يوماً بعد يوم تترسخ مأساة العرب بسبب غياب الدور الشعبي الفاعل بالأحداث التي تجري في ساحات أمتنا العربية وخاصة فلسطين، فكل معاركنا مع اعداء الأمة معارك قادتها الأنظمة بعيداً عن ارادة الشعب العربي،فالأنظمة هي من تقرر تاريخ بدء المعارك وانتهاءها،وهي من تفاوض وتبرم الاتفاقيات مع الأعداء وعلى الشعب أن يرضخ للنتائج حتى ولو كان ذلك بعيداً عن مصلحته.
هكذا كان الأمر في كل معاركنا مع الصهاينة إضافة لاتفاقيتي كامب ديفيد ووادي عربة واتفاقيات التطبيع الأخيرة حيث بقيت اتفاقيات بين العدو والأنظمة لم يتجاوب معها الشعب وبقي بعيداً عن مسارها ونتائجها.
ان ما جرى ويجري من مواجهات في القدس وغزة بين الاحتلال والفلسطينين كان يمكن أن يكون فاتحة لبداية حرب تحرير شعبية لدحرالإحتلال الصهيوني لو كان شعبنا العربي في أقطاره يملك الإرادة الفعلية لمشاركة اشقاءه في ثورتهم ضد الصهاينة ،فالفلسطينيون وحيدون في معركتهم ضد الاحتلال تتحرك شعوب الأرض لنصرتهم بينما يلفالصمت الشارع العربي رغماً عنه فلا أحد يجرؤ حتى على تنظيم تظاهرة تأييد دون رخصة من السلطات .
هكذا واقع الحال في وطننا العربي، ولا مجال لتغيير هذا الواقع الأليم الا بتحرير الارادة الشعبية العربية ،فلا كرامة لنا ولاخلاص من المستعمر الصهيوني واستعادة فلسطيننا الا باستعادة ارادة شعبنا العربي ووضع حد لأنظمة ديكتاتورية حكمتنا بالحديد والنار عقوداً من الزمن رافعة شعار تحرير فلسطين وكانت سبباً في بقاء الصهاينة واحتلالهم أراضٍ عربية جديدة خارج حدود فلسطين ،وعندما يتحقق ذلك فلن يكون الفلسطينيون كما هم الأن وحيدين في معركتهم بل ستكون الجماهير العربية كلها وساحات الأمة في خدمة المشروع التحرري وسيكون النصر حليفنا لامحالة.
الحرية لشعبنا العربي المكبل ،عاشت فلسطين حرة عربية وعاش كفاح شعبنا الفلسطيني ،ولابد أن يأتي اليوم الذي نكون فيه جميعنا في ساحات القتال ضد أعداء الأمة رغماً عن ذيول الصهاينة أنظمة القمع والاستبداد.
المصدر: كل العرب