تعيش محافظة درعا جنوب سوريا حالة من الحذر والترقب في الآونة الأخيرة، عقب أحداث مدينة طفس التي حاول فيها نظام بشار الأسد اقتحام المدينة، بالتزامن مع تردي الأوضاع الأمنية بشكل خطير.
وعلى الرغم من المفاوضات المستمرة بين ممثلي الأهالي في درعا وممثلين عن النظام، إلا أن تحركات قوات النظام وحشوده العسكرية والميدانية لا تزال مستمرة، وقد استغلت الفرقة الرابعة جولات المفاوضات الأخيرة بين اللجنة الأمنية للنظام واللجنة المركزية في المنطقة الغربية لمحافظة درعا لتبسط سيطرتها على مناطق جديدة هناك.
ووفقاً لمصادر خاصة ل”المدن”، فقد اقتحمت الفرقة الرابعة مزرعة الأبقار وجامعة درعا ومصلحة النحل ومديرية الري والثانوية الزراعية والمعهد الزراعي لتحكم السيطرة على الطريق الواصل بين اليادودة والمزيريب، جنوب شرقي طفس.
على الصعيد نفسه، وفي محاولة من النظام لتهيئة الرأي العام وللضغط على اللجنة المركزية، فقد دعا ممثلو اللجنة الأمنية في درعا إلى اجتماع في شعبة حزب البعث بمركز المدينة مع أعيان المحافظة وأعضاء الحزب لبحث الأوضاع الخدمية في المحافظة.
وذكرت مصادر محلية مطلعة أنه تبين أن الهدف من الاجتماع تحريض “الحاضنة الشعبية” وإعطاء الضوء الأخضر للفرقة الرابعة والميليشيا المرافقة لها لاقتحام مدينة طفس في ريف درعا الغربي.
وأثار هذا الاجتماع حفيظة أحد أعيان مدينة درعا المدعو أبو علي المحاميد مما دفعه للتأكيد على رفض هذه الخطوة قائلاً: “في عام 2011 هدّد هشام اختيار (رئيس مكتب الأمن القومي في حزب البعث) بسحق المحافظة، ومات اختيار وبقيت حوران صامدة”. وأضاف خلال الاجتماع، “عندما تحكم بالعدل سيكون الأمن موجوداً، من دون الحاجة للسلاح والحملات العسكرية، يكفيكم شعارات وهتافات فأنتم أمّة منافقة”.
وفي السياق، يقول مقاتل سابق في الجيش الحر ل”المدن”، إنه حتى الآن “لا يوجد قرار باقتحام طفس أو غيرها من قبل النظام، لكنه ينوي ذلك حتماً ويؤخر التنفيذ فقط لأن الوضع الحالي لا يناسبه”. وأشار إلى أنه “في الفترة الماضية حَشد النظام للاقتحام بشكل كبير لكن لم تتم الحملة، فتوجه إلى التحشيد الشعبي ليحصل على غطاء جماهيري يظهر من خلاله أن هدفه حماية المدنيين من الإرهابيين والعصابات المسلحة، وهو السبب الرئيسي للاجتماع الأخير في مقر الحزب”.
وتابع المقاتل أن “المفاوضات لا تزال مستمرة بين النظام واللجنة المركزية في المنطقة الغربية، لإنهاء الملف سلمياً، بينما النظام يصرّ على تهجير 6 أشخاص وتفتيش المنطقة ويطالب بالسلاح الذي ظهر في مقاطع مصورة أثناء الخلاف الأخير بين عشيرتي كيوان والزعبي”. وأشار إلى أن اللجنة المركزية “تتمسك بشروطها على رفض إنهاء الملف عسكرياً وتهجير الأشخاص الستة الذين كفلتهم عشائرهم باستثناء القيادي أبو طارق الصبيحي”.
وقال المقاتل إن تسريبات حصلت عليها اللجنة من بعض المقربين من النظام، تفيد بأن “المجتمع الدولي يمنع شن غارات للطيران الحربي في الجنوب السوري، وأن تحليق الطيران العسكري في المنطقة الغربية قبل أيام كان هدفه إرهاب أهالي المنطقة والضغط على أعضاء اللجنة المركزية، ليحصل النظام على أكبر قدر ممكن من المكاسب والتنازلات.
يذكر أن النظام يفرض حصاراً على طفس منذ بدء الحملة حيث إن غالبية المدنيين محرومون من الطحين والمواد الغذائية، كما تشهد المدينة حركة نزوح إلى البلدات القريبة منها، في ظل مخاوف من تنفيذ النظام وروسيا تهديداتهما بقصف المناطق السكنية، جراء رفض الاهالي تهجير عدد من أبناء المنطقة، يتهمهم النظام بالانتماء إلى تنظيم “داعش”.
المصدر: المدن