
تشهد محافظة القنيطرة منذ ساعات صباح الأحد، تصعيداً ميدانياً متسارعاً من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي توغلت في أطراف بلدة صيدا الحانوت جنوبي المحافظة، وأقامت نقطة تفتيش جديدة وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقالت مصادر محلية من القنيطرة لـ موقع تلفزيون سوريا إن نحو 11 مركبة عسكرية إسرائيلية دخلت صباح اليوم إلى أطراف بلدة الحانوت تحت غطاء جوي من الطيران، قبل أن تُغلق الطريق المؤدي إلى صيدا، وتباشر عمليات تفتيش دقيقة للمارة والسيارات.
وأضافت المصادر أن الجنود الإسرائيليين أوقفوا عدداً من المدنيين عند الحاجز الجديد، ووجّهوا إليهم أسئلة تتعلق بامتلاك السلاح أو معرفة أشخاص مسلحين.
كما استفسروا عن مواقف السكان من الحكومة السورية وسألوهم إن كانوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في خطوة وصفها الأهالي بأنها “غير مألوفة ومثيرة للقلق”، كونها تُظهر محاولة للتواصل المباشر مع السكان المحليين.
مضايقات وتجريف أكثر من 200 دونم
يأتي ذلك بالتزامن مع تحركات عسكرية إسرائيلية في ريف القنيطرة الشمالي، حيث واصلت آليات الاحتلال خلال اليومين الماضيين تجريف أكثر من 200 دونم من أراضي محمية جباتا الخشب، المعروفة بكثافة أشجارها الحراجية القديمة، فضلاً عن استمرار عمليات إزالة الغطاء النباتي في أحراش البلدة ذاتها.
وأعرب الأهالي في محافظة القنيطرة، خلال حديثهم لموقع تلفزيون سوريا، عن غضبهم من أعمال التجريف التي تطال محمية جباتا الخشب الطبيعية، معتبرين أنها “محاولة لخنق المحافظة لتمرير مشاريع التهجير القسري”.
كما توغلت وحدات تابعة للاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، على الطريق الواصل بين الصمدانية الشرقية وخان أرنبة، وأقامت نقطة تفتيش مؤقتة أخضعت فيها المارة للتفتيش، وثبتت قوات الاحتلال حاجزاً آخر بين أوفانيا وجباتا الخشب.
مصادر محلية تحدثت، لموقع تلفزيون سوريا، عن تعرض عدد من المدنيين لمضايقات جسدية وتهديدات بالسلاح من قبل الجنود الإسرائيليين عند تلك النقاط، وسط غياب أي تدخل من قوات الأمم المتحدة المنتشرة في المنطقة، رغم وصول آليات عسكرية إسرائيلية من نوع ميركافا إلى نقطة المراقبة الأممية الواقعة بين خان أرنبة وجباتا الخشب.
الاحتلال الإسرائيلي يلقي قنابل ضوئية فوق جباتا الخشب
وفي وقت متأخر من ليل أمس السبت، قالت مصادر محلية لموقع تلفزيون سوريا، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت قنبلتين مضيئتين فوق منطقة طلعة جباتا الخشب، ما تسبب باندلاع حريق في أحد المواقع الحرجية.
واستمر ضوء القنبلة الثانية بالاشتعال لفترة طويلة قبل أن تنطفئ شرقاً، في مشهد رآه الأهالي مؤشراً على عمليات رصد واستطلاع ليلية متزايدة.
وتشير المعطيات الميدانية إلى أن هذه التحركات تأتي ضمن تكثيف النشاط العسكري الإسرائيلي قرب الشريط الفاصل مع الجولان المحتل خلال الأيام القليلة الماضية، وسط مخاوف السكان في القنيطرة من احتمال توسع هذه العمليات أو تحويلها إلى تمركز دائم في بعض النقاط الحدودية الحساسة.
المصدر: تلفزيون سوريا