تشهد مناطق عدة شمالي سورية تصعيداً ملحوظاً بين القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني” المتحالفة معها من جهة، و”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) من جهة أخرى، وذلك بعد مقتل جنديين تركيين أمس بصاروخ موجه أطلقته “قسد” باتجاه سيارة عسكرية تركية.
وذكرت وزارة الدفاع التركية، في بيان، أن هجوماً استهدف مركبة عسكرية أثناء توجهها إلى قاعدة في منطقة “درع الفرات”، أسفر عن مقتل جنديين وإصابة اثنين آخرين نقلا إلى المستشفى، مشيرة إلى أنه تم “تحديد مواقع الإرهابيين في المنطقة وقصفها بشكل فاعل على الفور إثر الهجوم”.
وقال مصدر محلي لـ”العربي الجديد” إن الجيش التركي استهدف مواقع لـ”قسد” في قريتي الهوشرية والجات، شمال مدينة منبج بريف حلب. كما استهدفت المدفعية التركية مواقع “قسد” على محاور تل رفعت وناحية شيراوا شمال حلب، والكاوكلي والحصان بالريف الشرقي، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات بين “قسد” ومقاتلي الجيش الوطني على محوري قيراطة وتوخار الصغير قرب منبج.
كما استهدفت القوات التركية بعشرات القذائف مواقع “قسد” في الشيخ عيسى ومحيطها، ومناطق أخرى شمال حلب.
وطاول القصف التركي كلاً من جبل الشيخ عقيل وحزوان، وقرية زويان ورادار والشعالة بريف الباب شرق حلب، قبل أن يتوسع، بمشاركة فصائل “الجيش الوطني”، ليشمل قرى تل المضيق والسد وغول سروج ضمن مناطق سيطرة “قسد”.
وكان الهجوم على الدورية التركية وقع أمس في مدينة الباب، التي تسيطر عليها فصائل “الجيش الوطني” السوري، والتي تعد من أكبر مدن ريف حلب الشمالي والشرقي، وقد سيطر عليها الجيش التركي برفقة “الجيش الوطني” السوري ضمن عملية “درع الفرات” في شهر أغسطس/آب عام 2016.
وذكر “المرصد السوري لحقوق الإنسان”، مساء أمس السبت، أن جندياً تركياً ثالثاً توفي جراء الهجوم المذكور.
ولم يستبعد مراقبون أن تقدم تركيا وفصائل “الجيش الوطني” على عملية عسكرية “محدودة” في بعض مناطق الشمال السوري بهدف إبعاد الدوريات التركية عن مرمى القذائف الصاروخية التي يطلقها مقاتلو “قسد” بين الفينة والأخرى، وتتسبب في إيقاع خسائر بشرية بين الجنود الأتراك.
وقال الناشط أبو عمر البوكمالي، لـ”العربي الجديد”، إن تركيا اعتادت التهديد بعمليات عسكرية برية ضد “قسد” خلال الفترات الماضية، لكنها كانت تتراجع بسبب الممانعة الأميركية أو عدم حصولها على ضوء أخضر “كافٍ” من روسيا، لكن تعرض قواتها لخسائر بشرية متكررة يقوي حجتها بضرورة التحرك عسكرياً لحسم الأمر، طالما أن القوات الأميركية لا تتحرك لردع “قسد”.
وشمال غربي البلاد، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن “هيئة تحرير الشام” خرقت اتفاق وقف إطلاق النار 32 مرة في منطقة خفض التصعيد في إدلب خلال الساعات الماضية.
وذكر نائب مدير مركز التنسيق الروسي في حميميم، اللواء البحري فاديم كوليت، في بيان، أنه “تم تسجيل 32 اعتداء من مواقع تنظيم جبهة النصرة (تحرير الشام) في منطقة إدلب لخفض التصعيد، بينها 19 اعتداء في محافظة إدلب، وثمانية في محافظة اللاذقية، وواحد في محافظة حلب، وأربعة في محافظة حماة”.
يذكر أن قوات النظام السوري، وروسيا نفسها، صعدت في الأيام الأخيرة القصف على إدلب ومحيطها، ما أسفر عن سقوط عشرات المدنيين بين قتيل ومصاب.
إلى ذلك، قتل عنصران من مليشيات القاطرجي التابعة للنظام السوري برصاص مجهولين شمالي محافظة الرقة، التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” الكردية شمال شرقي سورية.
وذكرت شبكات محلية أن مجهولين أطلقوا النار على سيارة تابعة لمليشيا القاطرجي أثناء مرورها على طريق الخالدية – عين عيسى شمال الرقة، ما أدى إلى مقتل عنصر وإصابة آخر بجروح توفي إثرها.
وقد أرسلت قوات “قسد” دورية عسكرية لموقع الاستهداف لمعرفة تفاصيل الهجوم عبر استجواب الأهالي في المنطقة.
المصدر: العربي الجديد