بدأ “اللواء الثامن”، الذي يقوده النقيب أحمد العودة، والتابع لـ”الفيلق الخامس” المشكل روسيًا، سحب قواته من نقاطه العسكرية المنتشرة في أرض ببلدة القريا جنوبي السويداء على الحدود الإدارية لمحافظة درعا.
وذكرت شبكتا “السويداء 24” و”درعا 24″ اليوم، الاثنين 9 من تشرين الثاني، أنه بدأ تنفيذ أول بنود الاتفاق بين وجهاء من محافظتي درعا والسويداء جنوبي سوريا، الذي يقضي بسحب نقاط “اللواء الثامن” من الأراضي بين محافظتي السويداء ودرعا.
وكانت مفاوضات قد جرت بين وجهاء المحافظتين على أن تسلم النقاط لأبناء السويداء فقط، وليس لأي جهات عسكرية أخرى، إضافة لبنود أخرى.
وفي 29 من أيلول الماضي، اشتبك عناصر من “اللواء الثامن” مع عناصر من “حركة رجال الكرامة” إثر هجوم شنه عناصر من ميليشيا “الدفاع الوطني” الرديف لقوات النظام على نقاط تابعة لـ”اللواء الثامن”، وتطورت لمواجهة بين “اللواء الثامن” الذي يشكل عناصره أغلبية من درعا، وحركة رجال الكرامة” صاحبة النفوذ في السويداء.
وبدأت الاشتباكات عندما تعرضت نقاط الحراسة التابعة لـ”الفيلق الخامس” لهجوم وصفه العودة بأنه “هجوم واعتداء بجميع أنواع الأسلحة من ثلاثة محاور”.
وأُنشئت نقاط حراسة داخل هذه الأرض، حسب العودة، بالتنسيق مع الجانب الروسي، بعد اقتتال آذار الماضي بين الطرفين، وطُلب من أهالي السويداء أن يشتركوا مع “الفيلق” بنقاط الحراسة، لكنهم رفضوا، وبقي عناصر “الفيلق” في نقاطهم “لمنع حوادث القتل والخطف في السهل والجبل”، بحسب العودة.
لكن الناشط المنحدر من السويداء عهد مراد، وهو أحد منسقي بيان “حسن الجوار بين سهل وجبل حوران“، الصادر في نيسان الماضي، قال لعنب بلدي إن أول مزارع من أهالي القريا توجه لزراعة الأرض قُتل، ولم تُحصد الأرض في مناطق سيطرة العودة إلا بوجود الدوريات الروسية.
وتعد الأرض التي انسحب منها “اللواء الثامن” اليوم سببًا في الاشتباكات التي جرت في أيلول، نتيجة رمزيتها التاريخية لدى أهالي السويداء، وتمركز قوات العودة في المنطقة يثير استفزاز أهالي السويداء، بحسب ما أوضحه الناشط المدني عهد مراد.
وتعود رمزية الأرض إلى أنها أنهت خلافًا بين السهل والجبل، إذ قدمها مواطنون من درعا “دية” لسلطان باشا الأطرش، قائد الثورة السورية الكبرى عام 1925، الذي ينحدر من القريا، نتيجة مقتل اثنين من أهالي السويداء.
ويعتبر مشايخ السويداء ووجهاؤها أن سيطرة العودة على هذه الأرض تلغي الاتفاق التاريخي بين المحافظتين الجارتين، لأن استمرار تمركزه في الأرض يعني أنه يريد استعادتها، حسب الناشط عهد مراد.
المصدر: عنب بلدي