احتفلت روسيا، الأحد، بـ”عيد النصر الروسي” في قاعدة حميميم الجوية الروسية بمحافظة اللاذقية، غربي سورية، وذلك بمشاركة عناصر من قوات النظام السوري، ترأسهم وزير الدفاع في حكومة النظام العماد علي أيوب.
وقالت وكالة” ريا نوفستي” الحكومية الروسية إن أكثر من 200 شخص سوري شاركوا لأول مرة في “مسير الفوج الخالد” في قاعدة “حميميم الجوية.
وذكرت وكالة أنباء النظام “سانا” أن العماد علي عبد الله، وزير الدفاع، ألقى كلمة في الاحتفال هنأ فيها الجانب الروسي وأكد على العلاقات المتينة التي تجمع الطرفين.
كما تضمن الاحتفال، بحسب المصدر ذاته، عرضاً عسكرياً باستخدام أسلحة تعود للحرب العالمية الثانية، وألبسة ومعدات تشابه مثيلتها في تلك الفترة، وشاركت 6 مروحيات عسكرية من جيش النظام في العرض الجوي، فضلا عن مشاركة من الكلية البحرية السورية.
وتحتفل روسيا سنويّاً في التاسع من أيار/مايو بذكرى انتصارها على الألمان في الحرب العالميّة الثانيّة، حيث تجرى عروض عسكريّة في العديد من المدن الروسيّة، لتكريم حوالي عشرين مليون سوفييتي قُتلوا خلال الحرب.
وتشهد قاعدة حميميم العسكرية الروسية في اللاذقية احتفالات دورية بالمناسبات الروسية، حيث سبق أن أجرى الجنود الروس في القاعدة تدريبات استعراضية تمهيدا للاحتفال بعيد النصر أواخر نيسان/ إبريل الماضي.
كما أقامت قاعدة حميميم سابقا نصباً تذكارياً لمقاتلين روس في سورية، كما التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أواخر عام 2017 رئيس النظام السوري فيها.
وحول دلالة احتفال روسيا بعيدها في قاعدة حميميم ومشاركة مسؤولي النظام به، رأى الدكتور إبراهيم الجباوي، عضو هيئة التفاوض السورية عن وفد المعارضة، في حديث مع “العربي الجديد”، أن روسيا “تسعى لبعث رسائل إلى دول العالم تؤكد فيها أن قاعدتها العسكرية في سورية هي أراض روسية”، كما شبه الأمر بما يحصل بأيام “الانتداب” التي تسيطر فيها “الدول المحتلة على قرارات الدول المستعمرة”، وبالتالي، فإن روسيا تؤكد للعالم أنها “القائمة بالأمر السوري وعلى الجميع التفاوض معها”.
من جانبه، قال منسق فريق قانون عقوبات “قيصر” في الائتلاف الوطني عبد المجيد بركات، لـ”العربي الجديد”، إن روسيا، منذ تدخلها العسكري في سورية في عام 2015، أصبحت تعتبر أن الأراضي السورية “محتلة من قبلها، تمارس عليها معظم أشكال السيادة وتتحكم بمعظم مفاصل الدولة بمختلف الأصعدة السياسية منها والعسكرية، وهي بذلك تغيب سلطة النظام على أراضيه”.
وأضاف أن احتفال روسيا بـ”عيد النصر” هو “تتويج لهذه السيادة الروسية، من خلال إقامة احتفال في دولة خارجية لم تكن يوما طرفا من أطراف النزاع بين الروس والنازيين، ورأى أن هذا الاحتفال يشكل خرقا للاتفاقيات والبروتوكولات الدولية”.
كما يحمل الاحتفال، وفق بركات، رسائل داخلية للنظام بأنه ما زال يحتاجها، ورسائل خارجية تؤكد فيها موسكو أنها طرف أساسي في الحرب السورية.
المصدر: العربي الجديد