زي النهاردة من عامين وتحديدا في 16مايو 2019تسلمت اسرائيل عبر واسطة روسية رفات اشهر جاسوس إسرائيلي اعدم في سوريا عام 1965لكن من هو هذا الجاسوس الذى ظلت اسرائيل تنتظر جثه رغم مرور كثر من 54عام على اعدامه فهذه قصة اخرى بدأت تفاصيلها في عام 1965لما بثت المخابرات السورية رسالة لاسلكية للمخابرات الإسرائيلية عبر جهاز لاسلكي ضبط مع عميل اسرائيل نصها “انتباه.. إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس المخابرات السرية في تل أبيب: كمال وأصدقاؤه ضيوفنا في دمشق، قريبا ستعرفون مصيرهم.. الاستطلاع السوري. انتهى”.
لكن من هو كمال؟
في بداية الستينيات تم زرع العميل “ايلي كوهين” في سوريا الذي رشح إلى منصب نائب وزير دفاع في سورية .
إيلي كوهين يهودي من مواليد مصر. قام بتشكيل مجموعات الشباب الصهيوني في مصر والتي تشكل الطابور الخامس بالنسبة لإسرائيل في مصر. ساعدت هذه المجموعات الموساد في عمليات تهريب اليهود المصريين وفي بعض الحالات ارغامهم ــ وكان له دور فعال في عملية “لافون”، ولذا اختفى فترة أثناء فشل العملية المذكورة، لكن أجهزة الأمن المصرية تمكنت من اعتقاله وحكمت عليه بالسجن ثم أبعد إلى خارج مصر عام 1956، لكنه في 12 فبراير عام 1956 حصل على وثائق المواطنة الإسرائيلية وأوكلت له مهمة جديدة في صفوف الموساد. وبعد فترة ظهر في القدس باسم تاجر فرنسي يدعي “مارسيل كوفان” وهو من مواليد مصر. فالوثائق كانت نظامية تماما حيث إنها سرقت قبل ذلك الوقت بأسبوعين من الشخص الفرنسي المذكور وهو رجل أعمال فرنسي من مواليد مصر. كان وجوده في القدس بمثابة اختبار له من قبل رئيس الموساد، وبعد عام قرر رئيس الموساد أن كوهين أصبح جاهزًا للعمل بشكل جدي أكثر. وأوكلت عهدته إلى شخص يدعي ادرويشب بحيث أشرف على اعداده فترة طويلة ليقوم بمهمة المستقبل.
وهكذا ظهر “كوهين” بداية في جامعة القدس باسم الطالب الشيخ محمد سلمان الذي يدرس المذاهب والشريعة الإسلامية وذلك استعداد لإرساله إلي سوريا، وانتهى الفصل بظهور المدعو كمال أمين ثابت في بوينس أيريس / الأرجنتين على أنه مواطن سوري من مواليد بيروت، حيث تغلغل المذكور بسرعة في الجمعية الإسلامية في الأرجنتين وأقام علاقات وصداقات مهمة مع متنفذين في الجالية السورية وتمتع بشعبية كبيرة بينهم، لينتقل بعدها إلى سورية حاملا رسائل مهمة من هؤلاء الأمر الذي مكنه من دخول الأوساط الرفيعة في المجتمع السوري ذات النفوذ السياسي الواسع.
دخل دمشق عام 1961 6591عن طريق بيروت، ليبدأ نشاطه مباشرة في سوريا. وفي يناير عام تم إلقاء القبض عليه واعتقاله من قبل رجال الأمن السوريين بعد مراقبة طويلة وثبوت الأدلة علي أنه عميل للموساد. وما إن سمع رئيس الموساد حينها “مائير آميت” بالنبأ حتي أبلغ رئيس الوزراء “ليفي اشكول” في وقت متأخر من الليل،
حيث بث رجال الأمن السوريون بواسطة جهاز اللاسلكي الذي كان بحوزة كوهين العبارة التالية:
“انتباه.. إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس المخابرات السرية في تل أبيب: كامل وأصدقاؤه ضيوفنا في دمشق، قريبا ستعرفون مصيرهم.. الاستطلاع السوري. انتهى”.
أثناء استجوابه وكما فعل من قبل في القاهرة، اعترف “ايلي كوهين” بكل شيء. وبذلك اصدرت المحكمة العسكرية حكما بالإعدام ونفذ في حينها.
صفحة: حمادة إمام