1-لن يجد مُخرِج فصلا ختاميا لمرحلة ترامب أنسب من هذا العرض البائس والرث والخطير على عتبات الكونغرس وفي أروقته. صمدت المؤسسات الديمقراطية (الانتخابات، البرلمان، القضاء، الصحافة) أمام اجتماع نرجسية رئيس عديم الروادع منزوع القيم مع الشعبوية. هذا هو السطر الأخير لكن ليس الصورة كاملة.
2-الرئيس الشعبوي القادم من خارج السياسة يتملق غرائز الناس ليصنع بذلك رأيا عام شعبويا. الناس بالنسبة للشعبوي مجرد وسيلة للوصول إلى السلطة. إنهم إما مؤيدون أو خصوم. والديمقراطية أيضا وسيلة، وتصبح بعد الوصول إلى السلطة عائقا. أمام طريقته في ممارسة السلطة، وأمام بقائه فيها.
3-تثبت التجربة أن الشعبويين القادمين من خارج السياسة والذين يقدمون أنفسهم في الديمقراطيات على أنهم أقل تلوثا من السياسيين قد يكونون الأكثر نرجسية وتطلعا للسلطة وتمسكا بها. تُعرِّض ظاهرةُ التعب من السياسة والسياسيين الناسَ إلى السقوط في فخ شعبويين هم أخطر السياسيين وأكثرهم جشعا.
4-كان تلكؤ الشرطة في تفريق هجومٍ يهدف إلى تعطيل جلسة برلمان لإقرار نتائج الانتخابات في الحقيقة وواضحا، وإن كان محيرا، وكذلك عدم جاهزيتها. لو كان المتظاهرون من السود والملونين، لما تمكنوا ليس فقط من دخول مبنى الكونغرس، بل من الوصول إلى عتبات الكابيتول، ولاستُخدمت أدوات أخرى في تفريقهم سريعا.
5-لم يسمع أحد عن جلسات مثل هذه من قبل لأنها شكلية طقسية، تعقد لغرض التصديق على تقارير المجمع الانتخابي، التي سبق أن صودق عليها في كل ولاية، وحسم القضاء الاعتراضات. لكن نواب جمهوريون يخشون قاعدة ترامب الانتخابية، تواطؤوا وحوّلوا هذه الجلسة الشكلية الطقسية إلى يوم تاريخي.
6-لا تنتصر الشعبوية من دون تواطؤ عدد كاف من السياسيين والنخبة بالصمت أو بالتملق والمراءات. قد يكون امتحان القائد السياسي في الديمقراطية مخالفة جمهوره بالتصريح بحقائق لا تعجبه.
7_الحزب الجمهوري تلقّى ضربة لن يتعافى منها من دون حساب عسير للذات. بالنسبة للمؤسسة الأميركية عموما، لا أستغرب أن يُستنتج من أحداث هذا اليوم ضرورة مواجهة ظاهرة ترامب السياسية بعد خروجه من البيت الأبيض، وربما يصل الأمر حد محاكمات جنائية له في ولايات مختلفة
المصدر: صفحة عزمي بشارة