حرق صور الأسد في كناكر.. والتسويات رماد

يشبه المشهد الآتي من بلدة كناكر بريف دمشق، المشهد الذي بات متكرراً في محافظة درعا خلال العامين الأخيرين، حيث تقع اضطرابات من حين إلى آخر، بسبب القبضة الأمنية للنظام، والتي كرستها اتفاقيات التسوية المحلية.

وتفاعل السوريون في مواقع التواصل الاجتماعي، مع الاحتجاجات الجارية في بلدة كناكر، مساء الاثنين، على نطاق واسع، فيما عمدت الصفحات الموالية للنظام إلى إطلاق صفات إرهابية على سكان البلدة.

وتداول ناشطون مقاطع فيديو وصوراً تظهر إحراق صور رئيس النظام بشار الأسد، كتبت عليها شعارات الصمود والتحدي التقليدية، فيما تحدث آخرون عن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها مناطق سيطرة النظام عموماً، وعجز النظام وحلفائه عن ضبط المشهد رغم ادعاءات الانتصار في الخطاب الإعلامي والدبلوماسي على حد سواء.

والتشابُه بين كناكر ودرعا، يكمن في سبب الاحتجاجات التي اندلعت بعد اعتقال مخابرات النظام لثلاث سيدات وطفلة من أهالي البلدة. وقام المحتجون بقطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى البلدة بإشعال الإطارات، وكتابة عبارات مناهضة للنظام وتطالب بوقف حملات الاعتقال التعسفية.

وقرى وبلدات ريف دمشق الغربي التي خضعت لنظام الأسد بموجب اتفاق التسوية، تتعرض، كغيرها من المناطق، لحملات مداهمة واعتقالات تعسفية، فضلاً عن فرض التجنيد الإجباري على أبنائها وحرمانها من الخدمات.

ويمكن القول أن التسويات التي حصلت في مناطق متفرقة من البلاد، هي نفسها تمثل بذرة جديدة لثورة أخرى بعد عشر سنوات من الثورة الأولى ضد نظام الأسد. وتظهر بذور الاحتقان بشكل متزايد في مواقع التواصل رغم القبضة الأمنية التي تعتقل كل من يتحدث ضد النظام. ويكرر سوريون حديثهم عن اليأس الذي يدفعهم للمخاطرة بالتعبير عن معارضتهم للنظام، بما في ذلك أفراد كانوا موالين للنظام في سنوات الثورة الأولى، وباتوا اليوم يجاهرون بموقف معارض، وهو تيار يمكن ملاحظته في التعليقات ضمن الصفحات الموالية.

 

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى