نظّمت عشرات النساء السوريات العاملات في المنظمات الإنسانية، ومنظمات المجتمع المدني الأربعاء، وقفة احتجاجية في معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا شمالي حلب، لتوجيه رسائل إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لثني روسيا عن استخدام الفيتو بمجلس الأمن في شهر تموز المقبل، لمنع إدخال المساعدات الإنسانية عن طريق معبر باب الهوى شمالي إدلب.
ورعت الوقفة منظمة “تستقل”، بالتنسيق مع وحدة دعم وتمكين المرأة، والحركة السياسية النسوية السورية، ووحدة دعم الاستقرار، والدفاع المدني السوري، ووحدة المجالس المحلية، وبحضور نساء قدمن من إدلب وريفها، ومن مدن ريف حلب الشمالي والشرقي.
ورفعت النساء خلال الوقفة لافتات تتضمن عبارات باللغتين العربية والإنكليزية، تدعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته تجاه نحو 4 ملايين شخص في شمال غربي سوريا، مهددون بالجوع في حال منعت روسيا وصول المساعدات إليهم.
لا تغلقوا شريان الحياة
ومع نهاية الوقفة الاحتجاجية تلت المشاركات بيانا باللغة الإنكليزية، دعا إلى تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود، وتجنيب ملايين المدنيين كارثة إنسانية، لا سيما أنهم يعيشون في ظل أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة.
ووجهت النساء عدة رسائل إلى المجتمع الدولي، حيث كتبن في إحدى اللافتات: “هل تعلمون أن النظام في الأيام الماضية كان يقصفنا؟؟. كيف تفكرون بإدخال المساعدات عن طريقه، هذا النظام هجّر وقتل الكثير منا، هو السبب الرئيسي للحياة المأساوية، إنه ليس معبر، إنه شريان حياة”.
وكُتب في لافتة أخرى “رغبتكم بتحويل المعابر لطرف النظام هو خدمة لمصالحكم السياسية ولمصلحة النظام، وليس لمصلحتنا نحن، العالم كله يعرف هذا الأمر. نعم لاستمرار معبر باب الهوى”.
وقالت ياسمينة البنشي – إحدى منظمات الوقفة – لموقع تلفزيون سوريا: “عندما يكون المعبر هو الأمل الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية ويهدد بالإغلاق، فهنا تكمن المأساة للعوائل التي تعيش وتسد رمقها بهذه المساعدات رغم قلتها، والكارثة الأكبر صمت الدول عن هذه الجريمة”.
وأضافت “إذا توقفت المساعدات الإنسانية التي تسد رمق الكثيرين، ستكون كارثة إنسانية ووصمة عار على جبين العالم”.
وذكرت أن الأطفال في سوريا حُرموا خلال السنوات العشر الماضية من أبسط مقومات الحياة، والواجب أن لا يتم حرمانهم من “آخر أمل بالحياة”.
لا نريد تكرار حصار الغوطة
قالت نيفين الحوتري، إحدى المشاركات في الوقفة: إن نحو 125 امرأة تجمعّن في معبر باب السلامة، في محاولة للضغط على الدول المعنية بالملف السوري، والمجتمع الدولي، لمنع روسيا من استخدام الفيتو الهادف إلى إغلاق معبر باب الهوى أمام المساعدات الإنسانية.
وذكرت “الحوتري” في حديث لموقع تلفزيون سوريا أن معبر باب الهوى يعتبر بمثابة شريان حياة، لكن الفيتو الروسي يهدد بقطعه، ما يعني حصار المنطقة بشكل كامل، على غرار ما فعل نظام الأسد سابقاً في الغوطة الشرقية وداريا وريف حمص الشمالي ودرعا وغيرها من المناطق.
بدورها قالت رئيسة مركز منظمة “تستقل” في بلدة كفرتخاريم بريف إدلب، ناديا عكاشة، إن الهدف من الوقفة، هو إيصال صوت السوريين إلى العالم، لمنع تعرّض 4 مليون مدني شمال غربي سوريا للخطر، إذا ما أُغلق معبر باب الهوى أمام المساعدات.
وطالبت “عكاشة” باسم جميع المدنيين والمنظمات في المنطقة بمواصلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا، عبر معبر باب الهوى، وفتح معابر أخرى مثل “باب السلامة” لذات الهدف.
وأفادت إسلام الحوراني، المهجرة من محافظة درعا إلى الشمال السوري، بأن النساء المشاركات في الوقفة، ينحدرن من مختلف المحافظات السورية، مضيفة أن ما دفعهن للاحتجاج، هو ضرورة منع حدوث سيناريو الغوطة الشرقية وغيرها، في إدلب وما حولها.
وأشارت إلى أن إغلاق معبر باب الهوى أمام المساعدات، يعني حرمان ملايين السكان من المواد الغذائية والأدوية، وغيرها من المواد الضرورية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
وفي 23 من حزيران الجاري أصدرت أكثر من 80 منظمة إنسانية وطبية شمالي سوريا بياناً، طالبت من خلاله الدول الأعضاء في مجلس الأمن بتجديد التزامها بحياد المساعدات الإنسانية وتجديد قرار مجلس الأمن الخاص بالعمليات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال غربي سوريا، كما دعت المجتمع الدولي للقيام بمسؤولياته ومنع تحويل ملف المساعدات الإنسانية والطبية المنقذة للحياة لملف للابتزاز بيد روسيا ونظام الأسد.
يذكر أن روسيا ألمحت مؤخراً إلى نيتها منع تجديد تفويض إدخال المساعدات عبر الحدود من باب الهوى، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لا تتفق مع تقارير الأمم المتحدة وعدد من الدول الغربية حول عدم وجود بديل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا، باستثناء العبور من تركيا.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا