كتبت في الأيام الأولى للثورة في آذار 2011، وننشرها في ذكرى الثورة التاسعة
زَحَفَ الخلقُ والملائكُ جمعا
نحو حورانَ واستجابوا لدرعا
قد دعـتهمْ لعرسِها فأتوها
يـحمـلونَ القلوبَ حـباً وطوعـا
وتَـلَـقَـتْهمْ وهي ترقص فخرا
بـجـراحٍ تـشـّعُ بالنورِ شـعَّـا
يا عروسَ الأحرارِ مهرُك غالٍ
وفداكِ الأرواحُ ترخصُ بيعا
أنتِ زغرودةُ الرياحِ صهيلُ
الخيلِ برقُ السماء يلمعُ لمعا
__ __ __
أطلقتْ ثورةَ الكرامةِ نذراً
في وجوهِ الطغاةِ تصفعُ صفعا
أشعلتْ بركانَ التحرّرِ فينا
نزعتْ منْ قلوبنا الخوفَ نزْعا
حمصُ هـبـّتْ، واللاذقيّةُ لبَّتْ
والسـويداءُ.. والبقيةُ تسـعى
وحماةُ التي تجرّعتِ الموتَ
تريد القصاص عدلاً وشـرعا
ودمشقُ الأبيّةُ انتفضتْ، لا ..
تعرفُ الخوفَ لا تساومُ قـطـعا
وعلى رأس الثائرينَ صلاحُ
الدينِ يُزكي نارَ الحماسِ ويرعى
هـا هي الـشـامُ: تاجها أمـويُّ
رصعته الأمجادُ بالدرِّ رصعا
هـا هي الشامُ رأسها قاسـيـونٌ
لم يــزل مرفوعا، ويزدادُ رفعا
لـم تـطـأطـئــه للـطـغـاة ولم تر – كعْ
لغير الرحمن يــوما ركـعــا
__ __ __
ودِّعــي درعــا بالزغاريدِ قـتـلا …. كِ
، ولا تــذرفـــي عــليهم دمـعـا
لـم يـمـوتـوا لـكنَّهـم رفـضوا الذُلَّ
وضاقوا بالقرمطـيـيـن ذرعـا
ومـضــوا يـنــشــدونَ حــريـةً لم
يـعـرفـوها إلا كلامـاً وسـجـعــا
هــذه آلام الـولادة والــــطــلـق
عـذاب الـمـخـاض يشـتـدُّ وَجْـعَــا
فاصبري صبر تونس وبني غا .. زي
وعمَّان واصبري صبر صنعا
واصبري صبرَ مريمِ ابنةِ عمـــــــــرانَ
سيأتي المسيحُ يسطعُ سطعا
اختصرتِ البلادَ شرقاً وغرباً
وجمعتِ السماءَ والأرض جمْعا
كلُّ سوريا درعا الفداء، ودرعا
كلُّ سوريا الإباءِ أصلا وفرعا
—– —– ——
قسمـاً يـا ثــــوار درعـــا وعهداً
للنشـــامى الذين مــاتــوا صرعى
لنْ نخونَ الدماءَ، لنْ نوقفَ ال …. ثورةَ ،
لن تعرفَ المسيرةُ رَجْـعـَا
فرضــوا الذلَّ والـهـوانَ علينا
نصف قرن ، جورا وقهرا وقــمـعـا
دجَّــنـــونا، صـرنا دجاجاً اليفاً
سمكاً أخرسًا ، وطيراً ، وبَـجْـعَـا
عــقَّــمــونا، حــواسَّـنُا ضَمَرَتْ
أسماعنــا، لا تجيد فهما وسـمعا
وخـصـونا، كنا رجالاً، فأصبحنا
ذكــوراً، وليس نجدي نـفـعـا!
زعــمــوا أن الشعـب بايعهم، إلا
أنهم باعوا الشعب والأرض بيعا
صلبونا على صليب فلسطيــــ …ـــــــــنَ
ومصُّوا الدماء رضعاً وكرْعا
لــؤماءٌ ويدَّعــــــــون الــمــروءاتِ
وما طــبـعـهـم سـوى طبعِ أفعى!