تشهد مدينة حمص السورية حالة غضب شعبي كبير وفي ذات الوقت “حداد”، بعد الكمين الذي تعرض له العشرات من مقاتلي “الفرقة الرابعة” في بادية محافظة دير الزور، ما أسفر عن مقتل العشرات منهم، وإصابة آخرين بجروح خطيرة، ماتزال الفرق الإسعافية تعمل على نقلهم إلى مشفيي المجتهد والأهلي، حسب ما قالت مصادر إعلامية في تصريحات لموقع “الحرة”.
وفي تفاصيل الكمين فقد تعرضت ثلاث حافلات نوع “بولمان”، في الساعة الرابعة من عصر الأربعاء لهجوم وصفه نظام الأسد بـ”الإرهابي”، وذلك في المنطقة المعروفة ببادية الشولا في ريف دير الزور شرق سوريا، وسط مؤشرات على وقوف خلايا تتبع لتنظيم “داعش” وراء العملية.
وأسفر الاستهداف حسب رواية نظام الأسد إلى مقتل 25 شخصا وإصابة آخرين، إلا أن المصادر التي تحدث لها موقع “الحرة” داخل مدينة حمص أكدت أن حصيلة القتلى تزيد عن 30 قتيلا، وغالبيتهم من عناصر “الفرقة الرابعة”، التي تعتبر أبرز التشكيلات في قوات الأسد.
وأوضحت المصادر أن الأحياء الموالية للنظام في حمص أعلنت “الحداد” في الساعات الماضية، مع وصول جثث القتلى، وأشارت إلى حالة “غضب كبير” بسبب عدم اعتراف النظام السوري بهوية القتلى، وإصراره على ذكر اسم “أشخاص” بدلا من تحديد هويتهم بشكل دقيق، كعناصر رسميين ضمن قواته.
وتأتي حادثة الاستهداف المذكورة بعد يومين من كمين مشابه تعرض له عناصر من “الحرس الجمهوري” في بادية الشولا بريف دير الزور أيضا، ما أدى إلى مقتل وجرح أكثر من 30 عنصرا، في ضربات متصاعدة، تبنى تنظيم داعش القسم الأكبر منها عبر أذرعه الإعلامية التي ماتزال نشطة عبر تطبيق “تلغرام”.
موثقون بالاسم
وتمكن موقع “الحرة” من توثيق أسماء بعض قتلى الكمين، بينهم: الملازم محمد منير الطويل، الملازم محمد عبد العزيز، شعبان عبد العزيز (قائد مجموعة)، محمد شعبان عبد العزيز، حسام معلا، صلاح عز الدين يونس، الملازم شرف عادل طيبة.
بالإضافة إلى الملازم شرف يزن الخليل، الملازم نور الدين الحسن، وسيم سليمان الزليخ، يوسف الأحمد، الملازم يوشع العلي، الملازم سلمون ناصيف، علي برابو، قائد مجموعة ويلقب بـ”أبو رشا”.
وينحدر غالبية القتلى من الأحياء الموالية في مدينة حمص، بينها حي المهاجرين، حي الزهراء، حي وادي الذهب، حي السبيل.
وكان “المرصد السوري لحقوق الإنسان” قد أشار إلى أن الهجوم الجديد يرفع من حصيلة خسائر النظام، خلال الفترة الممتدة من 24 مارس 2019 وحتى اليوم، حيث وصلت إلى 1214 قتيلا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية، من بينهم اثنين من الروس على الأقل، بالإضافة لـ145 من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية.
في المقابل قالت وكالة “سانا” الرسمية: “في بعض مناطق البادية خلايا إرهابية من بقايا تنظيم داعش الإرهابي”، وزعمت أن العناصر الموجودين في قاعدة التنف الحدودية بتقديم الدعم لها.
“حرب استنزاف”
وباتت منطقة البادية السورية القاعدة الرئيسية التي تنطلق منها هجمات خلايا “داعش”، وذلك بعد أكثر من عام من إعلان الولايات المتحدة القضاء على نفوذه بشكل كامل، بعد السيطرة على آخر معاقله في منطقة الباغوز بريف مدينة دير الزور السورية.
وتبلغ مساحة البادية السورية نحو 80 ألف كيلومتر مربع، وتتوزع على محافظات: دير الزور، الرقة، حلب، حماة، حمص، ريف دمشق، والسويداء، وحسب مراقبين فإن نشاط خلايا “داعش” في البادية يأتي ضمن استراتيجية مختلفة بشكل جذري عن استراتيجياته السابقة في القتال، خاصة من ناحية تنقّل المقاتلين أو أساليب الاستهداف المحددة.
ومنذ أشهر تخوض روسيا وقوات الأسد عمليات عسكرية غير معلنة في البادية السورية، يشارك فيها الطيران الحربي، وخاصة في أجزاء البادية من ريفي حماة وحمص، وذلك بعد تصاعد الهجمات التي باتت تعيق تنقل المدنيين والعسكريين على الطرقات الواصلة من جنوب سوريا إلى شمالا في محافظة حلب.
وفي حديث سابق لموقع “الحرة” قال الباحث في شؤون الجماعات الجهادية، حسن أبو هنية إن خلايا داعش تتبع حاليا “التكتيكات المميتة” من خلال الكمائن والاغتيالات وبعض العبوات الناسفة، بعيدا عن استخدام التكتيكات السابقة.
وبالنظر إلى بدايات عام 2020 وحتى الآن، يضيف الباحث: “هناك وتيرة مرتفعة لعمليات التنظيم، وهي محسوبة وغير عشوائية، وبالتالي يتوقع المراقبون أن يكون هناك مزيدا من النمو مع بقاء المنطقة على ما هي عليه من توتر أمني، وغياب أي فرص للانفتاح السياسي”.
المصدر: الحرة. نت