سارعت وزارة خارجية النظام السوري إلى محاولة توظيف تداعيات قضية مقتل مواطن لبناني في بلدة بشري اللبنانية على يد شاب سوري قبل أيام، وما تبعها من اعتداءات طاولت عدداً من اللاجئين في المنطقة، ما اضطرهم إلى مغادرتها. وبينما حثت القضاء اللبناني على “وضع حد للتحريض واللغة العنصرية واستغلال هذا الحادث الفردي”، دعت اللاجئين السوريين (الذين تصر الحكومة اللبنانية على توصيفهم بالنازحين) “للعودة إلى وطنهم والعيش فيه بكرامة وأمان”.
وقال بيان لوزارة خارجية النظام، إنها “تتابع باهتمام الحادث المؤسف في بلدة بشري اللبنانية والذي أودى بحياة مواطن لبناني وتتقدم بمواساتها لعائلة الفقيد، وتدعو القضاء المختص إلى القيام بدوره بكل شفافية لإماطة اللثام عن كافة جوانب هذه القضية، ووضع حد للتحريض واللغة العنصرية واستغلال هذا الحادث الفردي”.
وأعربت عن تقديرها لـ”الأصوات التي ارتفعت في لبنان ضد الاستغلال السياسي لهذه الحادثة” وطالبت الحكومة والجهات اللبنانية المعنية “بمنع أي استغلال لهذه الحادثة للإساءة للاجئين السوريين والقيام بواجبهم بحماية المواطنين السوريين في لبنان”.
قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان، إن 270 عائلة من اللاجئين السوريين في لبنان غادرت بلدة بشري خلال الأيام الماضية، على خلفية التوترات التي شهدتها هذه البلدة
وبالتزامن مع مساعي النظام السوري، برعاية روسية للترويج لفكرة “العودة الآمنة” للاجئين إلى سورية، دعت وزارة خارجية النظام، اللاجئين “الذين أجبرتهم ظروف الحرب الظالمة على مغادرة البلاد للعودة إلى وطنهم والعيش فيه بكرامة وأمان وستقدم كافة التسهيلات لهذه العودة وستعمل ما في وسعها لضمان متطلبات عيشهم الكريم”. وتجاهلت الوزارة دور النظام السوري وجيشه ومليشياته في تهجير هؤلاء المدنيين، ورفض أغلبهم العودة إلى سورية خشية تعرضهم للاعتقال والملاحقات الأمنية، أو سوقهم إلى الخدمة العسكرية.
وشهدت مدينة بشري اللبنانية موجة غضب مستهدفة السوريين، بعد مقتل مواطن لبناني على يد لاجئ سوري.
وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام”، إن “العامل السوري (م.ح) أطلق النار على الضحية بعد ظهر الإثنين، إثر خلاف فردي في الوقت الذي كانا يعملان معاً في قطعة أرض يملكها الضحية”، ما أدى إلى موجة من الغضب لدى أهالي بشري وذوي المجني عليه، الذين قاموا بطرد لاجئين سوريين من المدينة كرد فعل على الجريمة.
وفي سياق متصل، قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان، إن 270 عائلة من اللاجئين السوريين في لبنان غادرت بلدة بشري خلال الأيام الماضية، على خلفية التوترات التي شهدتها هذه البلدة.
ونقلت وكالة “فرانس برس” عن المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد، قولها: “نحن على علم بأن نحو 270 عائلة سورية، غادرت بشري حتى الآن”، مضيفةً أن “العقاب الجماعي لمجتمع بأكمله على حادث يشمل فردًا واحدًا هو أمر غير مقبول”.
كما أكدت الوكالة أن عشرات العائلات السورية تتجمع خارج مبنى تابع لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مدينة طرابلس (شمال لبنان).
المصدر: العربي الجديد