يواصل الفنان السوري الكبير علي فرزات استحضار محطات ومفارقات علاقته مع بشار الأسد، ومشواره في صحيفة (الدومري) الساخرة التي أنشأها.
قبل قيام النظام السوري بإغلاق جريدة (الدومري) عام 2003 جرى لي وللجريدة وللعاملين فيها ضربات إعلامية استباقية من تشهير جرى على وسائل إعلام نظام “الشنترحفانا” ومن خلال الإيعاز للمخابرات بتنظيم مظاهرة مؤلفة من بضع مئات من طلاب الجامعة وآخرين ممن يعملوا كمخبرين، وتجمعوا في ساحة يوسف العظمة (ساحة المحافظة) أمام مجلس المحافظة، وانطلقوا باتجاه شارع الباكستان حيث مقر جريدة الدومري، وكانوا يحملون لافتات مكتوب عليها: “يسقط علي فرزات ويسقط جورج بوش..”
في إحدى مقابلاتي الإعلامية على إحدى الفضائيات قمت بالتعليق الساخر على تلك اللافتات وقلت للمذيع: “أنا لست خائفا أو قلقا من هتافات نظام “الشنترحفانا” ضدّي لأنني أستطيع مجابهتهم.. ولكنني بصراحة انا خفت على جورج بوش المسكين.. وبعد أن تجمع حشد المتظاهرين أمام مكتب الجريدة اتصلت بي مديرة مكتب (بي بي سي) في بيروت كيم غطاس التي حضرت خصيصاً إلى دمشق لإجراء مقابلة معي حول أسباب الحملات الإعلامية الواسعة، والتشهير بي وبالدومري واستعداء الشارع ضدي، وبينما هي أمام مكتبي تنتظر مجيئي للجريدة لإجراء مقابلة، وإذا بها تتصل بي على الهاتف وتنصحني بعدم المجيء خوفاً عليّ بسبب تلك المظاهرة المذكورة المتجمهرة أمام مكتب الجريدة.
بعد قليل أخبرتني بأنها أجرت مقابلة مع زعيم المظاهرة واسمه (عماد)، لتبيان سبب المظاهرة وكان معها محرر بريطاني من قناة الـ(بي بي سي)، حيث سأل متزعم المظاهرة المدعو (عماد) وقال له:
“إنني أرى مظاهرتكم الكبيرة وقد قطعت مسافة كبيرة من ساحة المحافظة إلى هنا دون أن تلقى اعتراضا من الشرطة ورجال الأمن، علما بأنه حسب علمي يوجد قانون حالة الطوارئ الذي يمنع مثل تلك التظاهرات..!! فهل أنتم تتحدون النظام والسلطة وتعبرون عن رأيكم برفض قانون حالة الطوارئ، وتنادون بحرية التعبير ورفض قانون السلطة الحاكمة؟!”.
فأجابها متزعم المظاهرة على الفور وهو يرتجف من الخوف: “لا لا أبدا نحن كل ما هنالك أننا خرجنا بتوجيه أمني..”!.
ذلك آخر ما نقلته لي كيم غطاس وهي تضحك وتضحك وتضحك..
بادرت مباشرة في الاتصال ببشار حسب اتفاقنا منذ البداية فيما إذا واجهت مافيات أو استدعيت من قبل أي فرع من فروع الأمن أو أي مسؤول أو وزير لدى مواجهتي لأي مشكلة تواجهني وتواجه الجريدة.
كل جهودي ذهبت هباء…فكان مدير مكتبه يخبرني في كل مرة أنه في اجتماع أو أنه خارج المكتب، الجملة الوحيدة التي كنت أحلم بها حين ذاك أن يقول لي (خرج ولم يعد).
المصدر: اورينت نت