مظاهرة ضد “قسد” في الحسكة
واصل النظام السوري، الأربعاء، عمليات التفتيش والتمشيط في مدينة طفس بريف درعا، جنوبي البلاد، في حين قتل عنصر من “قسد” بهجوم جديد لمجهولين في ريف الحسكة، شمال شرقي سورية، كما اندلعت اشتباكات بين مسلحين تابعين لفصائل المعارضة في ريف حلب.
وقال الناشط محمد الحوراني لـ”العربي الجديد”، إن قوات النظام واصلت، اليوم، عمليات التفتيش التي بدأتها أمس في مزارع جنوب مدينة طفس بريف درعا الغربي، تطبيقا للاتفاق الذي توصلت إليه مع اللجنة المركزية التي تضم قياديين سابقين في المعارضة المسلحة ووجهاء محليين.
وبحسب الحوراني، فإن قوات النظام تقوم بالتمشيط بإشراف عناصر محلية من مجموعات التسوية مع النظام ووجود أصحاب المزارع المعنيين بها، إضافة إلى مندوبين عن “اللجنة المركزية”، وقعوا على الاتفاق.
وينص الاتفاق على عدة بنود، من أبرزها تسليم السلاح المتوسط الذي ظهر أخيرا خلال مواجهات مع النظام، فضلا عن تفتيش المزارع ومقرات تابعة لـ”القيادي السابق في الفصائل المحلية” خلدون الزعبي، وعدم اعتراض أي مدني أو اعتقال أي شخص خلال عمليات التفتيش، وإعادة تفعيل دائرة الأحوال المدنية في مخفر مدينة طفس التابع للنظام.
إلى ذلك، قالت مصادر لـ”العربي الجديد”، إن مجهولين هاجموا مجندا عراقي الجنسية يعمل ضمن مليشيا “قوات سورية الديمقراطية” في مخيم الهول بريف الحسكة، ما أدى إلى مقتله، مضيفة أن قوات الأمن التابعة لـ”قسد” داهمت مكان الحادثة في القطاع الثالث من المخيم واعتقلت عدة أشخاص.
وفي غضون ذلك، سير الجيش الأميركي دورية على الطرق الرئيسية بين حقول النفط والقرى الخاضعة لقسد في ناحية المالكية بريف الحسكة. ويأتي تسيير الدورية في إطار الإجراءات الأمنية التي تتخذها القوات الأميركية في المنطقة بهدف حماية قواعدها.
العثور على مقبرة جماعية جديدة بالرقة
من جانب آخر، ذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، أن “فريق الاستجابة الأولية” التابع لـ”قسد” واصل عمليات البحث في المقبرة الجماعية التي تم العثور عليها في حي الرومانية، غربي مدينة الرقة، يوم أمس الثلاثاء.
وقال قائد فريق الاستجابة ياسر الخميس، في تسجيل مصور، إن الفريق بدأ بانتشال الجثث من المقبرة التي عثر عليها في حي الرومانية، في مدينة الرقة، بعد معاينة المكان من فريق الطب الشرعي، وأشار إلى أن هذه المقبرة هي الثامنة والعشرون التي يتم اكتشافها في المحافظة.
وتوقّع الخميس أن يصل عدد الجثث الموجودة في الحفرة إلى 15، وأشار إلى أن فريق الطب الشرعي تلقّى بلاغاً من الأهالي بفقدان 10 أشخاص في المنطقة ذاتها التي عثر فيها على المقبرة.
عدد الجثث الموجودة في الحفرة يصل إلى 15
وبدوره، قال الناشط أحمد الشبلي المهتم بتوثيق أحداث محافظة الرقة، لـ”العربي الجديد”، إن هذه هي المقبرة الأولى التي تكتشف في عام 2021، وأكّد أن الجثث التي تمّ استخراجها من المقبرة الجديدة متحللة ومفككة ويقوم فريق الطب الشرعي بالتعامل معها بالإمكانيات المتوفرة.
وأشار الناشط إلى أن عدد الجثث التي تمّ العثور عليها منذ سيطرة “قسد” على المحافظة عام 2017 تجاوز الستة آلاف، معظمها تعود لمدنيين قتلوا على يد تنظيم “داعش” وإبان المعارك التي شهدتها المنطقة.
وتقول حملة “الرقة تذبح بصمت”، التي يقوم عليها ناشطون وموثّقون من الرقة، إنّ معظم الجثث تعود لمدنيين لقوا حتفهم جراء قصف التحالف الدولي و”قسد”، بمئات الغارات الجوية وآلاف القذائف المدفعية، لمدينة الرقة، في عام 2017.
بينما تتهم “قسد” تنظيم “داعش” بإعدام مدنيين قبل خروجه من المدينة، ودفنهم في مقابر جماعية، لكن هناك اتهامات للتحالف الدولي و”قسد” أيضاً بقتل آلاف المدنيين أثناء الحملة التي شنّاها بهدف السيطرة على المدينة.
وفي ريف حلب، تحدثت مصادر “العربي الجديد” عن وقوع اشتباكات بين مسلحين من فصائل المعارضة السورية المسلحة المنضوية في صفوف “الجيش الوطني السوري”، مضيفة أن الاشتباك وقع بين عناصر من فصيل “الحمزات” وفصيل “الجبهة الشامية”.
وبحسب الأنباء، أسفرت الاشتباكات عن وقوع جرحى من الطرفين وجاءت على خلفية خلاف على مرور سيارة على حاجز للجبهة في منطقة بزاعة التابعة لناحية الباب. وشهدت المنطقة سابقا عدة حوادث مشابهة خلفت خسائر بشرية.
النظام يجدد القصف على إدلب
وجدّدت قوات النظام السوري، عصر اليوم الأربعاء، قصفها المدفعي على منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، فيما خرجت مظاهرة ضد “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، في مدينة عامودا بريف الحسكة تنديداً باعتقال الأخيرة مجموعة من المعلمين.
وقال الناشط مصطفى المحمد إن قوات النظام السوري جدّدت القصف، اليوم، على بلدة البارة ومحيطها في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، وذلك لليوم الثاني على التوالي، موقعة أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين، وكان قصف مماثل قد طاول المنطقة ذاتها مساء أمس وأسفر عن مقتل امرأة وإصابة مدنيين بجروح.
وذكرت مصادر من المعارضة السورية المسلّحة لـ”العربي الجديد”، أن مقاتلي المعارضة قابلوا قصف النظام باستهداف مدفعي لمواقعه في محور سراقب، شرقي إدلب، وفي محور الملاجة بريف إدلب الجنوبي، مضيفة أن الاستهداف نجم عنه تحقيق إصابات مباشرة في موقع للنظام.
وقالت المصادر إن معاودة خرق وقف إطلاق النار من قبل النظام جاءت تزامناً مع سير قوات من الجيش التركي على الطريق الدولي حلب – اللاذقية، حيث يعمل الجيش التركي على رصد الطريق وتركيب كاميرات وإزالة عوائق، تزامناً مع تعزيز قواته في المحارس التي أنشأها أخيراً في محيط الطريق.
مظاهرة ضد “قسد” في الحسكة
من جانب آخر، خرج سكان وناشطون في مظاهرة ضد مليشيات “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، في مدينة عامودا بريف الحسكة احتجاجاً على اعتقال “قسد” خمسة من المعلمين العاملين في المدينة، وذلك بتهمة إعطاء دروس لطلاب وفق المناهج الدراسية المتبعة من حكومة النظام.
وقالت مصادر “العربي الجديد” إن “قسد” تفرض مناهج معينة تروّج لأفكار محدّدة مرتبطة بأجندة “حزب الاتحاد الديمقراطي” الكردي، المتهم بالسعي إلى إنشاء كيان انفصالي في شمال شرقي سورية.
وذكرت مصادر أن “قسد” اعتقلت طفلاً يبلغ من العمر 17 عاماً في مدينة الحسكة، يدعى محمود عادل حسن، وذلك بهدف تجنيده في صفوفها، مضيفة أن الطفل نقل إلى أحد المعسكرات التابعة لـ”قسد”، فيما يسعى ذووه إلى استعادته.
ويأتي ذلك على الرغم من أن “قسد” أعلنت سابقاً إطلاقها العديد من الأطفال وإعادتهم لذويهم بعد تجنيدهم في قواتها، وذكرت أنهم جاؤوا طوعا للانخراط في صفوفها، وهو ما ينفيه سكان محليون، مؤكدين أن “قسد” تجنّد الأطفال قسراً.
وفي دير الزور، نفذت “قسد” بالتعاون مع قوات التحالف الدولي مداهمة لأحد المواقع في بلدة الرز بريف المحافظة الشرقي، وقالت مصادر “العربي الجديد” إن المداهمة كانت بهدف إلقاء القبض على أحد عناصر تنظيم “داعش”، إلا أن الأخير تمكّن من الفرار.
ونفذت “قسد” بالتعاون مع قوات التحالف الدولي سابقاً العديد من العمليات المشابهة، حيث اعتقلت مئات الأشخاص بتهمة الانتماء إلى تنظيم “داعش”.
المصدر: العربي الجديد