تدخّلت القوات الروسية لحل نزاع دامٍ بين فصائل محلّية من السويداء، ومسلّحي “الفيلق الخامس” المدعوم من روسيا والنظام في درعا، على خلفية استمرار عمليات الخطف المتبادل للمدنيين من المحافظتين الجارتين جنوبي سوريا.
وأوضح مراسل بروكار برس في درعا نقلا عن مصادر محلّية أن القوات الروسية أوعزت للفيلق الخامس بتسليم 6 جثث من عناصر الفصائل المحلية في السويداء، كان قد سحبها بعد اشتباكات مساء أمس. بينما لا يزال المختطفين وهما مدنيان من ريف درعا الشرقي في السويداء رغم مقتل الخاطف.
وذكرت صفحة السويداء 24، أنّ “الهلال الأحمر السوري” سلّم 6 جثث للأمير لؤي الأطرش غربي السويداء بعد نقلهم من مستشفى بصرى الشام.
اشتباكات دامية
في مساء أمس الجمعة دارت اشتباكات استمرّت نحو ساعتين بين فصائل محلّية من السويداء والفيلق الخامس في درعا، على أطراف بلدة القريا بريف السويداء الشرقي، وامتدت إلى أطراف بصرى الشام.
ونقلت صفحة درعا 24 عن أحد قادة الفيلق قوله إنّهم كانوا في دورية لمنع حالات الخطف، إلّا أنّهم تعرّضوا لإطلاق نار، “مما أدى مقتل أحد عناصر هذه الدوريات، وهو الشاب “عبد الرحمن الدوس” وإصابة ثلاثة آخرين جراح أحدهم خطيرة، ونتج عن ذلك نشوب اشتباك عنيف، وتم إرسال تعزيزات عسكرية خلاله من قبل قيادة الفيلق، ومن قبل الفصائل المحلية في السويداء، وسقط نتيجة هذا الاشتباك عدد من أبناء السويداء، على أطراف بصرى الشام، ونُقلت جثثهم إلى المدينة”.
ويتزعم الفيلق الخامس في درعا القيادي السابق في فصائل المعارضة أحمد العودة الذي أجرى تسوية مع النظام وروسيا عام 2018، وأصبح يقاتل إلى جانبهم.
من جهتها قالت صفحة أخبار السويداء 24، إنّ مسلّحين قتلوا مدنيا وأصابوا اثنين آخرين في بلدة القريا بعد أن حاولوا خطفهم، فتوجّهت الفصائل المحلية إلى مكان إطلاق النار لتمشيطه “ومطاردة المسلحين لنتفاجأ بكمين وإطلاق نار من عدة جهات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة”، ووقعوا بكمين نصبه لهم الفيلق الخامس.
مقتل متزعم عصابة الخطف
قالت صفحات إخبارية محلّية إن مسلّحين من الفصائل المحلية وتحديدا “حركة رجال الكرامة” في السويداء، حاصرت مساء أمس منزل يحيى النجم حيث حاصروه إلى أن فجّر نفسه.
واختطف النجم يوم 25 من الشهر الجاري، مدنيين من درعا كانا في القرية بسيارة محملة بالأبقار، وفاوض ذوي المختطفين لإطلاق سراحهما مقابل مبالغ مالية.
وأشارت الصفحات المحلية إلى أن مقتل النجم وهجوم الفصيل عليه كان قبل وقوع الاشتباكات بين الفصائل والفيلق.
النظام حيادي!
ونقلت الصفحة التي تغطي أخبار المحافظة عن مصادرها أن حواجز النظام السوري العسكرية المنتشرة بالقرب من مكان الاشتباك الذي دار أمس، “وقفت على الحياد ولم تتدخل مع أي طرف”.
كما نفت أن تكون قوات النظام قاتلت إلى جانب الفصائل المحلية، في حين أشارت إلى مشاركة قوات من أبناء المنطقة منضمّة لميليشيا “الدفاع الوطني” في الاشتباكات بشكل غير رسمي.
تحذير من “فتنة كبرى”
حذّر أهال من درعا والسويداء من الانزلاق إلى الفتنة بين المحافظتين الجارتين، سيّما بعد وقوع قتلى وجرحى وإثارة النفوس على مواقع التواصل الاجتماعي بخطاب تحريضي.
ودعت صفحة “درعا 24” الأهالي إلى “التحلّي بالصبر وعدم التسرّع بإطلاق الأحكام والبعد عن الخطاب الطائفي التحريضي، الذي ربّما يصب في خلق نزاعات غير موجودة أساساً بين المحافظتين، ولكن هناك يلعب على خلقها، ولكن على مرّ الزمن أثبت الأهالي في السويداء وحوران، أنهم أكبر وأوعى من كل مثل هذه المحن والفتن”.
كما ذكرت “السويداء 24” أنّها “رصدت مجموعة صور للضحايا من أبناء المحافظة، كان “الفيلق الخامس” قد أرسلها إلى السلطات السورية، لتبدأ بعض الشبكات باستغلال الصور ونشرها للتحريض على اقتتال داخلي بين أبناء المحافظة، دون أي إشارة منها إلى ما ارتكبه الفيلق الخامس الذي يقاتل إلى جانب روسيا والحكومة السورية”.
روايتان وتبادل اتّهمات
بينما تقول البيانات الصادرة من السويداء إن الشبان الذين اشتبكوا مع قوات الفيلق الخامس “لبوا نداء الاستغاثة للدفاع عن مزارعي المنطقة وحماية أراضيها” واصفين الفيلق بأنّهم “غزاة معتدين”، تقول بيانات من بصرى الشام في درعا إنّ ” دورية على الطريق الواصل بين مدينة بصرى الشام وقرية القريا كانت مهمتها منع عمليات الخطف و قطع الطريق على أي عمل استفزازي آخر، ليتم إطلاق النار على الدورية بكمين كان قد وضع لهم”.
وجاء في بيان صادر عن الشيخ موفق طريف الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، أنّه أجرى اتصالات مع الخارجية الروسية لتدخل قيادات الجيش الروسي في جنوب سوريا لإعادة المخطوفين قبل تدهور الأوضاع أكثر مما هي عليه الآن وطالبهم بالعمل الفوري على إعادة الأمن والأمان الى المنطقة ولجم كل المعتدين مسببي القلاقل والمناوشات”.
في حين نشرت صفحات وحسابات موالية للفيلق الخامس الذي يتمركز في بصرى الشام بريف درعا، بياناً جاء فيه “ونحن الآن في حوران ما زلنا نلتمس الخير و الكرامة من أهلها في السويداء أن يضعوا حداً لهؤلاء المأجورين العاملين على الفتنة و أن يتم إطلاق سراح المخطوفين و إعادة المسروقات و كل ما تم سلبه و أن يكون الصوت العالي هو صوت الرجال”.
ويرى متابعون أن النظام السوري يقف على الحياد انتقاما من السويداء التي ترفض الخدمة الإلزامية في صفوف قواته وتمنعه من سوق أبنائها، ومن درعا التي لا تزال تشهد مظاهرات ضدّ النظام واغتيالات واشتباكات مع قواته.
المصدر: بروكار برس