أعلنت القوات الكردية المسيطرة على مناطق بشمال سوريا أنها ستخرج السوريين من مخيم “الهول” في محافظة الحسكة، المخصص لعائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، كما أعلنت تركيا أن عودة اللاجئين لديها بشكل آمن وطوعي إلى بلاهم يتصدر أجندتها.
وقالت الزعيمة الكردية إلهام أحمد، في مقطع مصور بثّه “مجلس سوريا الديمقراطية” (الذراع السياسية لقوات سوريا الديمقراطية) التي تهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، إن قرارا سيصدر بإخلاء مخيم الهول من السوريين تماما، معتبرة أن من يريد البقاء في المخيم، فلن يكون ذلك مسؤولية الإدارة الكردية.
وقال الزعيم الكردي بالمنطقة بدران جيا كرد، إن بعض السوريين غادروا المخيم بالفعل، وإن وتيرة هذه العملية ستتسارع.
وأشار إلى ضرورة تقليص العبء عن المخيم، وتعزيز إجراءات الحد من الحوادث الأمنية التي قال إنها زادت.
وقال جيا كرد إن من بين 28 ألف سوري في مخيم الهول، يوجد نحو 15 ألفا من المناطق التي يقطنها عرب بشكل أساسي في الرقة ودير الزور، وسيكون بوسعهم العودة إلى مناطقهم، مضيفا أن كثيرين من الباقين قد لا يتمكنون من المغادرة إذا لم يكن لديهم مكان يذهبون إليه، أو لا يريدون العودة إلى الأراضي التي يسيطر عليها النظام.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية -رياض ضرار- أنه سيتم إخراج السوريين ويبقى الأجانب فقط، معتبرا أنه لا معنى لاحتجاز العائلة إذا كان هناك ضامن لحياتهم من أقاربهم.
وبحسب ضرار، فإنه سيُسمح للعراقيين الراغبين بالمغادرة، لافتا إلى أن العديد منهم يفضلون البقاء في المخيم خشية اعتقالهم أو محاكمتهم في العراق لصلاتهم بالتنظيم.
وقال المسؤول في الإدارة الكردية أرين شيخموس “أولئك المتحدرون من مناطق سيطرة النظام، وتلك الخاضعة للسيطرة التركية… فنسعى إلى إيجاد من يضمنهم وإلى إخراجهم”، أما بخصوص االعراقيين فإن حكومة بغداد “تماطل في عملية استعادتهم”، وفقا لقوله.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن مخيم الهول يؤوي نحو 65 ألفا، من بينهم نحو 28 ألف سوري و30 ألف عراقي ونحو 10 آلاف من جنسيات كثيرة.
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في أغسطس/آب، إن 8 أطفال توفوا في مخيم الهول، وإن أطفالا من 60 دولة يعانون، في حين أدى انتشار فيروس كورونا بين العاملين في المخيم إلى تفاقم الأوضاع.
ويطالب الأكراد الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين لديهم، أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين، إلا أن غالبية الدول وخصوصا الأوروبية، تصرّ على عدم استعادتهم.
اللاجئون في تركيا
في سياق آخر، قال ياووز سليم قيران نائب وزير الخارجية التركي، إن بلاده تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، وإن عودتهم بشكل آمن وطوعي إلى بلاهم يتصدر أجندة تركيا.
وأضاف خلال مشاركته في الاجتماع الـ71 للجنة التنفيذية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن بلاده قلقة إزاء الظروف التي يُجبر فيها طالبو اللجوء والنازحون على العيش، مشيرا إلى أن اللاجئين والنازحين تأثروا بشكل كبير جراء جائحة كورونا.
وأكد قيران أن الفترة الأخيرة تشهد ارتفاعا ملحوظا في أحداث إعادة طالبي اللجوء بشكل مخالف للقانون الدولي واتفاقية جنيف لعام 1951.
المصدر: الجزيرة. نت