النظام السوري يجدّد خرق وقف إطلاق النار في إدلب

جلال بكور

جدّدت قوات النظام السوري فجر الأربعاء، قصفها على مناطق في شمال غربي سورية، خارقة وقف إطلاق النار، فيما قصف الجيش التركي مواقع لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في ريف الرقة، في وقت زعمت وسائل إعلام موالية للنظام هروب عناصر من “داعش” من سجن تديره “قسد” في منطقة الشدادي.

وقال الناشط مصطفى المحمد لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام قصفت بالمدفعية والصواريخ مناطق متفرقة في قرى وبلدات سفوهن والبارة وكنصفرة وفليفل وبينين والروحية في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، كما طاول قصف مماثل قرية قليدن في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، ما أسفر عن أضرار مادية.

وكانت المنطقة الخاضعة لاتفاق وقف إطلاق النار قد شهدت يوم أمس هدوءًا شبه تام بعد يوم من التصعيد، قتل خلاله ثمانية مدنيين وجرح آخرون جراء قصف جوي روسي وصاروخي من قوات النظام طاول بشكل مركّز مستشفى المغارة في ناحية الأتارب بريف حلب الغربي.

إلى ذلك، جدّد الجيش التركي قصفه المدفعي على مناطق تخضع لسيطرة “قسد”، في قرية الهوشان التابعة لناحية عين عيسى في ريف الرقة الشمالي الغربي. وذكرت مصادر لـ”العربي الجديد” أن القصف أسفر عن أضرار مادية فقط في مواقع تابعة لـ”قسد”. وتشهد خطوط التماس في المنطقة بشكل متكرر قصفاً متبادلاً بين “قسد” والجيش التركي المتمركز إلى جانب “الجيش الوطني السوري” شمال الطريق الدولي.

وفي الحسكة شمال شرقي البلاد، قالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن مجهولين هاجموا المدعو حمود الدهش في حي غويران بالمدينة، مضيفة أن الأخير يشغل منصب رئيس “مكتب الشهداء” بفرع “حزب البعث” التابع للنظام السوري، مؤكدة نجاته من الهجوم وإصابته بجروح طفيفة.

ومن جهتها، زعمت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام السوري أن 11 عنصراً من عناصر تنظيم “داعش” فروا من سجن الصور في الشدادي بريف الحسكة الجنوبي المتاخم لريف دير الزور، الذي يخضع لإدارة كلّ من “قسد” والقوات الأميركية تحت راية التحالف الدولي ضد التنظيم في المنطقة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة دير الزور، قائد الفرقة 17، اللواء نزار الخضر التابع للنظام، أن العناصر فروا من سجن الصور جنوب مدينة الشدادي، بعد حفرهم نفقاً من الحمامات إلى خارج السجن، مضيفاً أن “عملية هروب السجناء الدواعش دفعت الاحتلال الأميركي إلى استنفار حواماته للبحث عنهم، حيث تقوم تلك الحوامات بالتحليق في أجواء المنطقة بشكل منخفض”.

وكانت السجون التي تديرها “قسد” قد شهدت سابقاً عمليات استعصاء ومحاولات هروب من قبل عناصر تنظيم “داعش” المحتجزين فيها، وكانت القوات الأميركية قد نقلت أيضاً في وقت سابق العديد من السجناء من الحسكة إلى قواعدها في العراق.

وقالت مصادر محلية إن “قسد” عززت مساء أمس من وجودها في محيط حقل كونيكو للغاز في ناحية خشام بريف دير الزور الشمالي الشرقي، وذلك إثر سقوط قذيفة مجهولة المصدر بالقرب من القاعدة الأميركية في الحقل، وجاء ذلك تزامناً مع احتفالات كانت تجريها “قسد” بمناسبة مرور عامين على إعلانها القضاء على تنظيم “داعش” عسكرياً في المنطقة.

وشهدت سماء المنطقة مساء أمس تحليقاً من قبل طائرات هليكوبتر تابعة للقوات الأميركية، تبعه تحليق أيضاً من طائرات استطلاع من دون تنفيذ أي ضربات في المنطقة.

خسائر للنظام بهجوم في البادية

إلى ذلك، تكبدت قوات النظام السوري خسائر بشرية في اشتباكات مع خلايا تنظيم “داعش” في ناحية كباجب وناحية الشولا بريف دير الزور الجنوبي، ترافقت مع ضربات جوية من الطيران الروسي بالمنطقة.

وقالت مصادر لـ”العربي الجديد” إن خلايا تنظيم “داعش” شنت هجمات متفرقة على مواقع النظام السوري بالقرب من طريق دير الزور دمشق في ريف دير الزور الجنوبي، حيث تركزت الهجمات في ناحيتي الشولا وكباجب، وأسفرت عن وقوع خسائر بشرية في صفوف النظام.

وأوضحت المصادر أن الطيران الحربي الروسي قصف مناطق متفرقة من البادية، ما دفع بخلايا التنظيم إلى التراجع عن الهجوم. ولم يتبين حجم الخسائر التي مني بها التنظيم جراء القصف الجوي، وكانت قوات النظام بدعم روسي قد بدأت منذ شهور بحملة تمشيط ضد خلايا التنظيم، إلا أن الهجمات لم تتوقف.

وبحسب المصادر، يعتمد التنظيم على الهجمات المباغتة ضد مواقع النظام ومليشياته وأرتاله التي تتحرك على الطرق المكشوفة في البادية، وغالباً ما يبدأ التنظيم هجماته بقصف من قذائف صاروخية قصيرة المدى، يليها هجوم بأسلحة رشاشة متوسطة.

ووفق المصادر، فإن الهجوم الأخير أسفر عن مقتل وجرح 15 عنصراً على الأقل من عناصر النظام، ما دفع الأخير إلى طلب مؤازرة من مدينة دير الزور.

ومن جانب آخر، واصلت قوات النظام إغلاق معبر الطبقة الواصل مع مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” (قسد) في ريف الرقة الغربي لليوم الثاني على التوالي، وكان الإغلاق قد حصل أمس بشكل مفاجئ ومنعت قوات النظام الحركة على المعبر ذهاباً وإياباً من دون توضيح الأسباب.

المعارضة تعلن مقتل عناصر من “قسد”

إلى ذلك، أعلن فصيل “فرقة السلطان سليمان شاه” التابع لـ”الجيش الوطني السوري” في بيان له اليوم، مقتل وجرح عناصر من “قسد” في عملية ضدهم على محور قرية الدبس في ناحية عين عيسى بريف الرقة الشمالي الغربي، مضيفاً أن العملية أسفرت عن مقتل وجرح عشرين عنصراً من المليشيا. وكانت مصادر لـ”العربي الجديد” قد أفادت صباح اليوم بوقوع قصف من الجيش التركي على محور قرية الهوشان في ناحية عين عيسى.

بدورها أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تحييد 11 عنصراً من مليشيا “وحدات حماية الشعب” الكردية التي تقود “قسد”، في محور منطقة العمليات بريف الرقة شمالي سورية، مشددة في بيان لها على أنها لن تسمح بتعكير صفو الأمان في المنطقة.

يُذكر أن خطوط التماس في المنطقة على طول الطريق الدولي حلب الحسكة، تشهد بشكل متكرر قصفاً متبادلاً بين “قسد” والجيش التركي المتمركز إلى جانب” الجيش الوطني السوري” شمال الطريق الدولي.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى