يشبهون طيور العقعق.. لعلهم كذلك؟!

أحمد مظهر سعدو

في الوسط الاعلامي والثقافي هذه الأيام أناس يعملون ولا يعلمون.. يلاقحون ولا يتلاقحون.. يفعلون ولا يتفاعلون. ينجذبون الى الأشياء اللامعة، ويبنون أعشاشهم الضخمة، في الأشجار أو الشجيرات، يغطونها بغطاء من أعواد شائكة مفككة.. يتغذون على الحشرات، وبيض الطيور، وصغار الطيور، وآلام الطيور، وفتات الموائد، والثديات الصغيرة، كما يأكلون الجيف. مثلما تفعل تماماً طيور العقعق، التي تقوم بكل ذلك، وهي كما تعلمون، من فصيلة الغراب، وتتميز بتلك الميزات تماماً.. والحقيقة فان بعض هؤلاء الذين نشبهم بالعقعق، يلتقطون الأفكار الجذابة، ويدمجونها في كتاباتهم، وصياغاتهم، ونتاجاتهم.. من دون أن يشغلوا أنفسهم كثيراً، بشأن الكيفية التي يمكن بها أن تتوافق تلك الافكار بعضها مع بعض.. ولأن العقعق، يتغذى على الحشرات، والطيور، فإنهم يأكلون الجيف ويتغذون كما يتغذى-بكل أسف – على بيوض صغار الطيور.. فيبنون أنساقهم الفكرية، على نحو مفكك، مثلما يبني العقعق عشه. كما أنهم ينجذبون الى أي أفكار بارزة، مثلما ينجذب العقعق الى الأشياء اللامعة.
وهذا لا يغيب عن عين أي متابع لما يراه يومياً على بعض الفضائيات، وهذا الإسفاف البائس، الذي (يتحفنا به) بعض هؤلاء.. أو يقض مضجعنا به وعبره، ولا يبدو أن مثل ذلك يبتعد كثيرًا، عن حالات يقوم بها، من يسلخ جلد الفقمة، ليستفيد منها، مهما كان الأثر سيئاً عليها، أو على البيئة، حيث أن الفقمة تسلخ حية على الثلوج، بعد إزالة أعضائها الذكرية ” التي تباع باعتبارها طعاماً يثير الشهوة الجنسية ” وهناك (بالفعل) استمرار لقتل صغار الفقمة على الرغم من خطر ذلك .
ما يفعله اليوم بعض مثقفي، أو مدعي الثقافة، يميل لأن يكون، مثل ذلك أو قريباً منه، ويسيرون بفعلهم هذا نحو إبادة جماعية للناس، وثقافة البشر، وعقولهم معاً، حيث يؤكد بعض المفكرين “أنه في عصرنا الحالي، لا يجري الدفاع عن المذابح العشوائية، باعتبارها جزءاً من الثقافة ” عندما يكون الضحايا من البشر ( حيث يعتقد عادة أن المذابح من هذا النوع تحتاج الى دفاع من نوع آخر، حتى إن كان غير مقبول ) بل عندما تكون الضحايا هم غيرنا من الثديات، مثل صائدي حيوانات الفقمة، كما أسلفنا.
واعتقادي أن التشبيه بالحيوانات والمقاربة حول الثدييات والطيور ليست خارج السياق، ولا تعتبر نشازاً، بل هي عودة الى “كليلة ودمنة” بشكل من الأشكال ؟!! في ظل العسف والقتل الأسدي الذي يطال الشجر والحجر والبشر في سورية، دون التفاتة جدية من كل ما يسمى المجتمع الدولي الذي ترك السوريين لقمة سائغة أمام المغول والتتر الإيراني والروسي والأسدي ومن لف لفهم.

المصدر: موقع مصير

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى