الجرحى. الوضع خطير”.
المصدر: المدن