منهل السراج روائية سورية متميزة، عصي الدم روايتها الثالثة التي أقرأها لها، بعد جورة حوا، وكما ينبغي لنهر. الروائية من حماة السورية، مسكونة بمدينتها وما حدث فيها منذ أحداث الثمانينات من القرن الماضي، حيث قمع النظام السوري المستبد للقوى المعارضة السورية الديمقراطية، والصراع مع الإخوان المسلمين، وما فعل النظام في مدينة حماة وناسها ذلك الوقت.
عصي الدم رواية منهل السراج التي نشرتها بعد اندلاع الثورة السورية بسنة أي في ٢٠١٢م. وكأن الثورة السورية على نظام الاستبداد كان الضوء الأخضر لكاتبتنا منهل السراج لتبوح بما تعرف شخصيا وما تناهى لها من وقائع أُريد لها ان تذهب للنسيان عن ما حصل في حماة ابان احداث الثمانينات حيث الصراع بين النظام والإخوان المسلمين، حيث انعكس ذلك على سورية كلها تنكيل بكل القوى السياسية بما فيها القوى الوطنية الديمقراطية، وقتل الكثير من الشعب والاعتقالات وتدمير الكثير من أحياء حماة فوق رؤوس اهلها. عصي الدم شهادة للتاريخ على شكل رواية تتحدث عن الناس في حماة منذ ذلك الوقت وما تلاه من حياتهم وماحصل معهم ومصائرهم الى سنين طويلة.
تعتمد الرواية طريقة السرد المتتبع لشخصيات الرواية، حيث تتقمص ابطالها، وتصبح صوتهم الذاتي وتتبع حياتهم وما يحصل معهم وحولهم، هي رواية تتبع حياة عائلة حموية من حي الحاضر، حيث يقسم نهر العاصي المدينة الى قسمين الحاضر والسوق، الاب من حي السوق والام من حي الحاضر. ومن خلال تتبع هذه العائلة، تلقي الضوء على تلك المرحلة بكل تفاصيلها وخفاياها، ومآسيها.
تتكون هذه الاسرة الحموية من الاب فؤاد الذي يعمل تاجرا في السوق الطويل في المدينة، شريكه في المحل أبو غالب، عنده بيت كبير له ولأسرته، زوجته سعاد منهمكة بشؤون بيتها وأولادها. ثلاثة ذكور الكبير أيمن يتابع دراسته في دمشق، ويليه مخلص والصغير ربيع. كما ان لديها خمسة بنات الكبيرة المتميزة فيهم فداء وتليها سمر وبشرى وغادة أما الصغرى لينا. لكل من افراد هذه العائلة حضور وتميز، بُعد نفسي خاص وواقع حياة وطموح مختلف عن الآخر. تتابع الكاتبة بدأب حياة كل من أفراد العائلة جميعا. الأب فؤاد انسان متنور ميسور ماديا، متفاني مع عائلته، يعمل بكل جهده حيث يجعلهم مكتفين ماديا ونفسيا ويتابعون علمهم، وناجحين ويلبي كل حاجياتهم، كما أنه حريص على خلق جو من الاحترام المتبادل بينهم جميعا. يزرع بهم الاهتمام الثقافي والعلمي، يحضر لهم الكتب والروايات للقراءة من عند احد اصدقائه دوما، يتابع كل من اولاده وبناته بدقة وعلى حدى وبشكل جماعي، لا يترك أمرا في عائلته لا يعرفه، يعمل كل الوقت مع زوجته ان تكون أحوال أولاده وعائلته كلها بخير. أولاده يتدرجون بين الكبير ايمن الذي يدرس الهندسة في دمشق ويليه مخلص الذي درس فرعا ادبيا اما فداء كبرى اخواتها فهي متميزة ومدللة عند والدها، فقد كانت تطمح وتعمل لتنجح في البكالوريا بتفوق لتدخل الطب. كان لكل بنت عالمها الخاص وطموحاتها، كانت اختهم الكبيرة فداء قدوة البعض او مركز حسد وغيرة من بعضهن. غادة كانت معقدة من كونها سمراء وليست جميلة كأخواتها، كما تعتقد أنها لا تلقى الاهتمام والرعاية الكافية مثلهم، كانت منكفئة على ذاتها، تعاني وتكتم داخل نفسها. كذلك معاناة مخلص ايضا من تمييز اخيه البكر ايمن عنه، لذلك كان يعوض عن ذلك بتناول المسكرات، ومتابعة الفتيات على سطح منزلهم، كانت اهتماماته مختلفة، قليل المشاركة العائلية، وبعيد عن التعايش مع أهله. اُعيد للبيت من قبل بعض الاصدقاء في حالة سكر أكثر من مرة. حاول والده معه مرارا نصحه ونوره، نهاه عن هذا الطريق الذي لا يليق به وبالعائلة، يعد والده انه لن يكررها، ويكررها، يضربه والده في احدى المرات، وهذا سيزيد المسافة النفسية بينه وبين أهله. يعتكف في غرفته يدون كتابا فلسفيا لن يرى النور. اما الاخ الاكبر أيمن فقد كان ذا اهتمام مختلف، انه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، التي بدأت بالنشاط مجددا في سورية أواخر سبعينيات القرن الماضي. كان يحضر المناشير معه من دمشق، ويوزعها في حماه سرا. كان والده يعرف واقع ابنه أيمن ويسكت عنه. لم يكن مهتما بالسياسة، لكن الجو العام معادي للنظام الذي أظهر صبغة البعث التي تعني هيمنة لفئة محددة على رقاب الناس، وخيرات البلاد، وعنت سيطرة أغلب الطائفة العلوية على الجيش والأمن، وواقع الاستغلال والفساد والاستبداد والقمع والتنكيل بحق كل مخالف للنظام. كان النظام ورمزه حافظ الأسد يعني الإله الظالم الذي لا يستطيع أحد مواجهته او تحديه. لقد زرع الرعب والخوف في أعماق كل الناس. كانت بداية تحرك الإخوان المسلمين ضد النظام مقبولة في أوساط الحمويين ومنهم الأب فؤاد، خاصة أن ابنه منخرط معهم، طالبه بإغلاق الروضة التي كانت تعمل بها أمه وتدر عليهم بعض المال، وحصل وأغلقت، كان ذلك في بداية تحرك الأخوان عسكريا في سورية. بدأ تحرك الاخوان في حماه بالتوسع عبر رسائل التهديد، ومطالبة البعثيين وأنصار النظام بالتوبة. ثم بدأت بعض عمليات الاغتيال، وكان أيمن مشاركا في أغلبها، بما فيها اغتيال مدير مدرسة يدرس بها اخواته البنات. توسع عمل الإخوان وأصبح امر ايمن قريب للكشف، فقرر التنظيم ارساله الى السعودية حفاظا على حياته. وبالفعل ذهب واستقر هناك فتح عملا وأصبحت أموره المالية جيدة، كان يرسل لأهله المعونات المالية دوما. اما مخلص فقد انعزل عن أهله أكثر وأصبح مدمنا على الخمر ويسعى دوما لإشباع حاجته الجنسية بطرق شتى، القطيعة بينه وبين وسطه العائلي كبرت. كانت البنات على تدرج اعمارهن، بعيدات عن ما يحدث حولهم على المستوى السياسي، كنّ ممتلئات بذواتهن و ما تحلم كل واحدة. لكن الذي حدث بعد ذلك قد جعل الكل منخرطا رغما عن أنفه في ما يحصل في سورية وخاصة في حماه. بدأت أعمال العنف المسلح ضد البعثيين وجماعة النظام تزداد وتتوسع في حماة، وبدأ يظهر اندفاع الشباب الى ذلك، وبدأ يظهر السلاح. كل ذلك دفع النظام الى ارسال جيشه ووحداته الخاصة وسرايا الدفاع، لقمع حماه وشبابها. اندفع اغلب شباب حماة وبتوجيه من الإخوان المسلمين وبحركة طفولية لإعلان الجهاد المقدس، لكن النظام كان قرر مهاجمة المدينة ليحاسب اهلها وينتقم منها، واقترن هذا مع فعل مواز من النظام في حلب وغيرها. حاصر الجيش والأمن مدينة حماة وبدأ باعتقال شبابها الذين كان مصيرهم جميعا القتل، كان الأب فؤاد وزوجته في حلب يتابعون شؤون بناتهم فداء وبشرى التين تدرسان هناك عندما حوصرت حماه وبدأ جمع رجالها وشبابها وقتلهم، وقاموا بتدمير اغلب احيائها وجوامعها. أحياء كاملة سويت بالأرض، السوق الطويل حيث دكان الاب دُمر. الرجال والشباب جمعوا في المدارس قتلوا وحفرت لهم حفر جماعية كبيرة وطمروا فيها. حاصروا حي الحاضر حيث سكن فؤاد وعائلته واعتقلوا مخلص، حيث عذبوه واهانوه كثيرا، وأنقذ حياته افادة مخبر انه يسكر ولا يصلي وانه غير متدين، تركوه ليكون نموذجا للذين سيخرجون في مسيرات إعلامية يحمل صور حافظ الاسد ويردد شعارات الحزب والنظام. ليؤكدوا أن حماة بخير. عرف انه اُنقذ من الموت لكنه عاش ذل حياته الذي لن ينساه. خرج من المعتقل مختل نفسيا أكثر. انتهى شهر شباط من عام ١٩٨٢م حيث حوصرت مدينة حماة وقتل الكثير من أهلها ودمرت الكثير من احيائها، عدد الضحايا حوالي الثلاثين ألفا ويقال أكثر. عاد الأب وزوجته الى بيتهم ليكتشفوا أن ابنهم مخلص بخير والصغير ربيع لم يقترب أحد منه، والبنات بأزمة مما حصل معهنّ، حيث حاول بعض الجنود الاعتداء عليهن جنسيا، لولا دهاء احداهن وادعائها معرفة أحد الضباط الكبار. عاد الأب والأم الى بيتهم في حماة، محاولين ترميم نفسيات أولادهم المنهارة. طلب الأب من ابنه ايمن ان يساعد أخاه مخلص للسفر للسعودية، وبالفعل سافر مخلص الى السعودية، واستمر على حاله من شرب المسكرات، وجد هناك شلّة تدمن الخمر وأصبح واحدا منها. تتابع الكاتبة حياة كل فتاة من فتيات العائلة وكيف تطورت حياتها. تابعت فداء دراستها للطب في حلب وتابعت بعدها اختها بشرى دراسة الطب هناك ايضا. اما سمر فقد قررت دراسة المعد التجاري والعمل في أحد البنوك في نفس الوقت. كشفت عن ذهنية عملية، وأصبحت مطلة على ما يحصل حولها وهي التي ذكرت اسم الضابط الذي أنقذهم من محاولة اغتصاب. اما غادة فقد نجحت في البكالوريا بعلامات أهلتها لتدخل فروعا عدة، اختارت العلوم في جامعة دمشق. دخلت الجامعة لكنها بقيت مسكونة بعقدتها انها ليست جميلة، ولن تجد من يحبها ومن يتزوجها لاحقا. فكرت ان تصنع لنفسها تميزها الخاص. حاولت التقرب من مجموعات يسارية تختلط ببعضها بكثافة، تتحدث بالثقافة والسياسة كثيرا، تمارس حياة مفتوحة قد يكون هناك معاشرة جنسية، حاولت التقرب منهم، لكنهم لم يتقبلوها بينهم لكن الامن اكتشف اهتمامها وحاول أن يجندها مخبرة، صحيح ان اغلبهم مشابهين للعسكر الذين دمروا حماة وقتلوا اهلها، يعني علويين، لكنهم يعتبرون أنفسهم معارضين. كان طلب الأمن منها أن تكون مخبرة، ضربة نفسية جديدة عليها. هربت الى حماة مجددا. هذا إضافة لرسوبها لسنتين متتاليتين في الجامعة. احتضنها والدها وأخواتها. لم يُعرف عن أي من أخواتها اي رسوب. لم تخبر أحدا بما حصل معها مع الأمن، قالت انها لا تحب هذا الفرع ولن تعود للجامعة. زاد اكتئابها. عرفت اختها بمرضها شخصته إنه الاكتئاب، عرضتها على طبيبة نفسية ووصفت لها علاجا كمهدئ نفسي، شربته لفترة من الزمن، واستمرت على حالها. احست ان كل الدنيا ضدها. فهي سمراء وغير جميله ولا تجد من يحبها ويتزوجها، او يشاركها نشاطه السياسي، لذلك قررت ان تنتحر شربت كل حبات علاجاتها دفعة واحدة، ونامت ولم تستيقظ. ماتت غادة. كان لموت غادة تأثير كبير على العائلة كاملة، الأب الذي ندم على تقصيره بمتابعة ابنته حتى فرّطت بنفسها، كذلك ندمت فداء على عدم اهتمامها الكافي بأختها المكتئبة حتى وصلت للانتحار، وكذلك بقية اخوتها وامها. تتابع الكاتبة مصائر أفراد الأسرة كاملة بالتفصيل وعبر سنوات طويلة، الاب الذي مر بأزمة قلبية كادت تودي بحياته. الام التي احست ان بناتها كبرن ولم يعدن تحت متابعتها الدقيقة. اما فداء فقد عادت لمتابعة تخصصها في الاطفال في حلب، ومعها اختها بشرى التي اهتمت بشكلها ومظهرها وأناقتها باحثة عن حب قد يظهر لها في أي وقت. الأخ الأكبر أيمن استقر في السعودية وتحسنت أحواله الاقتصادية، كبر منزله، زوجته أمه من ابن شريك والده أبو غالب، الزوجة التي اهتمت بمكاسبها وجمالها ومجوهراتها. أما مخلص فقد ساء عمله في السعودية، حيث كانت قد بعثت له أمه زوجة الى هناك. قدم طلب هجرة الى السويد، وقبل، ذهب هو وعائلته الى هناك، لم يتجاوز إدمانه على الكحول ولا أزمته النفسية ايام هجوم النظام على حماة واعتقاله وإذلاله، عادت زوجته واولاده الى حماه لأنها لم تحتمل العيش معه هناك، استمر مخلص بالعيش في السويد ضائعا مدمنا وشبه مشرد.
الأم والأب استقروا مع من تبقى من بناتهم في بيتهم في حماة، تزوجت فداء من طبيب حلبي تعرفت عليه في المشفى، زوجها كان من بيئة مختلفة عاش طفولة قاسية، نشأ على حب ذاته والبخل والانانية والانتهازية، سرعان ما تسوء علاقة فداء به. مع ذلك تتحمل، تحمل اول مرة وتسقط حملها من سوء معاملة زوجها لها، لقد وصل للضرب، وهذا انعكس على والدها الذي أصيب بجلطة اخرى، تحملت فداء حال زوجها، رغم إدراكها أنه يخونها مع الممرضات واي امرأة يصل اليها. كان يعيرها بعدم انوثتها. حملت مرة اخرى وانجبت طفلا، لكن حياتها لم تتغير وعلاقتها بزوجها تسوء أكثر، غادرت وزوجها الى السويد، وهناك تصرف زوجها كانتهازي، داوم على خلق فرص سياسية ومكاسب مادية، تعامل مع جمعيات حقوق الإنسان، واستثمر ظروف زوجته فداء وما حصل معهم في حماة، رغم كونه كان بعثيا وانتهازيا. توسعت علاقاته النسائية واصبحت شبه علنية، احساس فداء بالمهانة والذل جعلها تطلب منه الانفصال بعد أن حصلت على اللجوء والاقامة هناك، انفصلت عنه سكنت لوحدها بعد جهد في ايجاد المنزل، تعبت في محاولة تعلم اللغة، لم تستطع ان تنغرس في السويد، تلك البلاد الباردة، التي لم تعترف بشهادتها الطبية، احتاجت للحب وللآخر، استيقظ جسدها على حاجاته. لم تحتمل العيش هناك قررت العودة الى حماة، كانت قد افتقدت والدها الذي توفي أثَر جلطة ثالثة بعد أن عرف ما حصل معها واساءة زوجها وضربه لها. الأم وحيدة، الاخوات تزوجن وانتشرّن في أطراف الدنيا. أما ربيع الاخ الاصغر فقد دخل في مجال الأعمال والاستثمار، فهم حقيقة الواقع وهيمنة جماعة النظام على كل المفاصل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، نجح في استثمار الرشاوي والعلاقات والأعطيات، وأصبح من الناجحين اقتصاديا.؟!!.
تنتهي الرواية وقد وصفت الاهوال التي عاشها أفراد العائلة ايام حصار حماة و أحداثها المأساوية، هذه الأحداث التي طبعت بصمتها على حياة كل أفراد العائلة، الكل فاشلون مظلومون ومتأزمون، هل السبب هو ما حصل معهم ومصابهم على المستوى الخاص والعام ؟!!.
في تحليل الرواية نقول:
٠ نحن امام رواية فريدة ومتميزة، تسلط الضوء على أحداث حماة في ثمانينات القرن الماضي، وكأنها شهادة وسجلا للتاريخ، توثيق ما حصل بالعام والخاص، لكي لا ننسى، وفضحا للنظام المستبد المجرم وما فعل، وفضحا للعالم كله الذي سكت عن تلك الجرائم التي ذهب ضحيتها عشرات الاف الناس في حماة وغيرها من المدن السورية.
٠ الرواية سجل انساني نسوي بجدارة، يغوص عميقا بكل شخصياته النسائية المتنوعة على فرادتها، يكاد يكون توثيقا نفسيا واجتماعيا للمرأة عموما في بلادنا، من خلال هذه النماذج، للرجل أيضا حظه من المتابعة والاهتمام، لكن المرأة موضوعة تحت مجهر التقصي والمعرفة. تتكامل الأبعاد النفسية والقيم الاجتماعية والآمال والعقبات والاحباطات، ويتداخل العام والخاص لصناعة واقع المرأة في حماة وسورية عموما.
٠ تتوصل الرواية الى نتيجة قاسية لكنها واقعية: ان ظروف القمع والقهر الذي صنعه النظام السوري في سورية عبر عقود قبل أحداث حماة وبعدها، صنع بشرا قلائل يسيطرون على شعب كامل محول لقطيع، مشوه نفسيا، مستغل اجتماعيا، يعيش التقية والنفاق، مسكون بالخوف، فاقد الاحساس الانساني. ليس غريبا ان كل شخصيات الرواية تنتهي بمآلات سيئة، كلها تفشل وتتأزم وتعيش حياة سيئة، حتى من سافر واغتنى، لم يسلم من أمراض المظهرة والحياة الفارغة. كل الشخصيات لم تستطع أن تتحرر مما حصل معها وبقيت اسيرة ظروفها، حتى من غادر الوطن للجوء لم يستطع أن يتحرر من الوطن بصفته ماضيه الخاص بحياته بسوئه وايجابياته. لذلك فشلوا بالتأقلم مع الغربة.
٠ أهم نتيجة للرواية اننا وصلنا لمقولة أنه ضمن ظروف سورية من قمع وتسلط وظلم وقهر لن يستطيع أحد أن ينجو من الضياع على كل المستويات، وان نجح أحدهم ماديا فقد خسر نفسه انسانيا.
٠ الرواية تقول لا أمل…؟
لكن واقع الثورة التي قام بها الشعب السوري في مطلع عام ٢٠١١ م، تؤكد أن الشعب قد يستكين لوقت وان طال، لكنه سيثور لاسترداد حقوقه بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية، لأن ذلك تعبيرا عن إنسانية الإنسان فردا وجماعة، ولا يستطيع الإنسان أن يخسر انسانيته كل الوقت، قد تنجح الثورة وقد تفشل لكنها خطوة لصناعة المطلوب وبناء حياة انساننا السوري الافضل.